تعرضت شبكة الكهرباء في فنزويلا في الأسبوع الماضي لعملية تخريب، تسببت في انقطاع الكهرباء عن معظم أنحاء البلاد، والآن تواجه البلاد أزمة أخرى متمثلة في نقص إمدادات المياه. في 8 مارس الجاري تعرضت محطة "جوري" للطاقة الكهرومائية، المسؤولة عن إمداد فنزويلا بأكثر من 70% من الطاقة الكهربائية، لهجوم إلكتروني، تسبب في انقطاع الكهرباء عن معظم أنحاء البلاد، الأزمة لم تتوقف هنا حيث تسبب انقطاع الكهرباء في تعطل العديد من المرافق الحيوية، على رأسها محطات رفع المياه، الأمر الذي أدى إلى انقطاع المياه عن 5.5 مليون مواطن فنزويلي في العاصمة كاراكاس، واضطروا للجوء إلى استخدام مياه النهر غير النظيفة، وأصبحت المياه التي كانت غير منتظمة في الأساس، نادرة الوجود في معظم أنحاء البلاد، وسط حالة من فقدان الأمل في تحسن الأمور قريبا. وأشارت شبكة "بلومبرج" الأمريكية إلى أن كاراكاس التي تقع على ارتفاع 900 متر فوق سطح البحر، تحصل على المياه من محطات رفع المياه من أحد الأنهار. ويقول نوربيرتو باوسون، مدير المنشآت السابق في شركة المياه القومية في فنزويلا "هيدرو كابيتال"، إن هذه المحطات تعتمد على محطة كهرباء بطاقة تصل إلى ألفي ميجاوات. وأضاف وأشارت شبكة "بلومبرج" الأمريكية إلى أن كاراكاس التي تقع على ارتفاع 900 متر فوق سطح البحر، تحصل على المياه من محطات رفع المياه من أحد الأنهار. ويقول نوربيرتو باوسون، مدير المنشآت السابق في شركة المياه القومية في فنزويلا "هيدرو كابيتال"، إن هذه المحطات تعتمد على محطة كهرباء بطاقة تصل إلى ألفي ميجاوات. وأضاف باوسون "أنه بعد انقطاع التيار الكهربائي، لم تتم إعادة تشغيل أنظمة الطاقة الموجودة في هذه المحطات بعد"، مشيرا إلى أن "إمدادات المياه بالمدينة معرضة للخطر". وتعد أزمة الكهرباء، بالإضافة إلى أزمة المياه الآن، اختبار صعب لقبضة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على مقاليد الحكم في البلاد. في الوقت الذي يسعى فيه زعيم المعارضة خوان جوايدو، إلى إسقاط مادورو، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، المليئة بالانتهاكات. «هجوم إلكتروني».. فنزويلا تتهم أمريكا بقطع الكهرباء ويعتمد جوايدو، الذي نصّب نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد، وحظي باعتراف أمريكا والاتحاد الأوروبي، على الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد بعد ست سنوات من حكم مادورو. حيث تعاني البلاد من تضخم هائل في عملتها، تسبب في نقص المواد الغذائية والأدوية، ودفع العديد من السكان إلى الفرار خارج البلاد، كما وصلت البنية التحتية في فنزويلا إلى مستوى غير مسبوق من التردي. امتيازات الجيش أشارت الشبكة الأمريكية إلى أن شبكة المياه، التي تعاني منذ سنوات، كانت على حافة الانهيار خلال الأشهر الماضية. حيث يسيطر الجيش الفنزويلي، الذي يحظى بامتيازات اقتصادية كثيرة منحها له مادورو، على مصادر المياه التي تعد مصدرا هاما للربح، خاصة مع جفاف الآبار، وضعف شبكة توزيع المياه، واضطرار المواطنين القادرين إلى شراء المياه. بعد العقوبات الأمريكية.. ما مصير النفط الفنزويلي؟ إلا أن الوضع اختلف الآن، حيث أصبحت مصادر المياه النظيفة شحيحة، حيث قال نوربيرتو باوسون إن تجاهل أعمال الصيانة تسبب في توقف محطات الطاقة الموجودة في السدود المحيطة بالعاصمة كاراكاس عن العمل، بالإضافة إلى أنظمة توزيع المياه في جميع أنحاء البلاد التي تعتمد على شبكة الكهرباء القومية، التي ما زالت متوقفة عن العمل منذ الأسبوع الماضي، وسط فشل جميع المحاولات لحل الأزمة. مياه غير نظيفة وفي مشهد أصبح معتادا، كان رجل عجوز يسحب عربة عليها ثلاثة براميل بلاستيكية من الماء على طريق سريع رئيسي بالقرب من حي سانت أوجسطين في الجزء الغربي من كاراكاس، يوم الإثنين، وفي الطريق المقابل ركض طفلان نحيفان يحملان حاويتين بلاستيكيتين فارغتين للوصول إلى طابور طويل من الناس الذين جاءوا للحصول على المياه من أنبوب مكسور يسرب المياه إلى نهر "جوير" الملوث. "بلومبرج" نقلت المشهد من هناك، حيث تدافع الناس لملء الحاويات، بالقرب من النهر الصغير الذي يمر عبر العاصمة، حيث كانت الرائحة مزعجة. حيث قال العديد من السكان إنهم اضطروا إلى ذلك بسبب انقطاع المياه العذبة منذ الأسبوع الماضي، وأكد بعضهم "نعلم أننا لن نستطيع شرب هذه المياه، ولكن يمكن استخدامها في الاستحمام". تظاهرات وانقطاع الكهرباء.. أزمة فنزويلا تشتعل وفي مكان قريب، خرج السكان الغاضبون إلى الشوارع في مظاهرات عفوية، عطلت حركة المرور في أحد شوارع المدينة الرئيسية، وهم يقرعون على الحاويات الفارغة ويطلقون الهتافات. في الوقت نفسه نزل المئات من سكان الأحياء الفقيرة في التلال القريبة، وهم يهتفون "نريد الماء والكهرباء"، ولم يمر وقت طويل قبل أن تظهر قوات الحرس الوطني لتفريق المتظاهرين.