لم تكن تجربة الأخوين مهيب في التليفزيون المصري الأولى في تاريخ الرسوم المتحركة، إلا أنها أصبحت التجربة المصرية الأم وتفرعت منها استوديوهات التحريك في الوطن العربي في مدينة السويس في 23 فبراير 1930، ولد الفنان حسام الدين مهيب، رائد تصوير وإخراج الرسوم المتحركة والخدع السينمائية في مصر والوطن العربي، مؤسس ورئيس قسم مراقبة الرسوم المتحركة بالتليفزيون المصري، وتلاه بنحو 5 أعوام شقيقه ورفيق رحلة كفاحه علي مهيب، في 26 مارس 1935. تبلورت بين أصابع حسام منذ الصغر موهبة الرسم وأصبحت ظاهرة يتميز بها بين أقرانه وأصدقائه وزملائه في مدرسة النيل الثانوية بالقاهرة، وكان أمله الالتحاق بمدرسة الفنون الجميلة بالزمالك (كلية الفنون الجميلة حاليًا)، لكن منعه رفض الأسرة ونظرة المجتمع آنذاك لفنون الرسم والتمثيل والتصوير. الهواية التحق حسام مهيب بكلية الحقوق بجامعة فاروق الأول، وزامل الشاعر صلاح جاهين، وسليمان جميل شقيق المطربة فايدة كامل ومغنية السوبرانو أميرة كامل، والموسيقار بليغ حمدي، وفي هذا الوقت أنهى شقيقه علي مهيب دراسته بالتوفيقية الثانوية وأحب هواية الرسم من أخيه الأكبر، فوافق الوالد على التحاقه بمدرسة الفنون الهواية التحق حسام مهيب بكلية الحقوق بجامعة فاروق الأول، وزامل الشاعر صلاح جاهين، وسليمان جميل شقيق المطربة فايدة كامل ومغنية السوبرانو أميرة كامل، والموسيقار بليغ حمدي، وفي هذا الوقت أنهى شقيقه علي مهيب دراسته بالتوفيقية الثانوية وأحب هواية الرسم من أخيه الأكبر، فوافق الوالد على التحاقه بمدرسة الفنون الجميلة، حتى لا تتكرر مأساة ابنه الأكبر. بدأ الأخوان حسام وعلي مهيب مرحلة التجارب على نفقتهما الخاصة لإشباع هوايتهما المشتركة في مجال الرسوم المتحركة، وكانت أول تجربة للأخوين عام 1958، مع المصور الهاوي الصاغ عدلي الشريف، حيث تجمعت رغبات الثلاثة معا، "علي" يقوم بالرسم، و"عدلي وحسام" يقومان بالتصوير، واحتوت هذه التجربة على تصوير موضوعات بدائية، وتحريك العملات المعدنية إلى لقطات تحريك مرسومة للملك السابق فاروق، ومن هنا جاء أول فيلم رسوم متحركة مصري تحت عنوان "سقوط الملك فاروق"، وكانت مدته ثلاث دقائق عام 1960. التليفزيون تغير مسار الأخوين، عمل حسام مهيب في موقع متميز في وزارة الخارجية، وعمل علي مهيب مُعيدًا بكلية الفنون الجميلة، ثم حدثت تجربة لحسام كان تأثيرها جوهريًا في تغيير مسارهما مجددًا، فحينما بدأ التليفزيون المصري إرساله من قصر عابدين سنة 1960 كان هناك من الرواد القليلين الذين تحملوا مسؤولية هذه البداية، وكان أول ظهور لحسام ليس كفنان رسوم متحركة وإنما كممثل في عدد من الأدوار الثانوية في حلقات مسلسل "سي جمعة"، فاكتسب خبرات لما يجري أمام الكاميرا وخلفها. وفي 13 مايو 1961، دخل الأخوان مهيب مبنى التليفزيون بناءً على اختيار المهندس صلاح عامر رئيس التليفزيون وبموافقة الدكتور عبد القادر حاتم وزير الإعلام، كما طلب الأخير إرسال حسام مهيب في بعثات إلى البلاد المتقدمة في مجال التحريك خارج مصر. وفي عام 1962، ولدعم قسم الرسوم المتحركة برئاسة حسام مهيب في التليفزيون، تم توفير ثاني كاميرا أوكسبري في العالم، والتي اختُرعت في ألمانيا سنه 1957 واستُخدمت لأول مرة في استوديوهات ديزني Walt Disney الأمريكية، وأتقن حسام مهيب استخدامها واحترف توظيف إمكاناتها، وبدأ التصوير على يده كادر كادر يدويًا، واشترك في العمل مجموعة من الفنانين الشباب تحت إشرافه، ومن هنا تحققت لمصر الريادة في التصوير باستخدام الكاميرا الأوكسبري في العالم العربي وإفريقيا. وفي نفس العام حقق حسام مهيب أكبر اختبار للكاميرا من خلال فيلم الكرتون "الخط الأبيض" من بطولة نيللي وماهر العطار، وحقق العمل بمدته "22 دقيقة" للسينما المصرية إنجازات لأول مرة في تاريخها، وقام