رد فعل بولتون أشار إلى أن الخطوة البريطانية كانت مفاجئة، لكن تيسدال يرى أن الأدلة تشير إلى أن العكس هو الصحيح، وأن فريق بولتون للأمن القومي كان متورطا في حادثة جبل طارق على مدار الأيام القليلة الماضية، توترت العلاقات بين بريطانياوإيران، إلى مستويات غير مسبوقة، بعد أن تبادل الطرفان احتجاز ناقلتي نفط مملوكتين لكل منهما. ففي وقت سابق من شهر يوليو الجاري، احتجزت بريطانيا ناقلة النفط الإيرانية "جريس وان" عند جبل طارق، مدعية أنها تكسر الحظر المفروض على سوريا. لم تنتظر طهران كثيرا لترد على ما وصفته ب"قرصنة" بريطانيا، واحتجزت سفينة "ستينا إمبيرو"، الجمعة الماضية، في أثناء مرورها بمضيق هرمز. ويبدو أن العلاقة بين لندنوطهران قد وقعت ضحية للأزمة المندلعة منذ أسابيع بين الولاياتالمتحدةوإيران، والتي تصاعدت حدتها مؤخرا. أصابع الاتهام في الوقوف وراء هذه الأزمة تشير إلى جون بولتون، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، وأحد أبرز المتشددين ضد إيران في الإدارة الأمريكية. يقول سيمون تيسدال، الصحفي المتخصص في الشؤون الدولية بصحيفة "الجارديان" البريطانية، إنه بالنظر إلى السياسة التي وضعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد طهران، أصابع الاتهام في الوقوف وراء هذه الأزمة تشير إلى جون بولتون، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، وأحد أبرز المتشددين ضد إيران في الإدارة الأمريكية. يقول سيمون تيسدال، الصحفي المتخصص في الشؤون الدولية بصحيفة "الجارديان" البريطانية، إنه بالنظر إلى السياسة التي وضعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد طهران، فيلعب بولتون دورا كبيرا في قيادة المواجهة الأمريكية مع إيران. وأضاف أن بولتون في محاولته الشغوفة لترويض طهران، لا يهتم بالخسائر الناجمة عن ذلك، حتى لو كانت تشمل حليفا وثيقا لواشنطن مثل بريطانيا. لذلك عندما سمع بولتون أن القوات البحرية البريطانية احتجزت ناقلة نفط إيرانية قبالة جبل طارق، كانت فرحته غير مسبوقة، إذ قال على "تويتر": "أخبار رائعة، احتجزت بريطانيا ناقلة النفط العملاقة جريس 1 المحملة بالنفط الإيراني المتجه إلى سوريا في انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي". رد فعل بولتون المبهج أشار إلى أن الخطوة البريطانية كانت مفاجئة، لكن تيسدال يرى أن جميع الأدلة تشير إلى أن العكس هو الصحيح، وأن فريق بولتون للأمن القومي كان متورطا بشكل مباشر في حادثة جبل طارق. هل فقدت إيران دعم أوروبا بعد واقعة ناقلة بريطانيا؟ ويبدو أن السياسيين البريطانيين، المنشغلين الآن باختيار رئيس وزراء جديد، ويصبون تركيزهم على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قد تعثروا في فخ أمريكي. وأصبحت عواقب حادثة "جبل طارق" واضحة الآن، إذ أدى الاستيلاء على "جريس 1" إلى احتجاز الحرس الثوري الإيراني الناقلة البريطانية "ستينا إمبيرو"، يوم الجمعة، في مضيق هرمز. ونتيجة ذلك، غرقت بريطانيا في أزمة دولية غير مستعدة للتعامل معها، في توقيت لا يمكن أن يكون أسوأ من ذلك، فمن المقرر أن يتولى رئيس الوزراء الجديد، والأقرب أن يكون بوريس جونسون، مهام منصبه هذا الأسبوع، كما أن بريطانيا على شفا خروج دون اتفاق من الاتحاد الأوروبي، ما يعزلها عن أقرب شركائها الأوروبيين، بالإضافة إلى ذلك توتر علاقتها بأمريكا. ويرى تيسدال أن الكثير من هذا القلق كان يمكن تجنبه، حيث عارضت بريطانيا قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران، وهو ما أثار أزمة اليوم. إلا أنه حتى في الوقت الذي دعمت فيه بريطانيا محاولات الاتحاد الأوروبي إنقاذ الاتفاق النووي، حاولت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، اللعب على الجانبين، للحفاظ على العلاقة مع ترامب، فأيدوا علنا شكاوى واشنطن من أنشطة إيران النووية "المزعزعة للاستقرار" وبرنامج الصواريخ، وهاجموا إيران عندما تجاوزت القيود النووية المتفق عليها. القصة الكاملة لاحتجاز إيران للناقلة البريطانية
ويؤكد الصحفي البريطاني أن الحكومة فشلت في حماية السفن التي ترفع العلم البريطاني بعد هجمات مايو ويونيو الماضيين ضد ناقلات النفط. وأرجع ذلك إلى افتقار البحرية الملكية القدرة على القيام بدوريات كافية، وكذلك لأن المسؤولين كانوا يخشون أن تدخل بريطانيا في صراع مسلح مع إيران. لكن بالنسبة لبولتون، فإن جذب بريطانيا بشكل لا لبس فيه إلى جانب أمريكا كان نتيجة مرغوبة، لذلك عندما بدأت أقمار التجسس الأمريكية المكلفة بالمساعدة في منع صادرات النفط الإيرانية بما يتماشى مع الحظر العالمي الذي فرضه ترامب، في تتبع "جريس 1" في طريقها المزعوم إلى سوريا، رأى بولتون فرصة سانحة. ونجحت مناورة بولتون، فعلى الرغم من مخاوفها، انضمت بريطانيا إلى خط المواجهة بين واشنطنوإيران، ومن خلال تهديد إيران ب"عواقب وخيمة"، دون معرفة توابع ذلك "ترقص بريطانيا عمياء على إيقاع طبول بولتون الحربية".