من ديفيد مالباس؟ ولماذا فاز بالإجماع؟ وما توجهاته الاقتصادية والسياسية؟ وهل يحقق «عدالة القروض»؟ وهل ينتشل 700 مليون شخص من الفقر المدقع حول العالم؟ اختار البنك الدولي بإجماع مجلس المديرين، ديفيد مالباس -63 عامًا والمعروف بولائه لدونالد ترامب-، أول من أمس الجمعة، لتعيينه رئيسا جديدا للبنك، الذي يسعى إلى مكافحة الفقر عبر تسهيل الاستثمار. وكان مالباس المرشح الوحيد للمنصب، إذ إنه لم يكن هناك أحد يرغب في منافسة الرجل المقرب من ترامب بينما تقضي أعراف ضمنية بأن يتولى رئاسة المؤسسة أمريكي، على أن يقود أوروبي صندوق النقد الدولي، فمنذ تأسيس البنك الدولي في أعقاب الحرب العالمية الثانية، كان جميع رؤسائه أمريكيين. البنك الدولي يبلغ عدد البلدان الأعضاء في مجموعة البنك الدولي 189، ويمثل الموظفون أكثر من 170 بلداً مختلفاً في أكثر من 130 موقعًا في مختلف أرجاء العالم، وبذا تمثل مجموعة البنك الدولي شراكة عالمية فريدة: 5 مؤسسات تعمل من أجل تقديم حلول مستدامة لتقليص الفقر وبناء الرخاء المشترك في البلدان النامية. تعمل البنك الدولي يبلغ عدد البلدان الأعضاء في مجموعة البنك الدولي 189، ويمثل الموظفون أكثر من 170 بلداً مختلفاً في أكثر من 130 موقعًا في مختلف أرجاء العالم، وبذا تمثل مجموعة البنك الدولي شراكة عالمية فريدة: 5 مؤسسات تعمل من أجل تقديم حلول مستدامة لتقليص الفقر وبناء الرخاء المشترك في البلدان النامية. تعمل مجموعة البنك الدولي في جميع المجالات الرئيسية للتنمية. وتقدم المجموعة نطاقًا واسعًا من المنتجات المالية والمساعدة الفنية، كما تساعد البلدان في تبادل وتطبيق المعارف والحلول المبتكرة عند التصدي للتحديات التي تواجهها. ويحدد البنك ثلاث أولويات لتوجيه عمله مع البلدان لإنهاء الفقر وتعزيز الرخاء المشترك، هي «المساعدة في خلق نمو اقتصادي مستدام، الاستثمار في البشر، وبناء القدرة على الصمود أمام الصدمات والتهديدات التي قد تؤدي إلى تراجع عقود من التقدم». وعلى مدى 72 عامًا -منذ عام 1947- موّل البنك الدولي أكثر من 12 ألف مشروع إنمائي عن طريق القروض التقليدية، والائتمانات بدون الفوائد والمنح. من مالباس؟ ولد «مالباس» في ولاية ميتشيجن، حصل على دبلوما في الفيزياء ودرس الاقتصاد في جامعة جورج تاون في واشنطن. شغل منصب مساعد وزير الخزانة مرات عدة إبان عهدي الرئيسين رونالد ريجان (1981-1989) وجورج بوش الأب (1989-1993). وبعد ذلك أمضى 15 عاما في مصرف الاستثمارات «بير ستينز» الذي أغلق أبوابه خلال أزمة الرهون العقارية، وكان لست سنوات منها كبير الاقتصاديين فيه. وعقب إفلاس «بير سترنز» في 2008، أسس مالباس مكتبه الخاص للتحليل الاقتصادي «اينسيما جلوبال». ولم تكن مواقفه وتوقعاته الاقتصادية صائبة طول الوقت. حيث إنه كتب في 2007 قبيل أزمة الرهن العقاري، مقالاً في صحيفة «وول ستريت جورنال»، أكد فيه أن سوق العقارات والقروض لا يلعبان دورا مهما في الاقتصاد الأمريكي. ونظرا لاهتمامه بالسياسة، حاول في السنة نفسها أن يصبح عضوا في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك قبل أن يلتحق بالحملة الانتخابية لدونالد ترامب في مايو 2016 كمستشار اقتصادي. كان يشغل حتى أيام مضت منصب وكيل وزارة الخزانة الأمريكية للشؤون الدولية، قبل توليه رئاسة البنك الدولي. أعلن ديفيد مالباس فور ترشيحه للمنصب أن هدفه الأساسى سيكون إحداث تغيير بالبنك لضمان حصول النساء على المشاركة التامة فى الاقتصادات النامية. وقال البنك الدولي في بيان «إن مجلس الإدارة تلقى الترشح ويعلن أنه سينظر في هذا الشخص لتولي المنصب". ومن المقرر أن يصادق البنك الدولي على تعيين مالباس في اجتماعاته التي تعقد مع صندوق النقد الدولي ابتداء من 12 أبريل الجاري. توجهاته السياسية ينتمي «مالباس» للحزب الجمهورى الأمريكي، وهو واحد من الجمهوريين الذين يؤكدون على دور الأسواق الحرة والإنجاز الفردي، وعلى أنها العوامل الأساسية وراء الازدهار الاقتصادي. ولهذا تحبذ سياسة الحزب عدم التدخل بالاقتصاد وتعمل على تعزيز المسؤولية الشخصية على برامج الرعاية الاجتماعية. الرسالة الأولى «الفقر المدقع ما زال يطال 700 مليون شخص. ورغم أن النمو العالمي إيجابي لا يرى كثيرون أي تحسن في ظروفهم المعيشية، مهمتنا ملحة اليوم أكثر من أي وقت مضى»، هذا هو مضمون الرسالة الأولى التي وجهها «مالباس» إلى موظفي البنك الدولي. وأضاف: «في مواجهة هذه التحديات، هدفنا المزدوج المتمثل بالقضاء على الفقر المدقع وتقاسم الرخاء مع الجميع، مبرر اليوم أكثر من أي وقت مضى، عبر إخراج الدول الأكثر تضررا من الفقر وخفض القروض للدول الأكثر تطورا مثل الصين». ويعرب البيت الأبيض بشكل خاص عن استيائه، لأن الصين تستفيد من برامج المؤسسة في حين أنها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ويأتي هذا ضمن الحرب الاقتصادية المستعرة بين أمريكاوالصين. زيادة الدعم لمصر كانت الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، قد التقت ديفيد مالباس، قبل فوزه بالمنصب، وذلك خلال زيارتها إلى العاصمة الأمريكية«واشنطن»، وبحث الجانبان دعم البنك للجهود المصرية فى عملية التحول الاقتصادى والاجتماعى، ومساعدة جهود الحكومة فى جذب الاستثمارات الأجنبية إلى مصر، إضافة إلى مشاركة البنك فى دعم مشروعات البنية الأساسية فى قارة إفريقيا. وقال مالباس إن التجربة المصرية المميزة فى الاستثمار في العنصر البشرى، مع وجود شبكات أمان جيدة الاستهداف تضمن حماية الفئات الأكثر ضعفا وتمتع الشباب والنساء بالصحة الجيدة وبمهارات مناسبة قادرة على اغتنام الفرص المتولدة من القطاع الخاص. وأكد المرشح لرئاسة البنك عزمه زيادة دعم البنك لمصر بعد توليه رئاسته رسميا، خاصة فى مشروعات البنية الأساسية والنقل والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، واستمراره فى مساندة برنامج الإصلاح الاقتصادى وتعزيز الشراكة الممتدة.