شهدت مواقع التواصل الاجتماعي انتشارا لدعوات إلى جعل المظاهرة ال20 من الحراك الشعبي «جمعة التحرير»، وتعالت الدعوات إلى الخروج في «أكبر مسيرة في التاريخ» في مثل هذا اليوم منذ 57 عاما، نالت الجزائر استقلالها من الاستعمار الفرنسي الذي دام لأكثر من ثلاثة عشر عقدا، واليوم ما زال الجزائريون يسعون لنيل حريتهم كاملةً، فبعد أن تمكنوا من إسقاط الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الثاني من أبريل الماضي، اعتراضًا على ترشحه في انتخابات الرئاسة للفوز بالعهدة الخامسة، تستمر المظاهرات في الجمعة العشرين لإسقاط أعمدة النظام الأخرى، ودعا العديد من الناشطين إلى أن تكون مظاهرات اليوم التي تتزامن مع ذكرى التحرير من الاستعمار، هي "الأكبر في التاريخ". وأشارت شبكة "فرانس 24" الفرنسية، إلى أن عددا من الشخصيات السياسية والحقوقية حثوا المواطنين على الخروج بكثافة والحفاظ على سلمية "الثورة". وانتشر على شبكة الإنترنت مقطع فيديو بعنوان "5 جويلية.. عيد الحرية"، شارك في إعداده أكاديميون ودبلوماسي سابق، وناشطون يدعون المتظاهرين إلى المشاركة بكثافة في المظاهرات. ويقول وأشارت شبكة "فرانس 24" الفرنسية، إلى أن عددا من الشخصيات السياسية والحقوقية حثوا المواطنين على الخروج بكثافة والحفاظ على سلمية "الثورة". وانتشر على شبكة الإنترنت مقطع فيديو بعنوان "5 جويلية.. عيد الحرية"، شارك في إعداده أكاديميون ودبلوماسي سابق، وناشطون يدعون المتظاهرين إلى المشاركة بكثافة في المظاهرات. ويقول المقطع: "ندعو كل فئات الشعب الجزائري للخروج جماعيا وبكثافة يوم عيد الاستقلال المصادف الجمعة العشرين من الحراك، لنجعل من 5 جويلية (يوليو) تجسيدا لتحرير الإنسان بعد تحرير الأرض". ومن بين المشاركين في المقطع الحقوقي مصطفى بوشاشي، والفقيهة الدستورية فتيحة بن عبو، والسفير السابق عبد العزيز رحابي، وغيرهم آخرون. في مثل هذا اليوم..استقلت الجزائر عن الاحتلال الفرنسي وندد المقطع باعتقال عدد من المتظاهرين في الأسابيع الماضية، ودعوا "السلطة القائمة إلى اتخاذ كل الإجراءات والقرارات في اتجاه التهدئة، كتعبير حقيقي في فتح الحوار للخروج من الانسداد السياسي السائد". وفي الوقت نفسه، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي انتشارا للدعوات إلى جعل المظاهرة ال20 من الحراك الشعبي "جمعة التحرير". وتعالت الدعوات إلى الخروج في "أكبر مسيرة في التاريخ" وجعل يوم الجمعة ال20 على التوالي منذ بدء الاحتجاجات في 22 فبراير "جمعة التحرير" وفقا للشبكة الفرنسية. وتعد هذه الجمعة هي الأخيرة، قبل يوم التاسع من يوليو، موعد انتهاء ولاية الرئيس المؤقت، عبد القادر بن صالح، الذي فشل في تحقيق مهمته، وعقد انتخابات رئاسية لتسليم السلطة لرئيس منتخب، وفقا للدستور. وكان ابن صالح قد تقدم بمبادرة سياسية، مساء الأربعاء، تشمل الدعوة إلى إطلاق حوار عاجل بقيادة شخصيات بمواصفات محددة، تتمثل في "عدم وجود انتماء حزبي أو طموح انتخابي شخصي، وتتمتع بسلطة معنوية مؤكدة، وتحظى بشرعية تاريخية أو سياسية أو مهنية". ابن صالح: الجزائر تحتاج إلى رئيس جديد تجنبا للفراغ وتهدف المبادرة إلى التوافق حول الانتخابات الرئاسية، إذ أكد الرئيس المؤقت أن الدولة بجميع مكوناتها، بما في ذلك الجيش "لن تكون طرفا في هذا الحوار وستلتزم الحياد". وقوبلت مبادرة ابن صالح بردود فعل متباينة بين القوى الجزائرية، ففي الوقت الذي رأت فيه بعض الجهات أنها محاولة معقولة لحل الأزمة في البلاد، قوبلت بالرفض من جهات أخرى. وذكر محمد بشوش، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر، في مقابلة مع شبكة "دويتشه فيله" الألمانية، أن ما يُحسب لهذه المبادرة هو "تقديمها الحوار على الانتخابات الرئاسية، ومن ثم يُحدد موعد الانتخابات وآليات تنظيمها بعد جلسات الحوار التي تشرف عليها شخصيات وطنية، وهذا ما يضمن شيئا من الشفافية والقبول". وفي المقابل، تقول شبكة "يورو نيوز" إن البعض الآخر يرى أن المبادرة فضفاضة نوعًا ما وفارغة من محتواها، مشيرين إلى أن الرئيس المؤقت لم يتطرق إلى فكرة وجود هيئة انتقالية ذات سلطة معنوية تقود الحوار دون مشاركة مؤسسات الدولة والسلطة الحالية، وتكون مقترحاتها تنفيذية، كما لم تحدد الشخصيات التي ستشارك في الحوار. وفي السياق ذاته، تقدم معاذ بوشارب باستقالته من منصب رئاسة المجلس الوطني الشعبي، الثلاثاء الماضي، ليكون ثاني الباءات الراحلة بعد الرئيس السابق للمجلس الدستوري، الطيب بلعيز. رحيل ثاني «الباءات» وسط غموض حول مستقبل الجزائر وقال موقع "تي إس إيه عربي" الجزائري إنه رغم أن سقوط بوشارب لم يكن مطلبًا أساسيا لدى الجزائريين، فإن استقالته عُدَّت ورقة جديدة لشراء التهدئة في انتظار رحيل بقية أعمدة النظام.