في الأصل لم يكن هناك نساء في تنظيمات الإرهاب.. وبدأ الجهاد النسائي مع أبو مصعب الزرقاوي وتطور مع ظهور داعش الذي أنشأ كتيبة الخنساء التي يقدر عددها بنحو 1000 امرأة تعتبر داعش من أكثر التنظيمات التي نجحت في اجتذاب النساء الذي لم يقتصر دورهم على تربية جيل جديد من أشبال الخلافة -كما يلقبونهم- على أفكار التنظيم، بل تنوعت مهاهم بين تجنيد عناصر جديدة، وتنفيذ عمليات إرهابية، ونشر أفكار التنظيم بالخارج، خاصة منذ نهاية 2017، إذ بات يشكل العنصر النسائي من القوة البشرية للتنظيم نحو 25% وذلك بحسب مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء، ما يعني أن عدد تجنيد النساء والاعتماد عليهن في تزايد، وفي أوائل 2017 قدرت أعداد النساء في داعش ب6200 من أصل 31 ألف مقاتل داخل أراضي داعش، وفقا لمركز كارتر للدراسات. ويمثل خطر استغلال التنظيم للعنصر النسائي، بأنه قد يساهم في زيادة فرصه للصمود أو العودة من جديد وتجاوز مرحلة الضعف التي يمر بها في الجيوب التي يسيطر عليها ويفرض فيها سياساته، وفقا لمرصد الشرق الأوسط.اقرأ أيضا| كتائب الزينبيات.. سلاح الحوثي لقمع النساءاعتماد داعش على النساءفي الأصل لم يكن هناك نساء في ويمثل خطر استغلال التنظيم للعنصر النسائي، بأنه قد يساهم في زيادة فرصه للصمود أو العودة من جديد وتجاوز مرحلة الضعف التي يمر بها في الجيوب التي يسيطر عليها ويفرض فيها سياساته، وفقا لمرصد الشرق الأوسط. اعتماد داعش على النساء في الأصل لم يكن هناك نساء في التنظيم، كما هو الحال في أكثر التنظيمات المشابهة، لكن تنظيم داعش أحس لاحقا بأهمية وجود نساء في صفوفه، وشكلت كتيبة نسائية بالكامل، تقوم بمهمات عدة، وبعض أعضائها يشارك في القتال في الصفوف الأمامية.. كما يوضح كتاب الإسلاموية المتطرفة في أوروبا عن مشاركة النساء في داعش. بدأ "الجهاد النسائي القاعدي" عمليا مع أبي مصعب الزرقاوي، والذي عمل على إدراج النساء في العمليات القتالية والإرهاب الانتحاري بدءً من عام 2005، خروجا على التوجهات التنظيرية العامة لأسامة بن لادن وخليفته أيمن الظواهري، كما يذكر مركز المسبار للدراسات في تقرير بعنوان" الجهاديات في داعش.. الإرهاب النسائي". دور النساء في داعش ترجع أسباب اهتمام داعش على النساء في الآونة الأخيرة، خاصة بعد الهزائم المتلاحقة التي نالت من التنظيم، وتدريبهن على التعامل مع المتفجرات، وتحضيرهن للسفر إلى أوروبا، وإسناد أدوار جديدة لهن لم تكن موجودة من قبل، بسبب حرية تنقلهن دون قيود أمنية أو الشك في تنقلاتهن في تنفيذ العمليات الإرهابية، وفقا لتقرير دار الإفتاء. بينما يوضح مركز كارتر للدراسات أن أحد أهداف داعش الرئيسية، خلق ثقافة مشتركة بين الأجيال تقوم على العنف والتطرف الديني وتكون قادرة على تحمل أي خسارة إقليمية سياسية محتملة وتسميتهن ب"أمهات أشبال الخلافة". بينما يوضح أن للنساء مسؤوليات تنفيذية أيضا إذ تقدم النساء خدمات إضافية بصفتهن أعضاء في كتائب الشرطة النسائية، وجامعات للتبرعات للدولة ومن أشهرن "حياة بومدين"، التي وصلت إلى داعش في بداية 2015، وبدأت بكتابة مقالات في مجلة دابق الداعشية واتخذت اسم "أم بشير