لم يتحمل الزوج مرضها.. ودخولها المتكرر في غيبوبة.. واعتدى عليها أكثر من مرة.. فقتلها من الضرب المبرح بدلا من عرضها على الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة أصوات صراخ واستغاثات تتعالى من منزل "غادة" في العقد الثالث من عمرها، وأم لثلاث بنات أكبرهن في الصف الأول الإعدادي، بقرية المعصرة التابعة لمركز بلقاس في محافظة الدقهلية، حتى لقيت مصرعها ضحية عنف زوجها وتكرار تعديه عليها بالضرب والطرد من المنزل، بسبب رفضه تحمل مصاريف البيت أو تحمل تكاليف علاج تعذيبها له، وأمام صبرها وتضحيتها لاستمرار الأسرة، لم يتحمل إعياءها بسببه وتحول إلى قاتل شريكة حياته، وترك ذكرى سيئة لبناته الثلاث اللاتي لن ينسين المشهد الأخير في حياة والدتهن على يده. "تحملته 15 سنة علشان خاطر عيالها وماتت بسببه"، قال عبد المطلب، شقيق غادة، مشيرا إلى أنها تعرضت للإيذاء والضرب المبرح طوال تلك السنوات، حتى شوه جسدها وأصبح هزيلا من كثرة الندبات والضرب. وأكد شقيقها ل"التحرير" أن الزوج كان دائم التعدي عليها وضربها بوحشية، حتى أنها في أحد المرات اضطر الأطباء إلى خياطة "تحملته 15 سنة علشان خاطر عيالها وماتت بسببه"، قال عبد المطلب، شقيق غادة، مشيرا إلى أنها تعرضت للإيذاء والضرب المبرح طوال تلك السنوات، حتى شوه جسدها وأصبح هزيلا من كثرة الندبات والضرب. وأكد شقيقها ل"التحرير" أن الزوج كان دائم التعدي عليها وضربها بوحشية، حتى أنها في أحد المرات اضطر الأطباء إلى خياطة يدها 10 غرز ورأسها ب7 غرز، ورفض تحمل تكلفة علاجها وتسبب في دخولها في حالات إغماء، واضطرت أسرتها تحمل تلك النفقات. وتابع الأخ: "في شهورها الأخيرة بدأت تدخل في غيبوبة، شككنا أنها غيبوبة سكر، ولا مرة فكر يوديها المستشفى"، لافتًا إلى أن أسرتها رجوها مرات كثيرة لإجراء فحوصات طبية ولو دون علمه، وكانت ترفض خوفًا من إيذائه وحرمانها من بناتها إذ أقسم بالطلاق عليها. في يوم الواقعة، انهال عليها ضربًا بعد أن حضرت جارتها لإعطائها حقنة مسكنة، إذ نادتها إحدى الصغيرات، لإنقاذ "غادة" التي دخلت في حالة إعياء وإغماء، وبحضور زوجها في نفس التوقيت، طرد الجارة من الشقة وأغلق الباب بالقفل، وانهال على رأس زوجته بالضرب واللكمات حتى تفجر منها الدم "أنا اللي هفوقها، أنا زهقت من عياك وقرفك، هموتك ونخلص، مش كل ما أرجع البيت ألاقيك عيانة" وكسر الحقنة بيده. تلقى الأخ اتصالات عاجلة من جيران "غادة"، يرجونه فيها أن يحضر مسرعًا لإنقاذها من يد زوجها الباطشة بعد أن فشلت محاولاتهم في التهدئة وتدخلهم لإنقاذها منه وسط توسلات بناتها بالرحمة، وهو في الطريق سمع صوتها عبر التليفون متقطعًا: "الحقني بموت روحي بتطلع". صعق الأخ فور رؤية شقيقته ملقاة في صالة المنزل بوجه متورم مهشم وأسود وفم يخرج منه الدم، "اتوهمت من المنظر"، وأنكر الزوج ما فعله بأم بناته، وأخبرته بناتها "بابا ضربها جامد علشان تفوق". هرعوا بها إلى مستشفى بلقاس المركزي، تبين أنها أصيبت بحالة ارتجاج ونزيف في المخ ونزيف داخلي وتهتك في العين، وتوفيت عقب دخولها العناية بالمستشفى بيومين. واستطرد الأخ بنبرة حزينة: "نصحتها بالطلاق كثيرًا وسعيت في الإجراءات ولكن تدخلات الأهل ورفضها وإصرارها على البقاء علشان خاطر بناتها كان يمنع ذلك". وأكد أن الزوج سليم ولا يعاني من أي أمراض نفسية ولا يتعاطى أي مواد مخدرة ولا يدخن، لا يجد أي مبرر لما فعله، مضيفًا: "اعتاد العنف حتى مع حيواناته بحكم عمله كفلاح، حتى أنه قتل حماره من التعذيب والضرب". وكان اللواء محمد حجي، مساعد وزير الداخلية بالدقهلية، قد تلقى إخطارًا من اللواء محمد شرباش، مدير المباحث الجنائية، بورود إشارة عن وصول سيدة مصابة بكدمات وإصابات في أنحاء الجسم وتهشم بالرأس، إلى مستشفى بلقاس المركزي. وانتقل ضباط مباحث القسم إلى مكان البلاغ، تبين أن الجثة لسيدة تدعى "غادة. س. ع" 35 عاما، ربة منزل مصابة بكدمات متفرقة وإصابات بالرأس والبطن والقدم. واتهمت أسرة المجني عليها وجيرانها، زوجها "محمد. ع. ا" 43 عامًا، فلاح، بالتسبب في وفاتها وقتلها، لوجود خلافات زوجية بينهما، وأنه دائم التعدي عليها بالضرب والإهانة. وتحرر المحضر رقم 8836 لعام 2019، وأمرت النيابة العامة بحبسه على ذمة التحقيقات مع مراعاة التجديد.