«زي النهاردة».. وفاة قديس اليسار المصرى المحامى أحمد نبيل الهلالي في 18 يونيو 2006    جامعة المنيا تحتل المرتبة 641 عالميًا وال21 إفريقيًا بالتصنيف الأمريكي للجامعات    أسعار الذهب اليوم الأربعاء 18 يونيو في بداية التعاملات    أسعار اللحوم الحمراء اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025    الوكالة الدولية للطاقة الذرية: لا دليل على أنشطة إيرانية ممنهجة لتطوير سلاح نووي    حملات مكثفة لرصد المخالفات بمحاور القاهرة والجيزة    محافظ الدقهلية: تركيب رادارات ولوحات ارشادية لتقنين السرعات على دائري المنصورة    صحة إسرائيل: 94 مصابا وصلوا إلى المستشفيات الليلة الماضية    نائب وزير الصحة تجري زيارة ميدانية موسعة بمحافظة قنا    وول ستريت جورنال: ترامب لم يتخذ قرارا نهائيا بعد بشأن مهاجمة إيران    مواعيد وقراء تلاوات إذاعة القرآن الكريم اليوم الأربعاء    تشكيل ريال مدريد المتوقع أمام الهلال في كأس العالم للأندية 2025    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 18-6-2025 بعد الارتفاع الجديد    رابطة العالم الإسلامى ترحب ببيان الرئاسة المشتركة لمؤتمر الأمم المتحدة بشأن فلسطين    قبل اللغة العربية.. جدول امتحانات الثانوية العامة 2025 علمي وأدبي «pdf» كامل    تليفزيون اليوم السابع يرصد عمليات إنقاذ ضحايا عقار السيدة زينب المنهار (فيديو)    كيف نجح الموساد في اختراق إيران.. وخطط ل«الأسد الصاعد»؟    كم فوائد 100 ألف جنيه في البنك شهريًا 2025 ؟ قائمة أعلى شهادات الادخار الآن    تمكين الشباب في عصر التكنولوجيا والثقافة الرقمية على طاولة الأعلى للثقافة، اليوم    تشكيل الوداد المغربي المتوقع أمام مانشستر سيتي في كأس العالم للأندية 2025    طريقة عمل الحجازية، أسهل تحلية إسكندرانية وبأقل التكاليف    الإيجار القديم.. خالد أبو بكر: طرد المستأجرين بعد 7 سنوات ظلم كبير    تياجو سيلفا: فلومينينسي استحق أكثر من التعادل ضد دورتموند.. وفخور بما قدمناه    وكيل لاعبين يفجر مفاجآت حول أسباب فشل انتقال زيزو لنادي نيوم السعودي    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأربعاء 18 يونيو 2025    "أدوبي" تطلق تطبيقًا للهواتف لأدوات إنشاء الصور بالذكاء الاصطناعي    من الكواليس.. هشام ماجد يشوّق الجمهور لفيلم «برشامة»    «رغم إني مبحبش شوبير الكبير».. عصام الحضري: مصطفى عنده شخصية وقريب لقلبي    الرئيس الإماراتي يُعرب لنظيره الإيراني عن تضامن بلاده مع طهران    مؤتمر إنزاجي: حاولنا التأقلم مع الطقس قبل مواجهة ريال مدريد.. ولاعبو الهلال فاقوا توقعاتي    مؤتمر جوارديولا: كرة القدم ازدهرت في شمال إفريقيا وأعلم أين خطورة الوداد.. وهذا موقف جريليتش    نائب محافظ شمال سيناء يتفقد قرية الطويل بمركز العريش    «طلع يصلي ويذاكر البيت وقع عليه».. أب ينهار باكيًا بعد فقدان نجله طالب الثانوية تحت أنقاض عقار السيدة زينب    "إنفجار أنبوبة".. إصابة 7 أشخاص بحروق واختناقات إثر حريق شقة بالبحيرة    مينا مسعود: السقا نمبر وان في الأكشن بالنسبة لي مش توم كروز (فيديو)    أطفال الغربية تتوافد لقصر ثقافة الطفل بطنطا للمشاركة في الأنشطة الصيفية    التفاصيل الكاملة لاختبارات القدرات لطلاب الثانوية، الأعلى للجامعات يستحدث إجراءات جديدة، 6 كليات تشترط اجتياز الاختبارات، خطوات التسجيل وموعد التقديم    إسرائيل تهاجم مصافي النفط في العاصمة الإيرانية طهران    معدن أساسي للوظائف الحيوية.. 