من المتوقع أن يعود قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بتبعية الجولان لإسرائيل، بالسلب على الولاياتالمتحدةالأمريكية في سياساتها الخارجية ربما كان دونالد ترامب يعتقد أنه قدم لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هدية كبيرة من خلال الدعوة للاعتراف بضم إسرائيل للجولان، غير أنه بدلًا من ذلك أعطاه كأسًا مسمومة، كما قام أيضًا باتخاذ الإجراءات التي تبرز العيوب المستمرة أو المستوطنة في نهج السياسة الخارجية لإدارته. وفي حين أن الوضع العسكري في الجولان لم يتغير، فإن قرار ترامب يهز بشكل أساسي السياق السياسي هناك، وبدلًا من تعزيز الأمن الإسرائيلي، فإن هذا القرار يقلله فعليًا، خاصة أن ترامب جعل من المستحيل على أي حكومة سورية مستقبلية، وليس فقط نظام بشار الأسد، التوصل إلى سلام. ووفقًا لتحليل صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، فإن أي نظام سوري لن يقبل الاحتلال الإسرائيلي لمرتفعات الجولان المؤدية إلى دمشق، وهو ما سيعرقل أي جهود لإقامة السلام بين سوريا وإسرائيل. الخارجية لترامب: «الجولان» أرض سورية محتلة علاوة على ذلك، فإن ضم إسرائيل للجولان يوفر ذريعة مثالية ودائمة لإيران، ووفقًا لتحليل صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، فإن أي نظام سوري لن يقبل الاحتلال الإسرائيلي لمرتفعات الجولان المؤدية إلى دمشق، وهو ما سيعرقل أي جهود لإقامة السلام بين سوريا وإسرائيل. الخارجية لترامب: «الجولان» أرض سورية محتلة علاوة على ذلك، فإن ضم إسرائيل للجولان يوفر ذريعة مثالية ودائمة لإيران، وعناصرها المدعومة مثل حزب الله، للبقاء في سوريا للدفاع ضد "التهديد الإسرائيلي"، وبالتالي، فإن القوات الإيرانية والعناصر المرتبطة بهم لن يبقوا فقط في العراق. وقال ستيفين بلانك، وهو زميل في مجلس السياسة الخارجية الأمريكي، إن القرار سيزيد من إيمانهم بقضيتهم، وهو الأمر الذي سيمثل تحديات أمنية كبيرة جديدة ومكلفة لإسرائيل، كما أنه سيفتح جبهات أكثر على قواتها في تلك المنطقة. التعقيدات المتوقعة لن تقف فقط عند حدود سوريا، ولكن ستمتد أيضًا إلى الفلسطينيين، الذين -من وجهة نظره- سيتمسكون برفضهم خطة ترامب لإقامة السلام وحل الدولتين. وقال بلانك: على المدى البعيد، لن يؤمن أي زعيم أو منظمة فلسطينية بالحياد الأمريكي أو أن إسرائيل -التي تستضيف بالفعل تحوي أصواتًا تدافع عن ضم الضفة الغربية- هي شريك حقيقي للسلام. القرار الذي أعلنه ترامب لن يكون هو أفضل الخيارات بالنسبة لملف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، خاصة أن ذلك سيُكسب المقاومة الموجودة فعليًا العزم لمواصلة الأوضاع غير المستقرة بين الجانبين. فقد أهم حلفائه.. الجولان أنهت الدعم العالمي لترامب وفي حين أن هذه الهدية قد تسمح لنتنياهو بأن يكون صديقًا للأمريكيين، فإنه يزيد في الواقع من تهديدات إسرائيل الأكثر إلحاحًا من الداخل والخارج، خاصة أن قرار ضم الجولان لم يقدم أي جديد لدفع أي فرصة للسلام، ويقوض أي أمل في وجود سلام حقيقي بين العرب وإسرائيل. وبالمثل، يقدم القرار أيضًا ذريعة واضحة لموسكو لتعزيز قواعدها العسكرية في سوريا، وهو ما يمثل تحديا لقوات الولاياتالمتحدة وحلف الناتو في البحر المتوسط، كما أنه سيجعل روسيا أكثر حزمًا في محاولة تقويض السياسة الأمريكية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وإفريقيا كما تفعل الآن بنجاح ملحوظ. وأوضحت أن النجاح الملحوظ للسياسات الروسية في العديد من المناطق، يمثل إلى حد كبير نتائج منطقية لتعامل الرئيس الأمريكي غير الجيد مع الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي سيزيد من تعقيد إخفاقاته على المستوى الخارجي. وفي هذا السياق، قال بلانك: "من الواضح أن الولاياتالمتحدة ليس لديها إستراتيجية قابلة للتطبيق لبناء السلام في الشرق الأوسط أو مواجهة الإيرانيين.. وسيستخدم خصوم أمريكا قرار ترامب لإظهار أننا مجرد منافقين، كما سيشجبون الاستيلاء على الأراضي بالقوة وضمها". وأضاف: "سوف يستخدمون هذه القضية للإعلان أن الولاياتالمتحدة لديها اعتقاد بأن القوة تضيف الشرعية على عمليات الاستيلاء على الأرض، وبالتالي، فقد عززنا مطالبات موسكو الخادعة بالقرم، وكذلك إيمان القوات المعادية لأمريكا بالطبيعة الشائنة للسياسة الأمريكية". سوريا ترد على الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان على كل المستويات، لاقى قرار الرئيس الأمريكي موجة من الغضب الواسع في العديد من البلدان، الذين رأوا أنه يحطم أي فرص لإقامة السلام في المنطقة.