بعد سورياوالعراق وأوروبا وأمريكا فرض «الإرهاب النسائى» نفسه بشراسة فى تفجير«الكنيسة البطرسية»، معلناً وصوله رسميًا إلى مصر، وحضوره بقوة فى أعنف صوره، كنقلة نوعية جديدة أصبح علينا مواجهتها على الأرض الآن. 1- خلية إرهابية «عائلية» لزوجة «القائد» وفقا للبيانات والتصريحات الرسمية، نجحت علا حسين محمد على، فى تسجيل نفسها، كأحد الأرقام الصعبة فى تفجير «الكنيسة البطرسية»، بوصفها شريكاً فعلياً فى المذبحة، وضلعاً أساسياً مسئولاً عن الدعم الإلكترونى والاتصالات أيضاً فى الخلية الإرهابية التى نفذت العملية، بزعامة زوجها، وعضوية زوج شقيقتها وابن عم زوجها، كنموذج حرفى لنمط الخلايا الإرهابية العائلية، السائد الآن بامتياز. 2- «انتحارية» محاولة اغتيال السيسى سبقت «علا» فى نفس السياق إرهابية أخرى، كشف عنها بيان النائب العام قبل أكثر من ثلاثة أسابيع، كشريك حقيقى بدورها أيضا فى المحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس عبدالفتاح السيسى أثناء أدائه للعمرة فى المملكة العربية السعودية بصحبة ولى العهد الأمير محمد بن نايف قبل عامين. وهى زوجة «قائد الخلية» التى حاولت تنفيذ العملية أيضاً، وتدعى الدكتورة ميرفت، وقد عرضت أن تقوم بارتداء حزام ناسف وتفجير نفسها حتى ينشغل بها قوات الأمن، فيما يتمكن باقى أعضاء الخلية من تنفيذ عملية اغتيال السيسى ونايف، اعتمادا على عدم إقدام قوات الأمن على تفتيش السيدات. 3- أول خلية عائلية ل«داعش» فى سيناء سبقت ذلك تسريبات أمنية، كانت قد كشفت قبلاً أيضاً عن ضبط قوات الأمن فى سيناء خلية إرهابية تتكون من 6 إرهابيات، يشكلن خلية نسائية تتبع تنظيم داعش «ولاية سيناء» فى رفح والشيخ زويد وكان من بينهن ثلاثة إرهابيات كن زوجات لقادة التنظيم، تتولين مهاما متنوعة منها، زرع العبوات الناسفة، ونقل المتفجرات، ومراقبة القوات وإرشاد عناصر التنظيم عن تحركات القوات المسلحة هناك. وفقا لاستراتيجية جديدة للتنظيم فى الاستعانة بالنساء، لعدم الشك فيهن، حيث قامت إحداهن وكانت ترتدى الزى البدوى، بزرع عبوة ناسفة أمام مستشفى رفح العام، وتفجيرها بواسطة جهاز لاسلكى، الأمر الذى أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى من قوات الأمن هناك. 4- السجن 15 عامًا لزوجة «قاتل» فرج فودة ما يعنى أننا دخلنا بذلك مرحلة جديدة تماما من «الناحية التكتيكية» لتلك التنظيمات الإرهابية، تختلف عما سبق وإن لجأت إليه الجماعة الإسلامية على سبيل المثال، فترة الثمانينيات والتسعينيات، من مجرد الاستعانة بالنساء فى نقل المعلومات للكوادر خارج السجن، حتى وإن سجلت فى تلك الفترة واقعة استثنائية، كان ينظر إليها كسابقة هى الوحيدة من نوعها فى تاريخ الجماعات الإسلامية فى مصر، وهى الحكم على جيهان إبراهيم عبدالحميد، زوجة أبو العلا عبد ربه، قاتل فرج فودة، بالسجن المشدد 15 عاماً بتهمة