7 أطعمة غنية بالماغنسيوم    الكشف المبكر ضروري لتفادي التليف.. ما علامات الكبد الدهني؟    جاكلين عازر تهنئ الأنبا إيلاريون بمناسبة تجليسه أسقفا لإيبارشية البحيرة    تموين دمياط يضبط 7.5 طن مخللات غير صالحة للاستهلاك    جدال مع زميل عمل.. حظ برج الدلو اليوم 18 يونيو    الشيخ أحمد البهى يحذر من شر التريند: قسّم الناس بسبب حب الظهور (فيديو)    ألونسو: مواجهة الهلال صعبة.. وريال مدريد مرشح للتتويج باللقب    أسعار الزيت والسلع الأساسية اليوم في أسواق دمياط    نجم سموحة: الأهلي شرف مصر في كأس العالم للأندية وكان قادرًا على الفوز أمام إنتر ميامي    مسؤول إسرائيلي: ننتظر قرار أمريكا بشأن مساعدتنا فى ضرب إيران    الجبنة والبطيخ.. استشاري يكشف أسوأ العادات الغذائية للمصريين في الصيف    علي الحجار يؤجل طرح ألبومه الجديد.. اعرف السبب    «الربيع يُخالف جميع التوقعات» .. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم الأربعاء    الأبيدى: الإمامان الشافعى والجوزى بكيا من ذنوبهما.. فماذا نقول نحن؟    العدل يترأس لجنة لاختبار المتقدمين للالتحاق بدورات تدريبية بمركز سقارة    اللواء نصر سالم: الحرب الحديثة تغيرت أدواتها لكن يبقى العقل هو السيد    فضل صيام رأس السنة الهجرية 2025.. الإفتاء توضح الحكم والدعاء المستحب لبداية العام الجديد    جامعة دمياط تتقدم في تصنيف US News العالمي للعام الثاني على التوالي    الشيخ خالد الجندي يروي قصة بليغة عن مصير من ينسى الدين: "الموت لا ينتظر أحدًا"    أمين الفتوى يكشف عن شروط صحة وقبول الصلاة: بدونها تكون باطلة (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عصابة (التوك توك).. تسقط بعد القتيل رقم 16
نشر في الشروق الجديد يوم 24 - 06 - 2011

خرج طارق من منزلة باحثًا عن 130 جنيهًا لشراء الدواء لأمه المريضة. قاد التوك توك الذى يعمل عليه ووقف وسط عشرات المركبات الصغيرة.. حاول أن يقترض المبلغ من أى سائق ولكنهم اعتذروا لأنهم فى أول الصباح ولم يكن هناك زبائن. انتظر طارق بعض الوقت وحاول أن يرسم على وجهه الابتسامة وينسى أمه بعض الوقت حتى يجذب الزبائن إليه. اقترب 3 أشخاص يرتدى كل منهم جلبابا بلديا يطلبون من سائقى التوك توك توصيلهم إلى إحدى القرى البعيدة عن موقف القناطر الخيرية.. رفض سائقو التوك توك توصيلهم لخطورة الطريق. تذكر طارق قيمة الدواء التى يبحث عن تدبيرها فوافق فى الحال وفى دقائق ركب الرجال التوك توك وانطلق طارق بهم والابتسامة ترتسم على وجهه بعدما اتفق معهم على مبلغ معقول وبعدها اختفى الشاب من الموقف تماما ولم يره زملاؤه منذ تلك اللحظة إلى أن تم اكتشاف جثته محترقة بعد أيام ليصبح القتيل رقم 16 لعصابة سرقة التوك توك، ليستمر مسلسل قتل سائقى التوك توك مستمرا.
