لم يكن استمرار احتجاجات السترات الصفراء في صالح الحركة الشهيرة التي غزت شوارع باريس على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، كما أنها استعادت شعبية ماكرون المفقودة لم تكن التغطية الإعلامية والتقارير المتلاحقة بشأن تظاهرات السترات الصفراء في فرنسا أمرا داخليا، خاصة بعد أن وصلت أصداؤه إلى العالم أجمع، وتحديدًا في أعقاب اشتعال المواجهات وعمليات التخريب في شوارع العاصمة الفرنسية باريس. وعلى الرغم من الأزمة السياسية التي عاشتها فرنسا لثلاثة أشهر على الأقل، فإن الأوضاع الحالية قد تشير إلى انتصار الرئيس إيمانويل ماكرون على السترات الصفراء، وذلك بعد أن انخفضت شعبية الحركة التي غزت شوارع باريس على مدى الأشهر القليلة الماضية. مجلة بوليتيكو الأمريكية، ألقت الضوء على الأوضاع الجارية في فرنسا، للوقوف على الطرف الذي خرج منتصرًا من الأزمات السياسية التي مرت بالبلاد على مدى ثلاثة أشهر تقريبًا. هل انتصرت «السترات الصفراء» على ماكرون؟ وأعطت بعض العوامل مثل الاهتمام بانتخابات البرلمان الأوروبي ومدى ترحيب الفرنسيين بالتظاهرات، مجلة بوليتيكو الأمريكية، ألقت الضوء على الأوضاع الجارية في فرنسا، للوقوف على الطرف الذي خرج منتصرًا من الأزمات السياسية التي مرت بالبلاد على مدى ثلاثة أشهر تقريبًا. هل انتصرت «السترات الصفراء» على ماكرون؟ وأعطت بعض العوامل مثل الاهتمام بانتخابات البرلمان الأوروبي ومدى ترحيب الفرنسيين بالتظاهرات، مؤشرًا واضحًا لمعرفة الطرف المنتصر سياسيا، وهو الأمر الذي أظهرته استطلاعات الرأي في فرنسا. وأفاد استطلاع للرأي نشر، مساء أمس الإثنين، أن غالبية الفرنسيين يريدون أن تنتهي احتجاجات السترات الصفراء، مما يدل على زيادة شعبية الرئيس إيمانويل ماكرون. الاستطلاع الذي أشرفت على تنفيذه مؤسسة "أدوكسا" الفرنسية، وهي مؤسسة بحثية مستقلة، أظهر أن 55% من الذين تم استطلاع رأيهم يريدون الإنهاء الفوري لتظاهرات حركة السترات الصفراء الواسعة المناهضة للحكومة، داعين إلى إنهاء احتجاجات الشوارع التي غالبًا ما كانت شاهدة على بعض مظاهر العنف خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. وتكمن أهمية نتائج الاستطلاع الفرنسي، في أنه للمرة الأولى تخسر السترات الصفراء دعم الأغلبية، حيث زاد الرفض الشعبي لها بمقدار 6% عن نتائج استطلاع الشهر الماضي. عنف ونهب وحرائق.. مظاهرات باريس تكسر حاجز «السلمية» وأظهر الاستطلاع زيادة في اهتمام الناخبين بالانتخابات البرلمانية الأوروبية المرتقبة في مايو، وهو أول اقتراع وطني منذ انتخاب ماكرون رئيسًا في مايو 2017، حيث ارتفع الاهتمام بالتصويت الأوروبي "الانصراف عن متابعة أخبار السترات الصفراء" إلى 62% في أحدث استطلاع للرأي، بعد أن كان 54% في ديسمبر الماضي، وإن كان ما زال هذا أقل بكثير من نسبة 83% التي كانت تتابع الانتخابات الرئاسية. ويشير الاستطلاع إلى تراجع الاهتمام بتصويت مايو بين المجموعات الاجتماعية والاقتصادية الأقل في فرنسا، والتي قد تؤدي -حسب ما ذكرته أدوكسا- إلى اامتناع مزيد من الناس عن التصويت، وهو ما من شأنه أن يكون في صالح حزب "لا ريبابليك إن ماركي" الذي ينتمي إليه ماكرون، ويقلل من فرص إقامة أحزاب "مناهضة للنظام". وقال جايل سليمان، رئيس المؤسسة البحثية: "يمكن للمرء أن يقول إننا نقلب صفحة السترات الصفراء.. ما يبرز هو أن قاعدة الحركة تضيق بشكل متزايد على المستوى الاجتماعي، وفي الغالب بين العمال وأولئك ذوي الدخول المنخفضة". وعلى المستوى الاجتماعي، أوضح الاستطلاع أن 72% من الفرنسيين الأكثر ثراءً يرفضون تجمعات السترات الصفراء، ويعتبرونها تهديدًا للأمن والاستقرار في البلاد. على غرار أوروبا.. «السترات الصفراء» تغزو إسرائيل ويعد عدم استقرار الأوضاع وما وصفته المؤسسة البحثية في تقريرها النهائي ب"التعب" من تظاهرات السترات الصفراء، هو السبب الرئيسي في مساعدة ماكرون على العودة إلى مستويات شعبيته ما قبل الاحتجاجات، والتي تراجعت بنسبة 6% خلال الفترة من أكتوبر وحتى ديسمبر من العام الماضي إلى 27%، حيث استعاد الرئيس معظم هذا الانخفاض، بعد أن قال 32% من المشاركين في الاستطلاع الأخير إنهم يرونه "رئيسا جيدا".