لافروف: تعاون روسي- مصري لتأمين المطارات لم ينتهِ بعد.. أديب: عملنا مليون إجراء لزيادة التأمين.. وعبد العظيم: الطيران الروسي الشارتر لن يعود قبل الشتاء المقبل إن حدث "لا أقبل التلميح بتأخر الرحلات السياحية المباشرة بين روسيا ومصر بهدف التأثير السياسي فى مصر"، هذا ما جاء على لسان وزير الخارجية الروسي، سيرجى لافروف، مطلع الأسبوع الجاري، خلال مؤتمر صحفي رفقة وزير الخارجية المصري سامح شكري، منوهًا بأن السبب الحقيقى لتأخر الرحلات المباشرة يتعلق بتأمين السائح الروسى. وتوقفت حركة الطيران المباشر "الشارتر"، وهو الطيران من روسيا إلى أي من المقاصد السياحية "شرم الشيخ- الغردقة- مرسى علم"، منذ نوفمبر 2015، على خلفية حادث إسقاط الطائرة الروسية في شرم الشيخ، الذي أسفر عن مقتل 224 شخصا. وفقا لآخر الإحصائيات، يُقدر عدد السياح الروس الزائرين لمصر في عام 2014 بنحو 3 ملايين سائح، وهو ما يعادل 31% من إجمالي عدد السياح الذين زاروا مصر في هذا العام، وحقق السياح الروس 2.5 مليار دولار إيرادات لمصر عام 2014، من أصل 7.3 مليار دولار حققها قطاع السياحة ككل، خلال العام نفسه تقريبا. أمن روسي على وفقا لآخر الإحصائيات، يُقدر عدد السياح الروس الزائرين لمصر في عام 2014 بنحو 3 ملايين سائح، وهو ما يعادل 31% من إجمالي عدد السياح الذين زاروا مصر في هذا العام، وحقق السياح الروس 2.5 مليار دولار إيرادات لمصر عام 2014، من أصل 7.3 مليار دولار حققها قطاع السياحة ككل، خلال العام نفسه تقريبا. أمن روسي على متن الطائرة ومن وقتها قدمت مصر حلولا لتأمين السياح الروس الوافدين إلى مصر، منها ما تضمنه بروتوكول وُقع في ديسمبر 2017، بين وزير الطيران المصري السابق شريف فتحي، ووزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف، في أحقية الدول في اتخاذ تدابير أمنية إضافية لتأمين رحلاتها، بمبدأ المعاملة بالمثل، إذ يعطى للدولتين حق متابعة إجراءات التفتيش على رحلاتهما. وعقب توقيع البروتوكول عاد في أبريل الماضي الطيران الروسي الرسمي "من موسكو إلى القاهرة والعكس، غير مستهدف المناطق السياحية المصرية"، عبر تسيير 3 رحلات إلى العاصمة الروسية موسكو، أيام الأحد والثلاثاء والخميس من كل أسبوع، على طائرات من طراز 737/800، والمجهزة بشاشات عرض في مقاعد درجة رجال الأعمال والدرجة السياحية للركاب. تأمين المطارات لم ينتهِ وبعد عام على تفعيل البروتوكول لم ترَ روسيا أي تقدم أمني يذكر لتأمين مواطنيها الآتين إلى مصر، بحسب ما أضاف وزير الخارجية الروسي خلال حديثه في المؤتمر الصحفي، قائلا: "هناك تعاون روسي- مصري لتأمين المطارات من خلال خبراء متخصصين، لم ينته بعد". وطرح الإعلامي عمرو أديب تساؤلا في حلقة يوم الإثنين الماضي من برنامجه "الحكاية" عن سبب عدم عودة السياحة الروسية إلى مصر حتى الآن، قائلا: "ريقنا نشف، وعملنا مليون إجراء لزيادة التأمين، وعلى الرغم من مقتل السفير الروسي في أنقرة، روسيا لم تتخذ إجراء ضدهم". وإضافةً إلى ما صرح به أديب، قال عماري عبد العظيم، رئيس شعبة السياحة والطيران السابق، إن الطيران الرسمي بين مصر وروسيا حاليا هو طيران "جامد" يخلو من الحركة السياحية الوافدة، بينما ما يرجوه العاملون بقطاع السياحة كافة، هو عودة الطيران الشارتر، القاصد للأماكن والمنتجعات السياحية مباشرة، بكل من شرم الشيخوالغردقة ومرسى علم. الطيران الشارتر لن يعود قبل 2020 ومن أسباب رفض عماري في حديثه ل"التحرير" للطيران الرسمي الروسي، وعدم إسهامه في عودة الحركة السياحية من روسيا إلى شرم الشيخوالغردقة مجددًا، أنه