دقت الساعة الثامنة مساء.. تسلل الخوف والقلق الى أسرة السائق طارق سيد محمود، 19سنة، جلست الأسرة أسفل العقار الذى يقطنون فيه بشارع أحمد هيكل بعزبة أحمد فوزى بالقناطر الخيرية. التف حولهم الجيران.. حاول الجميع تهدئة حدة الخوف.. أجرى بعضهم العديد من الاتصالات الهاتفية على تليفونه المحمول أملا فى الرد عليهم.. دق جرس تليفونه كثيرا دون أن يرد.. استمرت دقات التليفون لوقت طويل إلى أن أغلق التليفون.. مر الوقت سريعا إلى إن وصلت الساعة الحادية عشرة مساء. سقطت الدموع على خدى والدة طارق المريضة وزادت آلام الأم من المرض لأنها لم تحصل على الدواء بعد.. انخرط الجميع فى البكاء وأغرقت الدموع الوجوه لأن المجنى عليه لم يتعود على التأخير أو إغلاق هاتفه المحمول.. خرجت الأم بصعوبة شديدة على الباب.. لم تتمكن من الجلوس فى الشارع انتظارا لعودته. طلبت من أبنائها البحث عنه فى كل مكان.. أسرع أشقاؤه التسعة إلى مدينة القناطر الخيرية للبحث عنه.. انقسم الأهل والجيران الى مجموعات بحثا عن طارق.. استمر الأهل والأصدقاء فى البحث عن طارق لأكثر من ثلاثة أيام.
انهار الجميع لاختفائه فى ظروف غامضة.. طار النوم من أعين الجميع.. اضطر شقيق أحمد إلى اقتحام مكتب رئيس مباحث القناطر الخيرية وهو يبكى لاختفاء شقيقه والتوك توك الذى كان يقوده حيث قال فى بلاغه إن شقيقه كان يقود التوك توك وشوهد آخر مرة فى القناطر الخيرية مع 3 أشخاص كان يقوم بتوصيلهم إلى إحدى القرى واختفى بعد ذلك وأغلق تليفونه المحمول ولا توجد بينه وبين أشقائه وجيرانه أية مشكلات أو خلافات وأن سمعته طيبة.
بدأ رئيس مباحث القناطر الخيرية فى البحث عن سائق التوك توك وبالتنسيق مع ضباط مصلحة الأمن العام تم نشر صوره على جميع مديريات الأمن ووضعها أيضا فى مكتب الغياب بمصلحة الأمن العام، وبإخطار اللواء مساعد وزير الداخلية لأمن القليوبية أمر بسرعة إعداد تحريات حول المجنى عليه والبحث عنه فى الزراعات.
مرت 3 أيام كاملة فى البحث عن طارق سائق التوك توك إلى أن جاء رجل عجوز للعميد محمد شرباش رئيس قطاع شمال القليوبية يبلغه بعثوره على جثة لمجهول فى الأرض الزراعية التى يمتلكها وبها آثار حروق بالنار.
انتقل فريق من ضباط المباحث إلى مكان الجثة وانتقل معهم رئيس نيابة القناطر الخيرية وبمعاينة الجثة تبين أنها لشخص فى العقد الثانى من العمر وبه 8 طعنات فى الرقبة والصدر وأن هناك حروقا شديدة بالجثة وعثر بجوارها على جركن بنزين وفردة حذاء لشاب مقاس 44 وحول الجثة دماء غزيرة وعثر أيضا على نصل سكين كبير ولم يستدل على هوية المجنى عليه، فأمرت النيابة بتشريح الجثة وبيان سبب الوفاة وسرعة تحريات المباحث لكشف هويته والحصول منه على عينة لتحليل الحامض النووى وكشف لغز الجريمة.
بدأ رئيس المباحث فى جمع تحرياته حول الواقعة، وتبين أن هناك خلافات بين المجنى عليه وأشقائه من أم أخرى حول الميراث وتم القبض على الأشقاء وباستجوابهم على مدار 3 أيام اتضحت براءتهم من الجريمة.
طلب اللواء محمود يسرى مدير الإدارة العامة لمباحث القليوبية من شركة المحمول تتبع الاتصالات التى أجريت من تليفون المجنى عليه وتقديم كشف ببياناتها، كما طلب من المباحث التحرى عن أوصاف آخر الزبائن الذين استقلوا معه التوك توك.
توصلت المعلومات التى أشرف عليها الدكتور أشرف عبد القادر مدير مباحث القليوبية إلى أن جهاز المحمول الخاص بالمجنى عليه يستخدمه شخص فى المنيا وأنه يستخدم شريحة أخرى.
