الفيلم عن قصة حياة الملكة المصرية شجرة الدر زوجة الملك الصالح أيوب في زمن المماليك، والعمل يعتبر أول فيلم تاريخي ناطق تُنتجه السينما المصرية. السينما بدأت في مصر مع بداية القرن العشرين من خلال الأفلام القصيرة التسجيلية، مثل تصوير المصور "بروميو" لميدان القناصل بالإسكندرية وعرضه بدار سينما لوميير في 20 يونيو 1907، ولكن الأفلام الروائية لم تظهر إلا بعد نحو 10 أعوام في سنة 1917، حيث أنتجت الشركة السينمائية المصرية - الإيطالية، فيلمين هما "الشرف البدوي" و"الأزهار القاتلة" للمخرج والممثل الرائد محمد كريم، وكانت السينما لا تزال صامتة، حتى جاء عام 1932، وعُرض "أولاد الذوات" أول فيلم مصري ناطق، من بطولة يوسف وهبي وأمينة رزق. مرت نحو 3 أعوام، حتى بدأت المنتجة المصرية ذات الأصل اللبناني آسيا داغر، بإنتاج أول فيلم تاريخي ناطق في تاريخ السينما المصرية، من بطولتها مع ماري كوين عن رواية الكاتب اللبناني جورجي زيدان، وهو فيلم "شجرة الدر" تمثيل وإخراج أحمد جلال، وجاء عرضه بمناسبة عيد الأضحى المبارك، في تاريخ 26 فبراير 1935، بسينما مرت نحو 3 أعوام، حتى بدأت المنتجة المصرية ذات الأصل اللبناني آسيا داغر، بإنتاج أول فيلم تاريخي ناطق في تاريخ السينما المصرية، من بطولتها مع ماري كوين عن رواية الكاتب اللبناني جورجي زيدان، وهو فيلم "شجرة الدر" تمثيل وإخراج أحمد جلال، وجاء عرضه بمناسبة عيد الأضحى المبارك، في تاريخ 26 فبراير 1935، بسينما حديقة الأزبكية. الفيلم عن قصة حياة الملكة المصرية شجرة الدر زوجة الملك الصالح أيوب في زمن المماليك، وهي المرأة التي أركعت الصليبيين، والملقبة ب"عصمة الدين"، خوارزمية الأصل، وقيل إنها أرمينية، كانت جارية اشتراها السلطان الصالح نجم الدين أيوب، وحظيت عنده بمكانة عالية حتى أعتقها وتزوجها وأنجبت منه ابنها "خليل". وتدور الأحداث في القرن الثالث عشر الميلادي، حيث تستحوذ الجارية التركية "شجرة الدر على قلب الملك الصالح (يُجسده أحمد جلال)، فيتزوجها لتتدخل في شؤون البلاد وترسم وتخطط المكائد عند نشوب الحرب ضد الصليبيين، يموت الملك أثناء الحرب فتُخفى خبر موته حتى لا يهتز الجند في المعركة وتظل تحكم وتأمر باسمه حتى يتم النصر، ثم بعدها تعلن خبر موته. يجيء ابنه من زوجته الأولى ويُدعى "طوران شاه" ليحكم خلفًا لأبيه، وهو لا يحب شجرة الدر، لكن عز الدين أيبك كبير المماليك (يُجسده عبد الرحمن رشدي) يؤيد شجرة الدر، فيقتل طوران شاه مع رجاله، وتتزوج شجرة الدر من أيبك، وتتوج ملكة على عرش مصر، إلا أنها تجد عز الدين يمثل عقبة لها في الحكم فتؤجر من يقتله. تعود "سلامة" زوجة عز الدين أيبك الأولى (تُجسدها ماري كويني)، كي تنتقم من شجرة الدر (تُجسدها آسيا داغر)، تراسل الخليفة في بغداد كي يصدر أمره بخلع شجرة الدر، فيوفد الخليفة رسوله، وتخلع المرأة نفسها عن العرش، وتستطيع "سلامة" شراء حراس شجرة الدر لتنفرد بها وتقتلها في عقر ملكها، وتكون نهاية شجرة الدر التي بقى اسمها في أوراق التاريخ. واشترك في "شجرة الدر"، حسبما جاء في الإعلان عن الفيلم في مجلة "سينيه إيماج" الفرنسية، أكثر من ألف شخص، ما استدعى بناء مدينة أيوبية الطراز وسط الصحراء، وكان الفيلم ضخم الإنتاج بمقاييس زمنه، وتم توزيعه إلى سوريا وفلسطين. وأحداث فيلم "شجرة الدر" بها جزء كبير بعيد عن الحقيقة التاريخية التي تحمل الدراما أكثر مما تحتمل رواية جرجي زيدان، ف"شجرة الدر" تولت عرش مصر في وقت حرج كانت تتعرض فيه الدولة لغزو صليبي، لكنها أدارت الدولة بحنكة ودهاء، واستطاعت أن تضع الصليبيين في المصيدة بمعركة المنصورة الشهيرة، ولم ينج منهم أحد، وأسرت ملكهم لويس التاسع، ثم تنازلت عن العرش لزوجها الملك المعّز عز الدين أيبك الذي انقلب عليها بعد إحكام قبضته على الحكم، وأقدم على خطوة الزواج من ابنة صاحب الموصل بدر الدين لؤلؤ. قررت "شجرة الدر" الانتقام منه، وقتلته بالقلعة ضربًا داخل الحمام، وبعد أن عُرف الخبر، ألقى المماليك القبض عليها وحملوها إلى امرأة أيبك الأولى، وأمرت الأخيرة جواريها بالتخلّص من شجرة الدر وتم ذلك بعد أيام قليلة من وفاة الملك المعّز، وقامت الجواري بضربها بالقباقيب على رأسها حتى فارقت الحياة ومن ثمّ رميت جثتها من فوق سور القلعة، ولم تُدفن إلا بعد أيام من مقتلها، وظلت عارية في أحد خنادق القلعة حتى تمّ دفنها فى ضريحها القائم في أحد مساجد قسم الخليفة بالقاهرة. ورغم القلة الشديدة لرصيد السينما المصرية من الأفلام التاريخية منذ بدايتها بالنسبة لإجمالي إنتاجها من الأفلام الروائية، إلا أن هذه النسبة ذاتها كانت متركزة في فترة مبكرة من تاريخ السينما تضاءلت وتقلصت حتى تعتبر قد تلاشت تمامًا مع مرور الوقت، فلا نجد من سنوات طويلة مضت فيلمًا تاريخيًا بمعناه وإنتاجه الحقيقي الكبير والصدى اللائق والجودة العالية.