ومع رغبة مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الاحتفاظ بعلاقات دافئة مع الولاياتالمتحدة، هل يعني ذلك أن حكومة جونسون ستقبل مطالب بولتون؟ مع وصول بوريس جونسون إلى منصب رئيس الوزراء البريطاني، تظل الأسئلة حول كيفية تغير السياسة الخارجية لبريطانيا، وتأثير قيادته على التوترات المتصاعدة مع إيران، قائمة. حيث وصلت العلاقة بين بريطانياوإيران إلى نقطة الغليان عندما احتجزت البحرية الملكية البريطانية ناقلة نفط إيرانية اتهمها البريطانيون بانتهاك عقوبات الاتحاد الأوروبي في 4 يوليو، وفي انتقام واضح احتجزت إيران ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز بعد أسبوعين، ولا تزال الدولتان تحتجزان الناقلتين. وعلى الرغم من اقتراح الرئيس الإيراني بتبادل السفن، رفض وزير الخارجية دومينيك راب الفكرة. وأشارت مجلة "أمريكان كونسرفاتيف" الأمريكية، إلى أن الخلاف بين بريطانياوإيران، تعقد مع إصرار كل من لندنوواشنطن على أن الإجراءات البريطانية ضد الناقلة الإيرانية كانت قانونية وأن إيران هي التي تصرفت بشكل غير قانوني. وكتب الصحفي الأمريكي جاريث بورتر أنه في الوقت الذي تشير فيه الحقائق إلى أن "احتجاز إيران وأشارت مجلة "أمريكان كونسرفاتيف" الأمريكية، إلى أن الخلاف بين بريطانياوإيران، تعقد مع إصرار كل من لندنوواشنطن على أن الإجراءات البريطانية ضد الناقلة الإيرانية كانت قانونية وأن إيران هي التي تصرفت بشكل غير قانوني. وكتب الصحفي الأمريكي جاريث بورتر أنه في الوقت الذي تشير فيه الحقائق إلى أن "احتجاز إيران للسفينة البريطانية، كان انتهاكا صارخا لقوانين الملاحة الدولية في مضيق هرمز"، فإن "الأدلة تشير أيضا إلى أن الخطوة البريطانية كانت جزءا من مخطط أكبر ينسقه مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون". وهو أمر مقلق، حيث إن بولتون أحد أكثر المتشددين ضد إيران في الإدارة الأمريكية، والذي يدعو دائما للصراع معها لتغيير النظام في طهران. ومع رغبة مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الاحتفاظ بعلاقات دافئة مع الولاياتالمتحدة، هل يعني ذلك أن حكومة جونسون ستقبل مطالب بولتون؟ من الصعب معرفة إجابة هذا السؤال، لأن جونسون خلال عمله وزيرا للخارجية، غيّر موقفه أكثر من مرة، فبالنسبة لخوض الحرب في سوريا، كان معارضا لها في البداية، قبل أن يؤيدها. حتى إنه غيّر آراءه فيما يتعلق بالبريكست، فبعد أن امتدح الاتحاد الأوروبي لسنوات، قال إن تجربة الاتحاد الأوروبي، مثل أحلام نابليون وهتلر، محكوم عليها بالفشل. هل تكون إيران أول خلاف بين ترامب وبوريس جونسون؟
وتقول المجلة الأمريكية، إنه طوال حياته المهنية، اكتسب جونسون، وهو صحفي سابق وخريج جامعة أكسفورد، سمعة باعتباره انتهازيا، ويتبنى المواقف الرائجة لضمان تقدمه السياسي. ويتمثل التحدي الرئيسي لحكومة جونسون في التفاوض على البريكست مع الاتحاد الأوروبي قبل 31 أكتوبر، وسط احتمالات متزايدة من الخروج دون اتفاق. وبالتأكيد هناك علاقة بين البريكست والسياسة البريطانية تجاه إيران، فإذا انتهى الأمر بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، فقد يتعين عليها حماية اقتصادها من خلال عقد صفقة تجارية سريعة مع الولاياتالمتحدة، وقد يجعل هذا السيناريو حكومة جونسون عرضة لضغط واشنطن. وقد تمنح العطلة المتوقعة للبرلمان البريطاني، مساحة لجونسون تمكنه من إعادة تقييم سياسة بريطانيا تجاه إيران، حيث يمكنه أن يختار تخفيف حدة التوتر مع الإيرانيين وإقناعهم بعدم تجاوز مستويات تخصيب اليورانيوم المتفق عليها وفقا للاتفاق النووي لعام 2015، إلا أن انهيار العلاقات مع أوروبا أو تصعيد العداء مع طهران قد يربط بين البريكست وسياسة بريطانيا تجاه إيران. ومن الصعب تحديد الاتجاه الذي سيتخذه جونسون، حيث كان يعارض سابقا قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، لكنه يتمسك بشدة بحماية "العلاقة الخاصة" لبريطانيا مع الولاياتالمتحدة. وترى "أمريكان كونسرفاتيف" أن الوقت ما زال مبكرًا لتحديد ذلك، لكن حتى الآن، لم تنحرف حكومة جونسون عن سياسة رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي تجاه الجمهورية الإسلامية. وهو ما كان واضحا في رفض لندن اقتراح الرئيس الإيراني حسن روحاني، الأسبوع الماضي بأن تطلق إيران سراح السفينة البريطانية، مقابل إعادة ناقلتها. هل تقحم إيرانالصين في أزمة مضيق هرمز؟
وقال وزير الخارجية البريطاني "لن تكون هناك مقايضة"، مشيرا إلى أنه "تم اعتراض الناقلة الإيرانية لانتهاكها العقوبات"، وأضاف "يحق لنا احتجاز الناقلة بشكل قانوني"، مؤكدا أنه تم احتجاز السفينة البريطانية بصورة غير قانونية.