انتقل للمنيا فريق بحث من ضباط مباحث القليوبية وتبين أن مستخدم التليفون المحمول شقيق عامل كان قد سافر إلى القاهرة لمدة يوم واحد وعاد بسرعة.
بدأت الشبهات تحوم حول هذا الشاب وتم استدعاؤه إلى المباحث لمعرفة سر وصول تليفون المجنى عليه إليه وجاءت كلمات الشاب فى تحقيقات المباحث لتؤكد أن هناك عصابة مكونه من 3 أشخاص يقطنون فى محافظة المنيا ويسافرون إلى القاهرة لارتكاب جرائم السرقة والقتل.
حدد رجال المباحث الجناة الثلاثة وهم «محمد أحمد، 34 سنة، مسجل خطر، وشقيقه محمود 24 سنة، مسجل خطر، وصديقهما على محمود» وبالسؤال عنهم تبين أنهم يجلسون فى أحد المقاهى بالمنيا وأنهم يبيعون مسروقاتهم إلى تاجر يقوم بتصريف المسروقات.
تم استهداف التاجر بمأمورية من ضباط المباحث وتم ضبط التوك توك الخاص بالمجنى عليه وتبين أنه اشتراه من المتهمين ب5 آلاف جنيه وتبين أن الجناة تمكنوا من بيع 15 توك توك أخرى لنفس التاجر بعدما تخصصوا فى اصطياد سائقى التوك توك فى القاهرة وقتل سائقيها وبيع مسروقاتهم فى المنيا.
أجبر رئيس المباحث التاجر على الاتصال بالجناة لإحضارهم فورا لتسلم باقى حساب المسروقات وفور دخولهم المحل ألقى القبض عليهم.
تم اقتياد الجناة الى مدينة القناطر الخيرية وتم إحالتهم الى النيابة واعترفوا بجريمتهم أمامها وكشفوا عن تفاصيلها فى أثناء تمثيلهم لكيفية ارتكابها.
نزل الجناة الثلاثة من سيارة الترحيلات إلى مكان العثور على الجثة ببرود شديد حاولوا إظهار البكاء والحزن على ارتكاب الجريمة ولكن الدموع لم تخرج من أعينهم بعد توقف المتهم الأول أمام الجثة حيث إنه مسجل خطر سرقات بالإكراه وسبق اتهامه فى 43 قضية سرقة بالإكراه ولديه سجل حافل من الأحكام الصادرة ضده وهارب من عدة أحكام غيابية وقال إننى تعودت على السرقة منذ طفولتى وكنت أسرق زملائى التلاميذ فى المدرسة إلى أن تم تسميتى بالحرامى حتى تركت المدرسة وأصبحت مجرما واتخذت طريق الإجرام بعدها وعندما علمت بأن مباحث المنيا تضيق الخناق علىّ بعدما قتلت اثنين من قائدى التوك توك فقررت نقل نشاطى الاجرامى إلى القاهرة ووجدت أسهل طريق للحصول على المال هو التوك توك حيث يقوده أطفال ومن السهل السيطرة عليه والسرقة وفى نفس الوقت يسهل بيعه بسرعة وثمنه مضمون فى الجيب بمجرد سرقته.
