بات من المؤكد أن السترات الصفراء والأحداث التي مرت بفرنسا على مدى الشهرين الأخيرين، سيكون لها تأثيرها الخاص والواسع على الاتحاد الأوروبي في العام المقبل. لم تكن الاحتجاجات الفرنسية الأخيرة، والتي قادتها "السترات الصفراء" منحصرة التأثير داخل المشهد السياسي في بلادها فقط، بل كان لها آثار واسعة على المستوى الأوروبي، خاصة أنه مُقدم على استحقاق ديمقراطي هام خلال العام المقبل. ومن المتوقع أن يمتد تأثير الاحتجاجات الفرنسية إلى الاتحاد الأوروبي بأكمله خلال العام المقبل، وهو الأمر الذي بات مسؤولو بروكسل على دراية كاملة به خلال الفترة الماضية، الأمر الذي دفعهم للتواصل بشكل مكثف مع باريس للوقوف على مستجدات الموقف. وتعتبر فرنسا عنصرًا أساسيًا للاستقرار بين دول الاتحاد الأوروبي، غير أن مساعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لقمع الثورة المتنامية ضد قيادته، قد تهدد هذا الاستقرار الأوروبي في عام 2019، حسب ما جاء في صحيفة إكسبريس البريطانية. احتجاجات السترات الصفراء.. الشعب VS الحكومة وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التوتر وتعتبر فرنسا عنصرًا أساسيًا للاستقرار بين دول الاتحاد الأوروبي، غير أن مساعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لقمع الثورة المتنامية ضد قيادته، قد تهدد هذا الاستقرار الأوروبي في عام 2019، حسب ما جاء في صحيفة إكسبريس البريطانية. احتجاجات السترات الصفراء.. الشعب VS الحكومة وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التوتر انتقل إلى قادة الاتحاد الأوروبي بعد أن أدت الخطط الجديدة التي أعلنها ماكرون لزيادة الحد الأدنى للأجور إلى عجز الميزانية بنسبة 3.2 %، بدلاً من 2.8 % كما كان متوقعًا في فرنسا. وقد وعدت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية لبروكسل، بمراقبة التطورات في الميزانية الفرنسية بعناية، حيث يحاول الساسة في بروكسل مراقبة تأثير الإجراءات التي اتخذها ماكرون على سير الخطط الاقتصادية العامة. تدخل إيطالي ووعدت الكتلة الأوروبية "بمراقبة تأثير الإجراءات الأخيرة التي أعلن عنها الرئيس الفرنسي عن كثب، وذلك للتدخل -إذا لزم الأمر- لتفادي أي خلل قد يطرأ على خطط باريس لمواجهة عجز الموازنة والتمويل". وأكد بيير موسكوفيتشي مفوض الشؤون الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي: "نحن على اتصال دائم مع السلطات الفرنسية". وتنص القواعد المالية الصارمة للكتلة على أن لا يتجاوز إنفاق أعضاء منطقة اليورو عجزًا بنسبة 3%، وهي قاعدة غالبا ما تنتهكها فرنسا. تحذيرات العزلة تُعيد إيطاليا لأحضان الاتحاد الأوروبي التأثير السياسي المحتمل على أوروبا قد تبدأ شرارته من إيطاليا، والتي ترى أن ظروف فرنسا الاقتصادية في 2019 قد تعمل لصالح توجهاتها العامة للميزانية، التي أثارت حالة من الجدل طيلة الأشهر الست الماضية، حيث أكد رئيس الوزراء الإيطالي جيوسيبي كونتي أن حركة "السترات الصفراء" ربما تكون قد ساعدت نضال حكومته ضد بروكسل بسبب ميزانيتها لعام 2019. وقد هددت اللجنة بتغريم إيطاليا لخططها الخاصة بالإنفاق، والتي تعمل وفقًا لمبادئ تخلق عجزًا أقل من خطط ماكرون الجديدة. وقال كونتي لصحيفة "كوريري ديلا سيرا" الإيطالية إن "حركة الاحتجاج الفرنسية كان من الممكن أن تؤثر على هدنة إيطاليا مع بروكسل، حتى وإن كان من الصعب تحديد حجمها". الانتخابات الأوروبية وبات من المؤكد أن السترات الصفراء ستلقي بظلالها خلال انتخابات البرلمان الأوروبي عام 2019، خاصة بعد إعلان الحزب الشيوعي الفرنسي عن خططه لطرح مرشحين من "السترات الصفراء" على قائمته الخاصة بالانتخابات. وقال فابيان روسيل، السكرتير العام للحزب: "سيكون هناك ممثلون للنقابة في القائمة الأوروبية.. وستكون السترات الصفراء بينهم". السترات الصفراء وتنحى ميركل.. قضايا شغلت العالم وأضاف: "لا يمكننا الخوض في الانتخابات الأوروبية دون الأخذ بعين الاعتبار ما حدث في الأسابيع القليلة الماضية". وكشف استطلاع للرأي تم إجراؤه مؤخرًا أن 13% من المستجيبين الفرنسيين سيصوتون لصالح قائمة افتراضية "للسترات الصفراء" خلال انتخابات مايو 2019. ومن المتوقع أن يكون التأثير السياسي للسترات الصفراء في أوروبا هو الأبرز، خاصة إذا ما كانت ضمن الترشيحات الرئيسية للأحزاب الفرنسية.