الانضمام إلى الجماعة الإسلامية وحيازة مواد متفجرة، وإيواء المتهم حسن صالح محمد والتستر عليه.. وحكم بالسجن فى نفس القضية، على كل من والدتها منى على عبد العزيز، وصباح محمد عبد الرحمن لنفس التهم. بخلاف – أيضاً- من أطلقن على أنفسهن مسمى تنظيم «جبهة الأنصاريات الجهاديات» فى الصعيد والذى ظهر فى أعقاب ثورة 30 يوليو وتزعمته ابنة عاصم عبدالماجد قيادى الجماعة الإسلامية، وهدد فى بياناته بأعمال تضرب النظام، وبدا كأنه مجرد تنظيم إلكترونى. 5- مهمة «نقل السلاح» الاستراتيجية الإرهابية الجديدة فى الاستعانة بالنساء كشريك «ميدانى» فى التخطيط والتنفيذ للعمليات الإرهابية على الأرض، يختلف أيضا، وفقا للباحث فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أحمد كامل بحيرى، عن الاستراتيجية المعتادة لدى جماعة الإخوان على الأرض، فى فترات المواجهة المباشرة مع النظام. فى فترة الستينيات، اكتفى تنظيم سيد قطب بالاستعانة بالنساء فى نقل الأموال والأخبار والمعلومات بين الأفراد فقط، فيما برزت فى ذلك أسماء تنظيمية نسائية تاريخية شهيرة فى تلك القضية آنذاك مثل زينب الغزالى وحميدة قطب. أو حتى فى سياق، «النمط التنظيمى الجديد» الذى استحدثه الإخوان المسلمين بعد ثورة 30 يونيو، ولم يكتف فى الاستعانة ب«أخوات التنظيم» فى نقل المعلومات فقط، ولكن امتدت مهامن إلى «الحشد» فى المظاهرات وتقدم صفوفها وتنظيم المظاهرات النسائية. وذلك إلى جانب نقل الأموال والمعلومات، وأيضا نقل «السلاح» وهى التهمة التى يعاقب بموجبها عدد من «الأخوات» المتهمات فى قضايا تنظيم «رابعة العدوية». 6- مصريات فى «كتائب» سرت مع العلم بأن العنصر المصرى طالما تواجد بشكل ملحوظ فى معسكرات تنظيم الدولة «الإسلامية /داعش» فى مدينة سرت اللييبة، حيث انضم عدد من الداعشيات المصريات إلى جانب غيرهن من التونسيات والجزائريات إلى كتيبتى «الخنساء وأم مريم» هناك. 7- «خليفة» صلاح عبدالسلام.. «امرأة» ويتزامن تصاعد دور الإرهاب النسائى فى مصر الآن، فى نفس التوقيت مع مجموعة من الحوادث فى أوروبا، والتى كانت الداعشيات، أوحتى الانتحاريات كلمة السر فيها، طوال الأسابيع وحتى الشهور الماضية. وذلك بعد أن فجرت قوات الأمن البلجيكية مفاجأة من العيار الثقيل، حيث أعلنت عن اكتشافها أن امرأة هى من تخلف صلاح عبدالسلام، الذى كان مسئولاً عن الدعم اللوجستى لمنفذى هجمات باريس، وكلمة السر فى تفجيرات بروكسل، فى مهمته الآن. فتتولى هذه السيدة المهام اللوجيستية وتقوم بإعداد فريق جديد من الإرهابيين، وكانت تتولى مهام الاتصال مع منفذى هجمات بروكسل بعد القبض على عبدالسلام، كما تترأس تنظيم يضم مجموعة من النساء الأخريات تولين أيضا مهام الاتصال بمنفذى الهجمات. 