طيران مرتفع التكاليف، وتغلب عليه عودة حركة السفر الرسمية، وليس حركة السياحة، منوهًا بأنه كثيرا ما تؤجل رحلات الطيران الرسمي من موسكو إلى القاهرة لعدم اكتمال مقاعد السفر بالرحلة. وكشف عماري عن أنه في حال توصلت مصر وروسيا لقرار عودة الطيران الشارتر مجددا -إن حدث- فلن يعود قبل نهاية العام الجاري أو مطلع العام المقبل، لأن إقبال الروس على السفر قاصدين مناطق سياحية بمصر، في بداية فصل الشتاء في روسيا، وذلك كون درجات الحرارة تكون بأرقام صفر وما يليه من انخفاض، لافتًا إلى أن توقف السياحة الروسية لمصر على مدار قرابة ال3 سنوات، جعل ثقافة السائح الروسي تتنوع لنحو أكثر من بلد، ما يعني في حالة عودة السياحة الروسية لمصر، أنه لن تكون المقاصد السياحية المصرية هي الخيار الأول. بدوره طالب الدكتور عاطف عبد اللطيف، رئيس جمعية "مسافرون للسياحة والسفر"، بتكثيف كل الجهود المصرية، ممثلة في وزارات الطيران والسياحة، والخارجية ومنظمي الرحلات والمستثمرين السياحيين، لعودة الطيران الشارتر الروسي، والسياحة الروسية في هذه الفترة بالتحديد. وأضاف عبد اللطيف أن عودة السياحة الروسية لمصر لن تكون في يوم وليلة، لكنها ستعود تدريجيا، لأن منظمي الرحلات ووكلاء السفر في روسيا يحتاجون إلى وقت للتسويق للمقاصد السياحية المصرية، ووضع مصر في الكتالوجات السياحية والأون لاين والبروشورات والكتيبات، وفي أجندة الطيران الشارتر الذي يعمل في وجهات مختلفة حاليا، بعيدا عن مصر، وكل هذا يستغرق قرابة شهرين. وطالب عاطف عبد اللطيف بالتحرك في 3 اتجاهات لعودة السياحة الروسية، تتمثل في إعداد عروض مميزة وجاذبة للطيران الداخلي في مصر للسائح الروسي من خلال منح سعر جيد للسائح الروسي، الذي يصل من روسيا إلى مطار القاهرة ومن مطار القاهرة إلى مطار كل من شرم الشيخوالغردقة ومرسى علم، على أن يكون التسويق لهذه العروض من خلال منظمي الرحلات ووكلاء السفر في روسيا قبل أن يأتي السائح لمصر. أسواق جديدة تطرق أبواب مصر بدورها، قالت النائبة سحر طلعت مصطفى، عضوة لجنة السياحة والطيران، إن المقاصد السياحية المصرية آمنة، وتحظى بنسبة طلب مرتفعة مقارنة بالفترات السابقة من العام الماضي، وإن هناك العديد من الأسواق الجديدة التي تطرق أبواب المقاصد السياحية المصرية على غرار كزاخستان وجورجيا وأوكرانيا. وأصافت أن مطار الغردقة يستقبل رحلات من رومانيا بمعدل رحلتين أسبوعيا (بوخارست- الغردقة)، وهو إحدى الأسواق الجديدة للحركة بمصر، وكذلك زيادة حركة الوافد من دول آسيا والصين، بل إن السائح الروسي العاشق ل"شرم الشيخ" لا يزال يزورها من خلال رحلات طيران تأتي عبر دولة ثالثة أو من خلال الطيران المنتظم، على الرغم من ارتفاع قيمة الرحلة. ودعت "مصطفى" الحكومة الروسية ووزير خارجيتها، الذي زار القاهرة أمس، إلى استئناف رحلات الطيران العارض، مؤكدة أن كل مؤشرات السوق تشير إلى أن هناك رغبة كبيرة لدى شركات السياحة الروسية، مصدر حركة السياحة للمقاصد المصرية، في استئناف الطيران الشارتر، لافتة إلى أن الروس يعشقون قضاء الإجازات في شرم الشيخ. وتابعت أن الجانب المصري يبذل كل الجهود المتعلقة بحالة الأمن والاستقرار، مشيرة إلى انعقاد العديد من المؤتمرات الدولية في شرم الشيخ، ومن بينها أول قمة عربية أوروبية خلال فبراير الماضي والتي شهدت حضور شخصيات دولية وقادة وسياسيين عرب وأوروبيين، ما يعد دليلا بارزا على حالة الأمن والاستقرار في شرم الشيخ إلى جانب وجود وسائل إعلام دولية لتغطية تلك الأحداث، وهو ما يعطي شهادة حية بأمان واستقرار المقاصد السياحية المصرية.