المهاجرة" كاسم حركي في المجلة عن دور النساء في التنظيم. ولم يقتصر دور النساء على هذا فقط، فقد فتحت داعش مخيمين جديدين مخصصين لتدريب النساء على القتال، قرب الرقة في عام 2016، بالإضافة إلى أن داعش نشرت مقاتلين وانتحاريين من النساء في ليبيا في فبراير العام 2016، علاوة على ذلك، تحث النساء، اللواتي يسافرن إلى إقليم داعش، على القيام بهجمات إرهابية في بلدانهن. كما يشاركن في العمليات الانتحارية أيضا كما توضح دراسة بعنوان "أخوات في السلاح" ففي تنظيم القاعدة، تمت الاستعانة بنساء في الهجمات الانتحارية في العراق، فيما يجند تنظيم "بوكو حرام" نساء لشن هجمات على المدنيين والقوى الأمنية في نيجيريا، ومنذ 2014 شاركت أكثر من 100 امرأة في عمليات انتحارية. وخلصت دراسة وضعتها الباحثة مايا بلوم، إلى أن النساء نفذن أكثر من 50% من العمليات الانتحارية الإرهابية الناجحة في النزاعات التي شهدتها سريلانكا وتركيا والشيشان منذ العام 2002. وكان أشهر تلك العمليات، وفقا لمرصد الشرق الأوسط الإعلامي، تفجيرات عمان الإرهابية في الأردن التي أودت بحياة أكثر من 58 شخصا عام 2005، إذ قبض على الإرهابية "ساجدة عتروس" التي لم ينفجر حزامها الناسف خلال العملية. وأسندت للنساء أدورا جديدة، مثل جذب وتجنيد شباب جدد من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ونشر أيدولوجية التنظيم للانضمام لصفوف المقاتلين، بحسب ما نشره تقرير لمرصد الفتاوى التكفيرية والأفكار المتطرفة. كتيبة الخنساء "الخنساء" كتيبة كونها تنظيم داعش في أوائل عام 2014، وضمها لجهاز الحسبة التابع للتنظيم ولم تكن توجد إحصائية واضحة لأعدادهن في ذلك الوقت، لكن رجحت مصادر بحثية وإعلامية عام 2015 أن أعدادهن تراوح بين 800 و1000، تم تخصيص مقرات خاصة لها لمنع اختلاطهن مع الرجال، وكان الهدف من إنشائهم توعية النساء اللاتي يُخطئن ويخالفن قوانين التنظيم في الرقة أو اعتقالهن أو محاسبتهن، إذ تعددت مهماتهن إلى تنفيذ العقوبات بحق النساء كالجلد والحبس والتعذيب وتزويج عناصر التنظيم والمهمات الدعوية وجمع المعلومات، وتجنيد النساء خارج البلاد، وتنفيذ بعض العمليات الإرهابية وفقا لبحث بعنوان "دور نساء تنظيم داعش في صناعة الخلافة". دافع النساء للانضمام لداعش لكن ما الذي يدفع بعض النساء للانضمام لداعش؟ يرجع مركز المسبار للدراسات والأبحاث 7 دوافع أساسية لانضمام الفتيات للتنظيم، وهي أن أغلب المنخرطات لديهن رغبة في الهروب من واقعهن والبحث عن الذات، ويمثل ضعف الشخصية والميل إلى ممارسة السلطة وملامح الشخصية المضطربة نفسانيا واجتماعيا دورا هاما، ووجود نزعة العنف والتعذيب والانتقام، وضعف التحصيل العلمي، وصغر السن وسهولة التأثير خاصة عند المراهقات، وأن أغلب المنخرطات تأثرن عبر الإنترنت، وأرجعت الدراسة سبب أخر جديد وهي العنوسة. بينما ترجع أسباب انضام نساء الغرب للتنظيم -خاصة أنهن يعلمن أن الأمر لا يتعلق بحقوق المرأة لكن بقيام الخلافة- ولذلك فأن الصراع السياسي هو ما يجذبهن للانضمام، بينما تبحث أخريات عن الأمان، لأنهن يشعرن بأن هويتهن الإسلامية مهددة، وفقا لكتاب "الإسلاموية المتطرفة في أوروبا".