جهاد: كان كل همي أنقذ الست لما لقيتها بتصرخ في البلكونة وطلعت على المواسير.. ربنا اداني القوة ونزلتها هي وأبوها.. وصرخت إن ولادها في الرابع وطلعت جبتهم فيديو بطولي لشاب جيناته تحمل صفات الرجولة والشهامة وأصالة ولاد البلد، وهو ينقذ أسرة كاملة من وسط النيران، طافت فضاء مواقع التواصل الاجتماعي أمس ونالت استحسان وامتنان الجميع، ولمعرفة حجم الجهد والبطولة التي أقدم عليها الشاب جهاد، يكفي أن نعرف أنه حمل جد الأطفال وابنته وكل منهما يزيد وزنه على 100 كيلو جرام ونزل بكل منهما على ماسورة غاز قد تنفجر في أي لحظة، ليتسلق من جديد عبر المواسير للطابق الرابع لينقذ طفلين في عمر الزهور، وليفعل ما أملاه عليه ضميره خاصة أن الجميع وقف يشاهد من أسفل العقار المحترق.. «التحرير» زارت بطل الزاوية للوقوف على التفاصيل. «بعد صلاة الجمعة سمعت صوت صراخ جامد في الشارع اللي ورانا فخرجت لمعرفة مصدر الصوت لقيت ناس كتيرة متجمعة، قدام بيت فيه حريق ضخم في شقة بالطابق الثالث وسيدة تقف في الشقة التي بها الحريق وتستنجد بالمارة والناس لإنقاذها».. هكذا استهل الشاب جهاد الحديث مع "التحرير"، مضيفا في تواضع «فكرت «بعد صلاة الجمعة سمعت صوت صراخ جامد في الشارع اللي ورانا فخرجت لمعرفة مصدر الصوت لقيت ناس كتيرة متجمعة، قدام بيت فيه حريق ضخم في شقة بالطابق الثالث وسيدة تقف في الشقة التي بها الحريق وتستنجد بالمارة والناس لإنقاذها».. هكذا استهل الشاب جهاد الحديث مع "التحرير"، مضيفا في تواضع «فكرت على الفور أن أجلب حبلا لأدليه من سطح العقار وأجعلهم ينزلون عليه لكنني لم أجد الحبل أو سلما مناسبا لأصعد عليه لإنقاذها فألهمني الله أن أتسلق مواسير الغاز ولم يخطر ببالي كم هي ضعيفة أو يمكن أن تنفجر بفعل السخونة والنيران». يتابع جهاد الحديث في حضرة والده «قمت بالتسلق حتى بلكونة الدور الثالث وقمت بإنزال السيدة (نيرة) ووالدها وكنت أشيل كل واحد على ضهري وهو ماسك في رقبتي ونزلت بكل واحد على المواسير لحد الدور اللي تحت، على الرغم من أن وزن الرجل نحو 100 كيلو ونفس الأمر للسيدة إلا أن الله تعالى منحني القوة فلم أشعر بثقلهما، وحملهما وقمت بإنزالهما في الطابق الثاني بعيدا عن النيران المشتعلة في الطابق الثالث بكامله». يستطرد بطل الزاوية في الحديث «بعد أن أنزلتهما وجدت السيدة (نيرة) تصرخ (ولادي في الدور الرابع) فاستفسرت عن سبب وجود أولادها في الطابق الرابع فقالت لي إنها أرسلتهم لأعلى مع بدء اشتعال النيران في غرفة النوم، والنار لما كبرت محدش عرف يطلع الرابع من النار المشتعلة». ويتابع «قمت بالتسلق مرة أخرى إلى الطابق الرابع حيث الأولاد، فوجدت "محمد" 6 سنوات، مغمى عليه بسبب الدخان والصدمة، فحملته كما هو ظاهر في الفيديو الذي انتشر وقمت بإنزاله إلى الطابق الثاني ثم حملت الابنة الكبرى "نورا" 9 سنوات، وفوجئت بعد وصول المطافي والسيطرة على الحريق أن شخصا يدعى عبد الرحمن قام بتسجيل فيديو لي وأنا أقوم بإنقاذهم وعارضت نشر الفيديو على الفيسبوك وكان السبب هو أن السيدة (نيرة) كانت ترتدي ملابس بيت فأقنعني عبد الرحمن بأنه سيقوم بقص الجزء الخاص بالرجل المسن والسيدة، وبالفعل نشر الجزء الخاص بإنقاذي للأطفال». جهاد استكمل الحديث: «كان من نية عبد الرحمن، -يسكن في العقار المقابل للحريق- أن تقوم الناس بالدعاء وشكري بطريقة بسيطة. وبعد نشر الفيديو وجدت العديد يتواصلون مع عبد الرحمن للوصول إليَّ وقام محافظ القاهرة اليوم باستدعائي وتكريمي ووعدني بشقة، حيث إنني خاطب منذ سنوات ولا أملك حتى شقة لأتزوج بها». «أنا مش بطل أنا عملت اللي أي راجل جدع يعمله وأنا كنت مستاء من الرجالة الكتير والشباب الواقفين ولم يحركوا ساكنا لنجدة الأطفال أو أهليهم، أنا مفكرتش في حاجة غير إني أنقذ الست وولادها».. هكذا اختتم بطل الزاوية حديثه. الشيخ يوسف والد جهاد التقط طرف الحديث قائلا «ابني جهاد فيه جينات بطولة من زمان»، مضيفا «من 3 سنين كان شغال معايا في الألومينتال وكانت السقالة بها عدد من العاملين اختل توازنها وكادت تقع بهم وهم على ارتفاع 4 أدوار فأسرع جهاد ناحيتهم ووضع جسمه أسفل السقالة ورغم الحمل الثقيل للسقالة فإنه استطاع حملها في ثوان، حتى نزل العمال من السقالة وانهار بعدها». يقول الطفل «محمد» إنه كان يلعب مع أخته «نورا» في البلكونة وكانت والدته بجواره تنشر الغسيل فاشتمت رائحة غريبة فنادت على والدها وأخبرته بوجود الرائحة فقال لعلها الشيشة ولم يبال بتلك الرائحة وبعد دقائق ظهر الكثير من الدخان، مصدره غرفة مغلقة بها منقولات فهرعت الأم للسيطرة على النيران لكنها لم تستطع فجلبت ولديها وأعطتهما لجارتها وقالت لهما «اطلعوا واقفلوا على نفسكم».