8- «الذئبات المنفردات » تفجر أوروبا الوقائع والأحداث كلها تبرهن أيضاً على أن الداعشيات اللواتى يندرجن فى الغالب تحت تصنيف «الذئاب المنفردة»، قد تحولن إلى خطر حقيقى وصداع مزمن فى رأس القارة العجوز. وكانت الاستخبارات التركية قد أعلنت قبل أسابيع فقط عن وجود فتاتين تتبعان تنظيم الدولة الإسلامية تستعدان لتنفيذ عمليات انتحارية فى كبرى المدن التركية ونشرت صورهما وطالبت بالإبلاغ عنهما. فيما أعلنت الشرطة الفرنسية سبتمبر الماضى عن مقتل شرطى فرنسى أثناء محاولة القبض على عضوات خلية نسائية فى باريس أعلنت مبايعتها لداعش على الإنترنت. وتم إلقاء القبض قبل أيام على مراهقة فرنسية 16 عاما، كانت تدير مجموعة على موقع «تليجرام» وتقوم بالتحريض على شن عمليات إرهابية، وتنشر بيانات تنظيم «الدولة الإسلامية داعش. وبالتزامن مع ذلك وجه الادعاء الألمانى تهمة الشروع بالقتل إلى مراهقة فى نفس السن أعلنت مبايعتها لداعش ثم قامت بطعن أحد رجال الشرطة هناك. وذلك بخلاف أن القضاء الروسى قد أصدر حكمه بالسجن 5 سنوات على فتاتين بتهمة تمويل أنشطة إرهابية. 9- «أيقونات نسائية» ل «الإرهاب» فى أوروبا وكانت خلايا الإرهابيات الصغيرات التى ضربت أوروبا خلال الفترة الماضية، ضمت أسماء لنساء تحولت الآن على ما يبدو إلى أيقونات للإرهاب النسائى فى الغرب لصالح داعش والقاعدة، من أشهر هؤلاء كانت تشفين مالك التى نفذت مع زوجها مذبحة كاليفورنيا قبل شهور لصالح تنظيم داعش، والداعشية مغربية الأصل حسناء بولحسن قريبة، وهى ابنة خال عبدالحميد أباعود قائد هجمات باريس. وقد سبقتها فى الشهرة مواطنتها من أصل مغربى أيضا حميدة بومدين، زوجة أميدى كوليبالى أحد منفذى الهجوم الإرهابى على شارلى إبدو ومطعم يهودى فى باريس، ومليكة العرود الملقبة بالأرملة السوداء، وهى أشهر كادر نسائى للقاعدة فى بلجيكا، وكانت زوجة لعبدالستار دحمان قاتل أحمد شاه مسعود فى أفغانستان، وأيضاً سميرة التطوانية أشهر من تولى تجنيد الداعشيات فى أوروبا. وذلك بخلاف الإرهابيات السعوديات منذ عهد القاعدة وصولا إلى تنظيم داعش وكان أشهرهن هيلة القصيرة ووفاء الشهرى. 10- إرهابيات «الألفية الثالثة» فى كل الأحوال فإن «الإرهاب النسائى» هو ظاهرة مستحدثة، كإحدى أبرز سمات التنظيمات المسلحة بعد دخول الألفية الثالثة، وتحديدًا على يد أبومصعب الزرقاوى، الذى أقر على خلاف تنظيم القاعدة فى الاستعانة بالنساء فى عمليات جهادية، كل المصوغات الشرعية التى تبيح خلع الحجاب و«التبرج» لتنفيذ العمليات الإرهابية إن لزم الأمر على سبيل التمويه والتنكر. وكانت أشهرانتحاريات الزرقاوى، هى ساجدة الريشاوى، انتحارية «الأربعاء الأسود» فى العاصمة الأردنية عمان.. ثم تحولت مشاركة النساء كإرهابيات أو انتحاريات إلى الشكل المؤسسى فى عهد تنظيم داعش الذى أسس كتائب خاصة بالنساء فى معاقله فى العراقوسوريا ككتائب الخنساء وغيرها، ثم وصولا إلى تنظيم بوكو حرام الذى حقق أعلى معدل بين التنظيمات الإرهابية فى الاستعانة بالنساء.