بعد أن تمكنوا من إسقاط الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، تعهد الجزائريون باستمرار تظاهراتهم للقضاء على أتباع النظام، حيث عاد المتظاهرون إلى الشوارع اليوم الجمعة تحت شعار "جمعة طرد ال3 باءات" يتظاهر الجزائريون في العاصمة والعديد من مدن البلاد، للجمعة السابعة على التوالي، للمطالبة بالرحيل الكامل ل"النظام"، وتأتي المظاهرات بعد استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من منصبه الثلاثاء الماضي بعد حكم دام 20 عاما، حيث ردد المتظاهرون شعارات "سئمنا من هذا النظام"، و"لن نسامح لن نسامح" في رد على اعتذار بوتفليقة وطلبه الصفح عن "كل تقصير ارتكبته في حقكم بكلمة أو بفعل"، كما طالب المحتجون بإنشاء مؤسسات انتقالية قادرة على إصلاح البلاد وتنظيم بنية قضائية من شأنها ضمان انتخابات حرة. وقالت شبكة "فرانس 24" الفرنسية إن مئات الجزائريين بدأوا في التجمع أمام ساحة البريد المركزي بالعاصمة الجزائر منذ الصباح الباكر قبل بدء التظاهرة الكبرى للجمعة السابعة على التوالي. وأضافت أنه مع مرور الوقت ارتفعت أعداد المتظاهرين بشكل متسارع ليبلغوا عشرات الآلاف في ساحتي البريد المركزي وموريس أودان والشوارع وقالت شبكة "فرانس 24" الفرنسية إن مئات الجزائريين بدأوا في التجمع أمام ساحة البريد المركزي بالعاصمة الجزائر منذ الصباح الباكر قبل بدء التظاهرة الكبرى للجمعة السابعة على التوالي. وأضافت أنه مع مرور الوقت ارتفعت أعداد المتظاهرين بشكل متسارع ليبلغوا عشرات الآلاف في ساحتي البريد المركزي وموريس أودان والشوارع المؤدية لهما. وتعد هذه المظاهرات هي الأولى منذ أن تقدم بوتفليقة باستقالته للمجلس الدستوري الثلاثاء الماضي، بعد سلسلة من التظاهرات التي اندلعت ضده. ونشرت السلطات الجزائرية تعزيزات أمنية مشددة بالقرب من القصر الرئاسي وشارع محمد الخامس، وفقا لما قالته قناة "العربية". ويطالب المحتجون بإنشاء مؤسسات انتقالية قادرة على إصلاح البلاد وتنظيم بنية قضائية من شأنها ضمان انتخابات حرة، بالإضافة إلى المطالبة بإبعاد الهيكل السياسي بالكامل والذي يتمحور حول الحزب الحاكم وضباط الجيش ورجال الأعمال والنقابات العمالية وقدامى المحاربين. وحملت تظاهرات اليوم شعار "طرد الباءات الثلاث"، وهو الشعار الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، في إشارة إلى عبد القادر بن صالح والطيب بلعيز ونور الدين بدوي، الذين يُعدون شخصيات محورية ضمن البنية التي أسس لها بوتفليقة، وينص الدستور على توليهم قيادة المرحلة الانتقالية. وقال المحامي مصطفى بوشاشي، وهو أحد وجوه الحراك الشعبي، في تسجيل مصور، إن "انتصارنا جزئي، الجزائريات والجزائريون لا يقبلون بأن يقود رموز النظام السابق المرحلة الانتقالية وأن ينظموا الانتخابات المقبلة". وأضاف: "لا يمكن لهؤلاء أن يكونوا جزءا من الحل، وطالبنا منذ 22 فبراير بضرورة ذهاب كل النظام ورموزه وزبانيته، ذهاب واستقالة الرئيس بوتفليقة، لا يعني أننا انتصرنا". ودعا بوشاشي الجزائريين إلى "الاستمرار" في التظاهر "حتى يذهب هؤلاء جميعا"، مضيفا أن "يوم الجمعة يجب أن يكون جمعة كبيرة". من هم الباءات الثلاثة؟ شعار "الباءات الثلاثة" الذي رفعه المتظاهرون يشير إلى عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة الجزائري، والطيب بلعيز رئيس المجلس الدستوري، ونور الدين بدوي رئيس الوزراء. كان عبد القادر بن صالح، الذي يرأس مجلس الأمة منذ 16 عاما، الرجل الثاني في البلاد بعد بوتفليقة، وكان أحد رجاله المقربين. وبعد استقالة الرئيس الجزائري، أصبح بن صالح مكلفا بأن يحل مكان الرئيس لمدة 3 أشهر، يجري خلالها التحضير لانتخابات رئاسية. وشهدت مظاهرات اليوم، تجمع العديد من المتظاهرين أمام مبنى مجلس الأمة، للمطالبة بإقالة بن صالح واستبعاده من المرحلة الانتقالية للبلاد. ويدعي معارضوه أنه مغربي الجنسية أصلا وتم تجنيسه في سنوات الستينيات، وهذا مانع لتولي الرئاسة في الدستور الجزائري، لكن بن صالح كذب ذلك وأكد أنه جزائري المولد والجنسية، كما جاء في سيرته الرسمية المنشورة في موقع مجلس الأمة. أما الطيب بلعزيز الذي ظل وزيرا لمدة 16 عاما شبه متواصلة، فيرأس للمرة الثانية في مسيرته، المجلس الدستوري المكلف التأكد من نزاهة الانتخابات. وأشارت وسائل إعلام محلية، إلى أن هناك عوارا دستوريا شاب تعيين بلعزيز رئيسا للمجلس الدستوري للمرة الثانية، حيث أكد خبراء قانون أن تعيين بوتفليقة لبلعيز رئيسا للمجلس الدستوري في فبراير الماضي، يعد خرقا للمادة 183 من الدستور، إذ لا يجوز له حتى أن يكون عضوا في المجلس بما أنه سبق له وترأسه. من جانبه، كان رئيس الحكومة نور الدين بدوي الذي تولى مهامه في 11 مارس، وزير داخلية وفيا، وقد وصفته صحيفة الوطن الناطقة بالفرنسية الخميس بأنه "مهندس التزوير الانتخابي وعدو الحريات".