المهندس محمد مهيب، الأخ الأصغر للأخوين، بتصميم ديكورات الفيلم، واشتركت في التصوير السيدة حفيظة الطوبجي زوجة حسام مهيب، والفنان فهمي عبد الحميد، وقام بالتلحين المُلحن الراحل سيد مكاوي والفنان حلمي بكر، وحاز الفيلم على الجائزة الأولى الذهبية في المهرجان الدولي للتليفزيون بالإسكندرية سنة 1965. وعلى مدى 6 سنوات في التليفزيون المصري، قدّم الأخوان مهيب الكثير من الأعمال والبرامج الناجحة، ومنها: "مقدمة برنامج نافذة حول العالم، خمس خمسات، أمس واليوم، حكاية سبعمائة مصنع، ناس فوق وناس تحت، العسكري والحرامي، فوازير رمضان للقناتين المصريتين الأولى والثانية، برنامج الرسم تحت الكاميرا، برنامج تسالي" وغيرها. وفي عام 1966، سافر حسام مهيب في بعثة من التليفزيون المصري إلى تشيكوسلوفاكيا وألمانياالغربيةوإنجلترا، لدراسة أحدث التقنيات في التصوير والرسوم المتحركة، وكان حريصًا على أن ينقل خبراته ومشاهداته ومحاضراته إلى أخيه في القاهرة من خلال مراسلاته الأسبوعية، وفي إنجلترا تعرف على المهندس بيتر نلسن Peter Neilson أحد أكبر مُصنعي المعدات السينمائية في العالم وأحد مالكي شركة نلسون هورديل المحدودة لإنتاج الرسوم المتحركة. ولم تكن تجربة الأخوين مهيب في التليفزيون المصري الأولى في تاريخ الرسوم المتحركة، إلا أنها أصبحت التجربة المصرية الأم وتفرعت منها استوديوهات التحريك، حيث استوديو مصر ثم مدينة السينما ثم كثير من الاستوديوهات الأهلية المتميزة، وكذلك الاتجاه إلى تدريس مادة الرسوم المتحركة بالكليات، وتم تكريم حسام وعلي مهيب بوضع اسميهما في لوحة شرف التليفزيون المصري. استوديو مهيب وبعد تطور خبرات الأخوين، أسسا الاستوديو الخاص بهما في منتصف الستينيات، وكان أول استوديو رسوم متحركة في مصر والعالم العربي، وتحمل حسام مهيب مسؤولية الإدارة والتعامل الخارجي للاستوديو وتصنيع الكاميرات والتصوير، أما الجانب الفني والرسوم فكان مسؤولية شقيقه علي مهيب، وكانت معظم الشركات تنفذ إعلاناتها بالرسوم المتحركة في استوديو مهيب، ولهذا استقطبت واحتكرت وكالة الأهرام للإعلان أعمال الاستوديو مهيب وعينت كلا من "حسام وعلي" مستشارًا فنيًا للوكالة، واقترن اسمهما بالأهرام لفترة طويلة. وقد تعامل حسام وعلي مهيب مع كثير من الموسيقيين والمخرجين، منهم الموسيقار محمد الموجي والموسيقار سيد مكاوى والموسيقار عبد الرحمن المصري والموسيقار عمار الشريعي، كما تعاملا مع الفنانة صفاء أبو السعود والفنان محمد منير والشاعر عبد الوهاب محمد والمخرجين نيازي مصطفى، وعاطف سالم الذي أسند إلى حسام مهمة عمل خدع فيلم "النمر الأسود". وقام استوديو مهيب بعمل مقدمات العديد من الأفلام، ومنها: "الثلاثة يحبونها، الخائنة، 3 لصوص، تفاحة آدم، أخطر رجل في العالم، المخربون، السمان والخريف"، كما أنتج العديد من الإعلانات، ومنها إعلان "معلش" الذي غناه الفنان محمد منير، وإعلان الجبنة المثلثات الذي جعل المصريين يُطلقون عليها "نستو"، كما قدّم الاستوديو العديد من الأفلام القصيرة، وأشهرها "السويس 73"، وتقاسم الأخوان مهيب بطولة هذا الفيلم، وحصل الفيلم على جوائز كثيرة في الإخراج والتصوير والصوت. الغياب وتربع الأخوان مهيب على عرش الرسوم المتحركة وعرش الإعلانات منذ بداية الستينيات وحتى أواخر الثمانينيات، وتتلمذ على يديهما أجيال من أبناء وتلاميذ استوديو مهيب، ومنهم: محمد حسيب، فهمي عبد الحميد، رؤوف عبد الحميد، رضا جبران، فايزة حسين، الدكتورة منى أبو النصر، ستالين الرملي، وغيرهم، وتم انتخاب حسام مهيب سنة 1979 عضوًا في جمعية التصوير والصوت والتليفزيون في لندن، ومُنح شهادة تكريم من نقابة المهن السينمائية بعد وفاته في 26 مايو 1996، وتوفى أخوه علي مهيب في 26 سبتمبر 2010، وأُغلق استوديو مهيب تماما بعد وفاتهما.