وأضاف المتهم اننى تعودت على السرقة بالإكراه وعندما يرفض احد تسليم التوك توك أو المسروقات فاقتله فورا وقد ارتكبت أكثر من جريمة قتل قد تصل الى 16جريمة وأتذكر منها البعض فذهبت وشقيقى وصديقى الى القاهرة لاصطياد ضحايا التوك توك وأرتكب جريمتى واذهب بعد ذلك الى المنيا للتصرف فى المسروقات وفى تلك الجريمة قررت أن أذهب إلى أى مكان بجوار القاهرة لارتكاب جريمة واتجهت إلى القناطر الخيرية للبحث عن السرقة و جاء طارق ليكون الضحية رقم 16 فى القاهرة؛ حيث اننى اخترته لأن التوك توك الذى يقوده جديد وبدون أرقام وفى نفس الوقت كان متلهفا على الفلوس بأى طريقة رغم أن أحد سائقى التوك توك وافق على أن يسير معنا ولكنى وجدته قوى البنيان ويمكن أن يفلت من بين أيدينا ويكشف أمرنا وتم الاتفاق مع طارق وفور ركوبنا قال إن والدته مريضة وتحتاج للدواء ولولا حاجتها للعلاج لما وافق على الخروج من ميدان القناطر الخيرية وانه يريد ان يعود بسرعة حتى يتمكن من تكملة علاج والدته وقد جعلنى أفكر فى والدته ومرضها ونظر لى شقيقى وصديقى حتى نتراجع عن الجريمة ونتركه الى حال سبيله ولكننا كنا قد وصلنا إلى قطعة أرض فضاء وطلبت منه السير يمينا ويسارا حتى نجد مكانا للوقوف وارتكاب الجريمة وأثناء ذلك سألنا جميعا طالبا تحديد المكان الذى نريده بالضبط ووقتها أخرجت شاكوشا كان معى وضربته على رأسة عدة مرات من الخلف مما جعله يترنح بعض الشىء وانحرف بنا التوك توك فى الأرض الزراعية وكاد ينقلب بنا فى الترعة وصرخ صرخة عالية وقال لى أرجوك أنا عايز أعيش علشان امى المريضة.. تراجعت عن طعنه ولكن كان شقيقى خلفى يحمل سكينا أعدها خصيصا لارتكاب الجريمة وطعنه فى الصدر واحدثت فيه جرحا عميقا سقط بعدها طارق على الأرض غارقا فى دمائه وهو يبكى وفى نفس الوقت غير متزن، وحاول ان يقف على قدميه ولكنى ضربته فى بطنه بالشلوت ووقف بصعوبة وظل يصرخ حتى ينقذه احد ولكن الوقت كان ليلا ولا يوجد احد فى المنطقة وطلب منى ان أتركة إلى حال سبيله وأن أحصل على التوك توك ولكنه قد علم أسماءنا والقرية التى نعيش فيها ومن السهل الوصول إلينا فقررنا التخلص منه وبدأنا فى ضربه على رأسه مرة أخرى بالشاكوش وشقيقى بالسكين وصديقى بقطعة خشبية واستمرت عملية ضربة وطعنه بالسكين لأكثر من ساعة حيث انه كان يسترد وعيه على فترات وجعلنا نشك فى وفاته رغم الضرب انهال عليه بالسكين التى مزقت جسده بداية من ذبحه من الرقبة ونهاية وتمزيق بطنه وإخراج احشائه وفور الانتهاء من قتله شكك صديقى فى موته حيث استمرت رعشة الموت لأكثر من 15 دقيقة تقريبا فقررنا إشعال النار فى الجثة لإخفاء معالم الجريمة وقمت بتفتيشه وعثرت معه على 64 جنيها وروشتة علاج باسم فاطمة وأعتقد أنها لوالدته المريضة بالقلب وقمت بسحب بعض البنزين من التوك توك ووضعتها على جسده ووضعنا بعض الأخشاب وقش الأرز على الجثة وأشعل شقيقى النار فيه وجلسنا بجوار الجثة وهى تحترق حتى تأكدنا من اختفاء معالم الجريمة وقاد صديقى التوك توك وهربنا الى قليوب وهناك استأجرنا سيارة نصف نقل للذهاب الى المنيا لبيع التوك توك.
وأضاف المتهم الثانى محمود دون ان تزرف منه دمعة واحدة من عينيه اثناء تمثيل الجريمة حيث أمسك السكين فى يده وقام بتمثيل كيفية قتل المجنى عليه وقال: إننى شاركت شقيقى فى قتل آخرين من سائقى التوك توك حيث يجلس شقيقى خلف سائق التوك توك الذى نريد أن نقتله وسرقة التوك توك الخاص به ويبدأ هو بضربه على رأسه من الخلف بالشاكوش بقوة ويحدد بالضبط مكان الضرب حتى يختل توازنه وعندما يلتفت الى الخلف أكون قد ناولته طعنة بالسكين فى صدره وغرس السكين فى قلبه ويمكن طعنه فى رقبة حيث يجد السائق الضرب من الخلف بالشاكوش والطعن من الإمام بالسكين وتكون مهمة زميلنا الثالث هو السيطرة على التوك توك اثناء السير والإمساك بالمجنى عليه فى حالة محاولته المقاومة وهذا ما حدث مع المجنى عليه الذى كان يتوسل الينا ويبكى ويريد أن يشترى الدواء لأمه بأى طريقة مؤكدا انه يعيش وحده مع والدته وانه يعمل على التوك توك وليس ملكه وقد أغلقنا أعيننا عن توسلاته وبكائه لأننا اعتدنا على الإجرام وقتل سائقى التوك توك.
