"واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا".. هكذا أمرنا الله فى القرآن الكريم فى معاملتنا مع الوالدين، وفى الوقت الذى يسعى فيه الشاب للزواج، حتى ينجب ويشعر بمعنى الأبوة، أقدم شاب على قتل والده وزوجته لسبب واهى وهو الخلافات المادية، والسؤال هنا أى خلافات مادية مهما كبرت تدفع شاب فى بداية عقده الثالث أن يقتل والده وزوجته ضرباً بالشوم وحرقاً بالنار؟ أى شخص هذا الذى يقدم على فعل أبشع الجرائم فى حق من رباه لأجل أمور مادية.. فى السطور التالية تفاصيل قضية قتل شاب لوالده وزوجته التى شهد أحداثها شارع العشرين التابع لدائرة قسم شرطة السلام أول. عم عبده البواب، رجل طاعن فى السن، جاء منذ عام من إحدى قرى سوهاج ليعمل حارس عقار فى شارع 143 المتفرع من شارع العشرين التابع لدائرة قسم شرطة السلام أول، ولأنه كان يعول زوجته ويأمل لنفسه أن يعيشا فى هذا المكان دون استدانة أو طلب شئ من أحد، سعى جاهداً من خلال بيع قطعة أرض كان يمتكلها واشترى 2 "توك توك" أحدهما يعمل عليه نجله والأخر سائق بالأجرة. طوال العام كان سكان البناية التى يعمل بها دائما ما يفضلونه عن ما كان قبله، نظراً لهدوئه وعدم إثارته للمشاكل، فضلا عن سرعته فى الرد عليهم والاستجابة لطلباتهم، كان هذا حتى يوم الخميس الماضى فقط. حريق جاء أبنه الكبير "محمد" الذى يبلغ من العمر 30 عاماً، بعدما أنتهى من عمله على "توك توك" والده، ودار بينهما حديث حول أمور مادية لها علاقة بإيراد "التوك توك"، سأله الوالد أن المال الذى يتحصل عليه الأبن من عمله يصرفه فى أمور لا طائل منها، ناهيك عن المخدرات التى سلك طريقها، ولكن الابن كان يستمع لهذا كله دون أن يشغل باله، طلب من والده أن يعطيه مالاُ حتى يتسنى له قضاء أموراً يسعى إليها، وبعدما رفض الوالد وعلا صوته طلب منه "محمد" أن يدخلا الغرفة حتى يتحدثا سوياً بعيداً عن عيون الناس، وبالفعل دخل الوالد مع نجله وكانت زوجته تعد الطعام، أمسك محمد عصا خشبية ونزل بها على رأس والده وضربه أكثر من ضربة متلاحقة، حتى سقط غارقا فى دمائه، ومثلما فعل مع أبيه، فعل مع زوجة أبيه، وظل يضربها بالعصى على جسدها حتى كسر عظامها وأفقدها الوعى، وحتى لا ينكشف أمره جاء ب"جركن كيروسين" وأسكبه على جسدهما وفى كل أنحاء الغرفة وأشعل فيهما النيران، فأحرقهما تماماً، وبدا الأمر بالنسبة للجميع أن ثمة أسطوانة غاز أنفجرت فأودت بحياة حارس عقار وزوجته. الابن القاتل كان بلاغ قد ورد إلى الحماية المدنية يفيد بحريق فى البناية التى أشرنا إليه سابقاً، ذهبت بالفعل سيارات الإطفاء وأخمدت الحريق وتبين أنه راح ضحيته حارس عقار وزوجته ونجله محمد مصابا بحروق فى ذراعه اليسرى، وفى الحقيقة أن موضوع حريق ذراع محمد كانت حيلة منه حتى لا يثير الشبهات نحوه، وعليه تم نقل الجثتين إلى الطب الشرعى لمعرفة سبب الوفاة عن يقين، وتبين من خلال تقرير الصفة التشريحية وجود كسر بقاع جمجمة للوالد عبده وبعض الكسور فى عظام الزوجة، بالإضافة إلى تقرير فحص خبراء الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية، والذى أفاد بأن الحريق كان بفعل فاعل، ولم يكن نتجية انفجار خارج عن إرادة بشرية. وبعد أن تم القبض على "محمد" والتضيق عليه لمعرفة ما حدث قبل الحريق، إعترف بأنه أقدم على قتل والده وزوجته بسبب وجود خلافات مادية على بعض إيرادات التوك توك الذى يمتكله والده، وبالفعل تم إحالة القضية إلى النيابة العامة، والتى قررت حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.