أجبرها والدها على التسول وهي لم تكمل 13 سنة.. التحريات أكدت استعانة الأب بشقيقته ونجلها لكسر قدم الصغيرة وتعذيبها.. والفحص الطبي: قدم الطفلة مهددة بالبتر طفلة في عمر الزهور بالكاد تخطو خطواتها الأولى نحو معرفة الحياة والتعرف على ألوانها المبهجة من ضحك ولعب ومرح، حظها العثر وقدرها المحتوم كتبا نهاية مأساوية لطفولتها قبل أن تبدأ، إذ ولدت لأب عاطل لا يجيد من الحياة سوى الاستغلال والعيش «عالة»، بل والأنكى من ذلك أهل والدها الذين أخذوا يشجعونه ما داموا «سينولون من الحظ جانبا»، وكانت المحصلة النهائية فتاة بالكاد تستطيع الوقوف على قدم وحيدة في ظل كسر قدمها الأخرى لمرات ومرات على يد أقرب الناس إليها، لا لشيء إلا لأجل أن تتسول وتنفق عليه. «الشحاتة أم رجل مكسورة»، عبارة تسبق وصف الطفلة «نبيلة» بنت ال13 سنة، والتي اعتاد المارة رؤيتها كل صباح يعلو صوتها بعبارة لا تختلف كثيرا عما يقوله المتسولون بالطرقات والشوارع لاستعطاف المارة: «حاجة لله يا بيه ربنا ينجح مقاصدك»، وهي بالمناسبة كلمات تؤتي نفعها وغايتها «الشحاتة أم رجل مكسورة»، عبارة تسبق وصف الطفلة «نبيلة» بنت ال13 سنة، والتي اعتاد المارة رؤيتها كل صباح يعلو صوتها بعبارة لا تختلف كثيرا عما يقوله المتسولون بالطرقات والشوارع لاستعطاف المارة: «حاجة لله يا بيه ربنا ينجح مقاصدك»، وهي بالمناسبة كلمات تؤتي نفعها وغايتها في التحصل على بعض ما في جيوب من تتأثر عاطفتهم بحالة الطفلة ويعطونها «اللي فيه النصيب». ظل حال الطفلة على ما هو عليه لعدة أيام، لكن حالة قدمها كانت تسوء يومًا بعد الآخر، وهو الأمر الذي لاحظه أحد أهالي المنطقة، الذي يمكن أن نطلق عليه لقب «فاعل خير» تأثر بمرض الطفلة بعيدا عن تأثره بحاجتها للتسول من عدمها. وبعد أيام لاحظ ما تمر به من معاناة، وأخذت الشكوك تدور برأسه عما يجبر طفلة في مثل سنها على أن تمتهن مهنة التسول و«مد الإيد»، لكن الإجابة أتته بأسرع ما يخطر على باله، بعدما سمع أحد أهل المنطقة يؤكد أن والد الطفلة هو من يقوم بإجبارها على النزول إلى الشارع والتسول، فما كان من الرجل إلا أن توجه إلى قسم شرطة فاقوس، ليبلغ عما رآه وسمعه عسى أن تتمكن السلطات الأمنية والمسؤولون من إنقاذ الطفلة والحفاظ على ما تبقى من طفولتها وآدميتها. بلاغ «فاعل الخير»، الذي حمل رقم 1934 جنح قسم شرطة فاقوس لسنة 2019، اتهم والد الطفلة، ويدعى «محمود. ع»، عاملا، في نهاية العقد الخامس من العمر، بالتعدي بالضرب المُبرح على ابنته «نبيلة»، طفلة بالكاد أتمت ربيعها الثالث عشر، في محاولةٍ منه لتعذيبها وإجبارها على التسول بالشوارع العامة ببندر المدينة، قبل أن تكشف التحريات والتحقيقات عن مفاجأة جديدة، إذ تبين أن الأب استعان بشقيقته، وعمرها 21 عاما، ونجل شقيقته الأخرى، لا لشيء إلا لأجل تعذيب الطفلة وإجبارها على التسول للإنفاق عليهم، خاصة أنه عاطل عن العمل، وفق ما أوضحته الصغيرة، قبل أن تدلي بما كان يحدث لها على يد أقرب الناس إليها. «كل ما رجلي تخف يكسروهالي تاني»، بهذه الكلمات لخصت الطفلة الأسباب التي جعلتها حبيسة الأزقة والشوارع تمد يدها للمارة وتتسول لأجل الإنفاق على والدها وعمتها ونجل عمتها، الذين كانوا يتكالبون عليها ويضربونها ويعذبونها، حتى إن والدها هو من أقدم على كسر قدمها، لسبب أوضحته الصغيرة بعفوية: «كسرهالي علشان أصعب على الناس». الكسر والتسول لم يكونا نهاية المطاف لمأساة نبيلة، التي تعرضت لمعاناة أقل ما توصف به أنها كانت بين أناس يكرهونها ولا يرجون منها إلا المال، حتى إنهم كانوا يعاقبونها كلما كانت حصيلة ما تجمعه أقل من مئة جنيه، وكأنها «يومية» عليها أن تدفعها لهم نظير إجبارهم لها على التسول وما وصلت إليه حالتها لأن «تصعب على الناس»، لكن ما أفصحت عنه الصغيرة كان أكبر من ذلك بكثير، فأوضحت أن والدها وعمتها ونجل عمتها كانوا يتناوبون على كسر قدمها من جديد كلما اقتربت من الشفاء، وبين هذا وذاك كان عليها أن تأتيهم بمئة جنيه يوميا مهما حدث لها من آلام ومعاناة. التشخيص الأولي لحالة الصغيرة أوضح سوء حالة قدمها، التي باتت مهددة بالبتر ما لم تتلق العلاج والراحة اللازمة، بينما أمرت النيابة العامة بحبس والد الفتاة وعمتها على ذمة التحقيقات، قبل صدور أمر بسرعة ضبط وإحضار ابن عمتها الهارب، وكانت التهمة المشتركة للثلاثة الاتجار في البشر وتعذيب فتاة لا حول لها ولا قوة.