أما المتهم الثالث فقال فى التحقيقات إن صديقى محمد قادنى إلى الإجرام والقتل منذ أكثر من 3 سنوات بعدما انتشر التوك توك فى الشوارع ويقوده الأطفال، وقد شاركته فى أكثر من جريمة كان ضحيتها طفل صغير يقتاد قوت أسرته من عمله على التوك توك. تم إحالة المتهمين الى محكمة الجنايات.
انتقلت «الشروق» إلى أسرة القتيل رقم 16 لعصابة التوك توك فى مسكنهم الذى يقع فى حارة صغيرة ومكون من 3 طوابق ومساحته 64 مترا.. كان الحزن يخيم على الأسرة والجيران التقينا أشقاء المجنى عليه فى الطابق الثانى حيث تعيش والدة المجنى عليه المريضة وتجلس على أريكة صغيرة ويلتف حولها أبناؤها حيث ان اغلبهم يعملون بالأجرة اليومية وحالتهم المادية ضعيفة جدا والبعض الآخر منهم لا يجد قوت يومه وجميعهم متزوجون ويعولون أطفالا وكل منهم يجلس فى غرفة من المنزل وكان طارق يعيش مع والدته حيث انه الوحيد بينهم لم يتزوج، وقالت والدته التى كانت تبكى عليه ليلا ونهارا ولم تصدق أن نهاية نجلها على يد عصابة تخصصت فى قتل سائقى التوك توك: «إن نجلها طارق كان فى إجازة من العمل وظل نائما إلى الساعة الحادية عشرة صباحا وعندما علم اننى أريد شراء علاج لى خرج إلى صاحب التوك توك وطلب منه ان يعمل عليه حتى يتمكن من شراء الدواء وخرج بسرعة وانطلق بالتوك توك الى موقف القناطر الخيرية وأنه تعود على أن يجرى اتصالا بى دائما حتى يطمئن علىّ حتى إذا انقطع الشحن عن محموله يتحدث من تليفون اى سنترال، ولكن فى ذلك اليوم لم يتصل بى إلا مرة واحدة وقت صلاة العصر وأكد لى انه سوف يحضر بعد المغرب ومعه العلاج وبعدها انقطعت أخباره وعندما تعدى الوقت الساعة 11مساء تأكدت ان هناك خطرا قد لحق به حيث انه كان يخشى العمل ليلا خوفا من السرقة والبلطجية وانه كان حريصا على عمله ولكنى علمت من رئيس مباحث القناطر بمقتله وتفحم جثته حيث تم اخذ عينة منى واشقائه وتبين أن الجثة التى عثر عليها فى الزراعات له ولكنى لم اذهب الى المشرحة وتم تشييع جثمانه فى جنازة كبيرة حضرها أهل العزبة وجميع زملائه، حيث انه كان محبوبا للجميع، وقد خسرت أعز ابن لى ولا أعلم كيف اقضى باقى عمرى بدونه؟
أما شقيقه الأصغر فكانت صرخاته وبكاؤه مستمرا رغم مرور أيام على وفاة شقيقه، فقد قال محمد إننى لم أصدق حتى الآن أن شقيقى مات ولم أتصور أن يقوم المتهمون بإشعال جثته بهذه الطريقة البشعة واننى أطالب بإعدام المتهمين الثلاثة وإشعال النار فى أجسادهم لأنهم ارتكبوا أكثر من جريمة قتل وسرقة توك توك ويجب زيادة الدوريات الامنية على الطرق حتى لا تتكرر جرائم القتل التى ينتهجها مثل هؤلاء.
أما خالد محمود، 23 سنة، دبلوم صناعى، صديق المجنى عليه، فقال إن طارق حاصل على دبلوم الصناعى، ولم يجد عملا فاضطر العمل كسائق توك توك ليصرف على علاج والدته وكان يخدم الجميع فى الحارة ويقف معهم وجميع الجيران يحبونه جدا ويوم الحادث خرج خصيصا لاستكمال ثمن علاج والدته وسقط فى يد مجرمين حياتهم كلها دم وقتل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.