تستورد اليابان 80% من احتياجاتها النفطية من الشرق الأوسط، وتمر معظمها عبر المضيق الذي شهد مؤخرا مجموعة من الهجمات على ناقلات النفط، والمشاحنات بين واشنطن وطهران. في وقت سابق من الشهر الجاري، وجهت الولاياتالمتحدة دعوات لعدد من دول العالم للمشاركة في تحالف عسكري بحري دولي تحت اسم "عملية الحارس" لحماية خطوط الملاحة في مضيق هرمز مما وصفته الهجمات الإيرانية. وشملت هذه الدول، اليابان، حيث أكد وزير الخارجية الأمريكي مايكل بومبيو، الأسبوع الماضي، أن الولاياتالمتحدة طلبت من اليابان الانضمام إلى الدوريات البحرية في مضيق هرمز. وهو ما تسبب في وضع رئيس الوزراء شينزو آبي في مأزق بين الغضب من الحليف العسكري لبلاده وإغضاب الناخبين القلقين من احتمال نشر قوات في الخارج. وأشارت شبكة "بلومبرج" الأمريكية، إلى أن هذا الموضوع أثار العديد من التكهنات في طوكيو منذ أن اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الشهر الماضي، البلاد بالتواكل على أمريكا في قضية الأمن. وعلى الرغم من مرور أسابيع من الأسئلة المستمرة، سعت حكومة آبي إلى تجنب أي التزامات قد تثير انتقادات جديدة، تتهمه بمخالفة وأشارت شبكة "بلومبرج" الأمريكية، إلى أن هذا الموضوع أثار العديد من التكهنات في طوكيو منذ أن اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الشهر الماضي، البلاد بالتواكل على أمريكا في قضية الأمن. وعلى الرغم من مرور أسابيع من الأسئلة المستمرة، سعت حكومة آبي إلى تجنب أي التزامات قد تثير انتقادات جديدة، تتهمه بمخالفة الدستور السلمي لليابان. وقال جارين مولوي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة "دايتو بونكا" في "سايتاما" باليابان إن: "آبي خائف من الرأي العام بشأن القضايا الأمنية وخائف من غضب ترامب"، مضيفا أن "هذا أمر يثير قلق آبي ويزعزع استقرار الحكومة". المخاطر التي تواجهها حكومة آبي كبيرة للغاية، حيث وصفت قضية تأمين خطوط الشحن في مضيق هرمز بأنها "مسألة حياة أو موت لأمن الطاقة". وتستورد اليابان 80% من احتياجاتها النفطية من الشرق الأوسط، وتمر معظمها عبر المضيق الذي شهد مؤخرا مجموعة من الهجمات على ناقلات النفط، والمشاحنات بين واشنطن وطهران حول الجهود الأمريكية لإعادة التفاوض على اتفاق نووي دولي مع إيران. بينما لم تكن اليابان طرفًا في الاتفاقية النووية، سعى آبي إلى نزع فتيل العداوة بين الولاياتالمتحدةوإيران، حيث تخشى اليابان خسارة ترامب، الذي هدد بفرض رسوم جمركية على صادرات السيارات اليابانية كأداة للضغط في المحادثات التجارية بين البلدين. أمريكا: نسعى لبناء تحالف دولي لحراسة مضيق هرمز وكان بومبيو، قد صرح الخميس الماضي "نحن في المراحل الأولى لتطوير مبادرتنا للأمن البحري"، وأضاف "لقد طلبنا من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والنرويج واليابانوكوريا الجنوبية وأستراليا، وغيرها من الدول، المشاركة في المبادرة". وأشارت الشبكة الأمريكية، إلى أن كوريا الجنوبية، أحد حلفاء الولاياتالمتحدة، التي تتنافس مع اليابان للحصول على دعم واشنطن، تفكر في إرسال وحدة بحرية للمشاركة في التحالف الأمريكي، كما تدرس الدنمارك أيضًا هذه الخطوة، بينما قامت بريطانيا بنشر سفينتين بشكل منفصل. وتضغط إدارة ترامب على اليابانوكوريا الجنوبية للمشاركة في التحالف، بعد أن رفضت الدول الأوروبية التي كانت أطرافًا في الاتفاق النووي، وعارضت قرار ترامب بالانسحاب منه، الدعوات الأمريكية، وسعت جهودها الأمنية البحرية. وقال ريو ساهاشي أستاذ السياسة الدولية بجامعة طوكيو: "عندما تفكر في أمن شرق آسيا، والحصول على دعم الولاياتالمتحدة، يتعين عليك التعاون في الشرق الأوسط"، مضيفا أن "هناك أسباب تجعل ذلك أمرا صعبا، أحدهما العلاقات بين اليابانوإيران، ولكن أكثر من ذلك، من الصعب إيجاد أساس قانوني لهذه المشاركة". وقالت "بلومبرج" إلى أن آبي سعى إلى تخفيف قيود الدستور التي صاغتها الولاياتالمتحدة في أعقاب هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية على العمليات العسكرية للجيش الياباني. ففي عام 2015، أصدر ائتلافه تشريعات تسمح لقوات الدفاع الذاتي، بالدفاع عن الدول الأخرى في ظل ظروف معينة، وهو ما أشعل مظاهرات حاشدة خارج البرلمان واشتباكات بين المشرعين. هل تقحم إيرانالصين في أزمة مضيق هرمز؟ بعد فوزه في انتخابات مجلس الشيوخ قبل أسبوع، كرر آبي تعهده بالمضي قدما في محاولته لمراجعة الدستور لتوضيح شرعية قوات الدفاع عن النفس، وهي خطوة قد تؤدي إلى رد فعل مماثل. وأشار ساهاشي إلى أن اليابان أميل نحو المشاركة، قائلا "إنهم سيتفاوضون على نوع من التعاون المنخفض المستوى الذي سيُظهر على الأقل أن اليابان جزء من المبادرة".