الابن العاق طلب من والده أموالا لسداد ماعليه، وعندما رفض قرر قتله.. استدرج والده لغرفته وانهال على رأسه ضربا بعصا خشبية.. حطم عظام زوجة أبيه قبل حرقها كانت مدينة السلام على موعد مع محرقة، راح ضحيتها مسن وزوجته، الرجل الذي دخل عقده السابع من العمر، كان يجلس أمام عقار يحرسه بمدينة السلام، عندما حضر ابنه ليطلب منه بعض الأموال، جاهد العجوز حالة الإعياء التي يمر بها بسبب المرض وكبر السن، ووقف مصطحبا نجله إلى غرفته، طالبا منه الانصراف بهدوء، أو الجلوس حتى تناول وجبة العشاء معه وزوجته، واشتكى إليه الظروف الصعبة التي يمر بها، فقد أصبح عجوزًا لا يقوى على العمل، وبالتالي أصبح دخله أقل مما كان في الماضي، وهنا اتخذ الابن قراره بإنهاء حياة والده. «هاخرج شوية يا حاجة يمكن يكون حد عاوز حاجة».. كعادته اليومية، يخرج المسن من وقت لآخر للجلوس أمام العقار محل سكنه، وحراسته في الوقت ذاته، أمسك بكرسي خشبي في يده، وهبط درجات السلم مستندًا على عصا خشبية، قبل أن تتسارع دقات قلبه ومعها أنفاسه. هم بالجلوس سريعا، قبل أن تخونه قدماه التي أصبحت لا «هاخرج شوية يا حاجة يمكن يكون حد عاوز حاجة».. كعادته اليومية، يخرج المسن من وقت لآخر للجلوس أمام العقار محل سكنه، وحراسته في الوقت ذاته، أمسك بكرسي خشبي في يده، وهبط درجات السلم مستندًا على عصا خشبية، قبل أن تتسارع دقات قلبه ومعها أنفاسه. هم بالجلوس سريعا، قبل أن تخونه قدماه التي أصبحت لا تقوى على حمل جسده الواهن، بصوت ضعيف متقطع طلب من زوجته كوبًا من الشاي حتى يضبط مزاجه المتقلب بسبب الشكاوى الدائمة التي ترده من الأهالي بسبب شقاوة نجله سائق "التوك التوك"، الذي فشل في إصلاحه. أحضرت له زوجته كوبًا من الشاي، ووضعته على إحدى درجات السلم بجانبه، وبخطوات متثاقلة عادت مرة أخرى إلى غرفتها لتبدأ تجهيز الطعام، في الوقت الذي كان الرجل يتحدث فيه مع أحد الأشخاص الذي حضر للشكوى من نجل المسن، الذي أكد له أن الأمر خرج من يده، ولم يعد يقوى على التأثير على نجله، الذي بات يرفع صوته عليه، حتى أنه يخشى أن يأتي اليوم الذي يتطاول عليه بالإيذاء الجسدي. وكأن الرجل كان يقرأ المستقبل، فلم تمضِ دقائق حتى رن هاتفه، وعلى الطرف الآخر نجله، مخبرًا إياه أنه سيمر عليه بعد بضع ساعات للحديث معه في أمر مهم، طالبًا منه عدم النوم مبكرا. ظل الأب يقلب كفًّا على كف، فهو أكثر الناس علمًا بأن ابنه لا يأتي بالخير، طلب الرجل من زوجته الانتهاء من إعداد الطعام مبكرا؛ انتظارا لقدوم نجله، لتناول الطعام معًا، دون أن يدري أن الوقت لن يسعفه لتناول وجبة أخيرة قبل الموت. مرت الساعات والأب في مكانه جالس، توجه لصلاة العصر، ثم عاد إلى مكانه مرة أخرى ومع دخول الليل، وصل الابن مستقلا التوك توك الخاص به، ركنه أمام العقار، وتوجه إلى والده: "ياحاج عاوزك في موضوع كدا بس متكسفنيش".. أخبره الأب أنه سوف يلبي له طلبه إذا كان في الإمكان، وطلب من زوجته العجوز تجهيز الطعام، وإحضار كوبين من الشاي ترحيبا بالابن. لم تكذب الزوجة خبرًا؛ بل توجهت مسرعة لعمل الواجب اللازم مع نجل زوجها، لتخرج إليهما، وإذا بالابن وقد بدت على وجهه علامات الغضب، وتبين أنه قصد والده في مبلغ مالي، ولكن الأب أخبره بأنه لا يملك المال لإعطائه إياه، وأنه بالكاد يجد ما يكفيه وزوجته. علا صوت الرجلين، وحاول الأب الحفاظ على المظهر العام أمام الجيران؛ فطلب من نجله الدخول إلى غرفته؛ ليتحدثا معًا، وفور دخولهما الغرفة، أمسك الشاب بعصا والده، وانهال بها على رأسه وجسده، وعندما حاولت زوجته الدفاع عنه نالت بدورها بعض الضربات. وللتخلص من جريمته، أحضر الابن العاق "جركن" كيروسين، وسكبه على جسد الأب وزوجته، وأشعل فيهما النيران، ثم فتح أسطوانة البوتجاز ليبدو الحادث وكأنه ناتج تسرب الغاز، وانتظر أمام الغرفة انتظارًا للتأكد من موتهما، لكن القدر أراد أن يكشف الجريمة؛ حيث أمسكت النيران بذراعه، ولكنه لاذ بالفرار.
بعدها بدقائق ورد بلاغ إلى قسم أول السلام، من الأهالي، بنشوب حريق بغرفة حارس عقار 62 سنة، نتج عنه مصرعه وزوجته 55 سنة، وإصابة نجله، سائق توك توك 30 سنة، بحروق بذراعه اليمنى. بإخطار اللواء محمد منصور مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة، تم تشكيل فريق بحث، لكشف غموض الحادث. وكشف تقرير الصفة التشريحية وجود كسر بقاع جمجمة الحارس، وكسر بعظام زوجته، في الوقت الذي كشف فيه تقرير خبراء الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية بأن الحريق متعمد. وخلال عملية البحث، تبين أن وراء ارتكاب الواقعة نجل المجني عليه، وبضبطه اعترف بارتكاب الواقعة بسبب خلافات مالية بينه ووالده. جريمة هزت مدينة السلام.. شاب يحرق والده وزوجته ضلَّ وعصى.. شاب يؤدب والده المسن حتى الموت