تعددت وقائع حرق القرآن الكريم وكان آخرها حادث الدنمارك الذي سبقته عدة وقائع، منها حرق مصاحف في قاعدة أمريكية بباكستان، كما تكرر الأمر أكثر من مرة في أمريكا أعادت من جديد واقعة حرق نسخ من القرآن الكريم في الدنمارك، منذ أيام معدودة، تاريخ وقائع حرق المصحف خلال العقود الماضية، وانعكاسات ذلك على الداخل السياسي في البلدان التي وقعت فيها هذه الحوادث، والكيفية التي تعامل بها المسلمون مع كل واقعة. وكان مرصد "الإسلاموفوبيا" التابع لدار الإفتاء أصدر بيانا، ذكر فيه أن هذه التصرفات والأفعال العدائية تعبر عن تطرف وعنصرية بغيضة تجاه الإسلام والمسلمين، مطالبا المسلمين حول العالم بتقديم النموذج والمثل في الولاء للوطن والدفاع عن مصالحه، وعدم الالتفات إلى تلك التصرفات والتصريحات المسيئة. الدنمارك.. أحدث واقعة وقعت الحادثة، الأسبوع الماضي، حين حرق رئيس حزب "النهج الصلب" الدنماركي اليميني المتطرف، راسموس بالودان، نسخًا من القرآن الكريم بذريعة الاحتجاج على أداء صلاة الجمعة أمام مبنى البرلمان الدنماركي. وبدأت الواقعة بدعوة حزب التحرير الإسلامي في الدنمارك، المحظور في عدد من الدول، أعضاءه الدنمارك.. أحدث واقعة وقعت الحادثة، الأسبوع الماضي، حين حرق رئيس حزب "النهج الصلب" الدنماركي اليميني المتطرف، راسموس بالودان، نسخًا من القرآن الكريم بذريعة الاحتجاج على أداء صلاة الجمعة أمام مبنى البرلمان الدنماركي. وبدأت الواقعة بدعوة حزب التحرير الإسلامي في الدنمارك، المحظور في عدد من الدول، أعضاءه للمشاركة في إقامة صلاة الجمعة في ساحة كريستينسبورج المركزية بالعاصمة كوبنهاجن أمام مقر البرلمان؛ للفت انتباه المجتمع إلى "مذبحة المسجدين" في نيوزيلندا، كما ذكر في البيان الصادر عنها. وتزامن توقيت تجمع أعضاء حزب التحرير مع تظاهرات مناوئة لأعضاء حزب "النهج الصلب" اليميني المتطرف، إذ رشقوا نسخا من المصحف على المصلين، قبل أن يحرق زعيم حزب "النهج الصلب" الدنماركي فعليا نسخًا من القرآن، وسط تشجيع من أنصاره. حرق مصاحف في باكستان انكشفت واقعة إحراق مصاحف في فبراير عام 2001، كانت بحوزة مساجين بقاعدة بغرام الجوية شمالي كابل، بواسطة أفراد من القوات الأمريكية، إذ عثر عمال أفغان على بقايا متفحمة للمصاحف في القاعدة، لتنتشر أخبارها في باكستان والعالم أجمع. وأدى الكشف عن الواقعة إلى تظاهرات حاشدة بكل المدن الباكستانية، ووقوع هجمات إرهابية على أماكن تمركز القوات الأمريكية وقوات الأمن الأفغانية، أسفرت عن 30 قتيلا وأكثر من 200 جريح في كل أنحاء البلاد، وقتل 6 جنود أمريكيين برصاص جنود أفغان. وسعت حركة طالبان لتوظيف الواقعة لتحسين شروط التفاوض مع القوى الدولية، من أجل تحقيق أكبر قدر من المكاسب السياسية الخاصة بها، وتراجع تنفيذ الحملة الغربية العسكرية لإنهاء وجودها العسكري، بعدما دعت الأفغان إلى استهداف القواعد العسكرية الأجنبية وقتل الغربيين. وقدم البيت الأبيض اعتذارا رسميا، كما أجرت وزارة الدفاع الأمريكية تحقيقا عسكريا داخل القاعدة، تمكنوا خلاله من الكشف عن 5 جنود مسؤولين عن إحراق مصاحف في قاعدة باغرام بشمال أفغانستان، صدر بحقهم تأنيب وخفض لرواتبهم العسكرية. أكثر من مرة في أمريكا وقعت الحادثة هذه المرة في أمريكا، وتحديدا في ولاية فلوريدا، عام 2011، من قبَل مجموعة من الأفراد المنتمين لجماعات محسوبة على اليمين المتطرف، روجت دوما لأفكار منع دخول المهاجرين والمسلمين. وبعد هذه الواقعة بعام، تكررت من جديد بواسطة القس الأمريكي المتشدد تيري جونز، وذلك عام 2012، عندما بث مشهد الحرق عبر شبكة الإنترنت، احتجاجا على اعتقال رجل الدين المسيحي يوسف نادرخاني في إيران. وسبق لجونز، الذي يرأس جماعة إنجيلية صغيرة متشددة تدعى "دوف وورلد أوتريتش سنتر" ومقرها فلوريدا، التلويح بحرق المصحف أكثر من مرة، وسط ضغوط من البيت الأبيض لإثنائه عن تنفيذ الواقعة، قبل أن يفعل فعلته في عام 2012 بولاية فلوريدا. وتبع تنفيذ الحادثة موجة من المظاهرات المناوئة له في العديد من الدول الإسلامية خاصة أفغانستان، التى شهدت أعمال شغب أسفرت عن مقتل العشرات، كما أصدر البيت الأبيض بيانا يندد فيه بالواقعة، وفرض على الكنيسة غرامة قدرها 271 دولارا؛ بسبب خرق قواعد السلامة من الحرائق. وكرر القس جونز خطط حرق نسخ من المصحف الشريف لإحياء الذكرى ال12 لأحداث ال11 من سبتمبر في عام 2013، قبل أن يتراجع هذه المرة بضغط من السلطات الأمريكية التي حذرته من تبعات تكرار واقعته، وصدر بحق جونز حكم قضائي من محكمة جنايات شمال القاهرة، في يناير 2013، وحكم بالإعدام، إلى جانب 7 متهمين لهم صلة بإنتاج فيلم "براءة المسلمين" المسيء للإسلام، وعدّته المحكمة محرضا على إنتاج الفيلم المذكور، وليس مشاركا مباشرا في الإنتاج.