على الرغم من أن الفنان عبد المنعم مدبولي قدم الكثير من الأعمال الناجحة والأدوار المميزة، فإن مسلسل «أبنائي الأعزاء.. شكرا» يعد الأشهر فى مشواره، بشخصية «بابا عبده» «كان فيه واد اسمه الشاطر عمرو.. وكمان كان فيه جدو بشنبات.. في ميعاد الأكل بأمر سي عمرو.. جدو يقعد يحكى حكايات.. فيه قرد نبيه.. صاحبه يناديه.. يجي يلبيه يديه في ايديه طبلة وراية.. طبلة وراية؟.. وساعات تلاقيه يعملك إيه.. ديله يلويه يتشعلق بيه على الشجراية.. وكمان يقدر يمشي على السلك.. ولا أحسن بلياتشو في السيرك.. وده كله عشان متغذي تمام ولا عمره بيرفض أي طعام»، هذه الكلمات كتبها سيد حجاب ولحنها عمار الشريعي وغناها عبد المنعم مدبولي مع الطفل وليد يحيى، والتي نالت شهرة واسعة، وأصبحت إحدى العلامات المميزة لمسلسل «أبنائي الأعزاء.. شكرا». عرض مسلسل «أبنائي الأعزاء.. شكرا» لأول مرة فى رمضان 1979، وحقق نجاحا كبيرًا ونال شهرة واسعة فى مصر والوطن العربي، ومع إعادة عرضه على قناة صدى البلد دراما، نكشف أسرار وكواليس العمل الذي كتبه عصام الجمبلاطي وأخرجه محمد فاضل، والذي مر على عرضه 40 عاما. اشتهر المسلسل باسم «بابا عبده» عرض مسلسل «أبنائي الأعزاء.. شكرا» لأول مرة فى رمضان 1979، وحقق نجاحا كبيرًا ونال شهرة واسعة فى مصر والوطن العربي، ومع إعادة عرضه على قناة صدى البلد دراما، نكشف أسرار وكواليس العمل الذي كتبه عصام الجمبلاطي وأخرجه محمد فاضل، والذي مر على عرضه 40 عاما. اشتهر المسلسل باسم «بابا عبده» الشخصية التي لعبها الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي، وأجادها حتى أصبحت علامة مميزة في أذهان المشاهدين، يتناول «أبنائي الأعزاء.. شكرا» رحلة الأب الذي تجاوز الستين من عمره، ولديه أربعة أبناء، استطاع أن يصل بهم جميعًا إلى مراكز مرموقة في المجتمع، الصحفي، والطبيب والمهندس والابنة الصغرى التي تواصل تعليمها، بعد أن توفيت زوجته. فقد رفض الزواج من امرأة أخرى، وقرر أن يعيش حياته لهم، ولكنه يتفاجأ أن هذه التضحية لم تكن كفيلة لأن يهتم أبناؤه به بعد خروجه على المعاش، فكيف وقد أصبح لكل واحد فيهم حياة ومستقبل يحلم ببنائه، ويسلط المسلسل الضوء على جحود الأبناء، خاصة حين يتعرض الأب للمرض ولم يجد من يقف بجواره سوى ابنته الصغيرة. ونجح الكاتب عصام الجمبلاطي فى أن يوصل رسالة إلى الأبناء والأهالي فى تلك الفترة، أن العلاقة بين الآباء والأبناء لا بد وأن تظل قائمة ودافعها إنساني ومعنوي، إذ نجد أن الأبناء فى النهاية يكتشفون أنهم ابتعدوا عن أبيهم، وأنهم لا يزالون بحاجة إلى حنانه ونصيحته فى الحياة، وتعلق الجمهور ب«بابا عبده» شخصية الأب الحنون الذي ضحى بنفسه من أجل أبنائه. وتقول ابنة الراحل عبد المنعم مدبولي (أمل) فى لقاء سابق لها، «كل الأعمال التي قدمها والدي كانت تحمل جزءا من شخصيته الحقيقية، وكان يشبه فى حنانه شخصية (بابا عبده) في مسلسل أبنائى الأعزاء شكرا، لكنه لم يكن سلبيا مثله، وكانت شخصيته قوية». كان مسلسل «أبنائي الأعزاء شكرا» فرصة كبيرة لجميع من شارك فيه يحيى الفخراني، وصلاح السعدني، وزيزي مصطفى، وفاروق الفيشاوي، وآثار الحكيم ومحمود الجندي، حيث نجح المخرج محمد فاضل في تقديم توليفة أسرية متكاملة، عكست مدى قيمة الترابط الأسري، فقد أصبح أبطاله من نجوم الصف الأول. وما لا يعلمه البعض أن الفنان خالد زكي، كان في البداية هو المرشح الأول لدور (ماجد) الابن الأصغر لبابا عبده، الذي قدمه الفنان فاروق الفيشاوي، والذي فتح له الباب التمثيل على مصراعيه، ولكن خالد اعتذر عنه رغبة منه فى تغيير جلده، والابتعاد عن أدوار الشر، وقال «خالد» فى لقائه مع برنامج «واحد من الناس»، إنه اعتذر للمخرج محمد فاضل، الذي نصحه بالتفكير، ولكنه اعتذر له مرة ثانية، لافتا إلى أن الدور كان فاتحة خير على الفيشاوي، مؤكدا أنه ندم كثيرا لرفضه هذا الدور، لأنه كان سيختصر عليه نحو 10 سنوات إذا كان قد قبله. فيما قالت الفنانة آثار الحكيم عن دور (عفاف) الابنة الصغرى للفنان عبد المنعم مدبولي، أنه كان بمثابة شهادة ميلاد فنية لها، وفتح لها الأبواب المغلقة وشاركت من بعده في الكثير من الأعمال الدرامية المتميزة، وتحدث محمود الجندي عن كواليس التصوير، مؤكدا أنه كان أول مسلسل يقدمه فى رمضان، وكان يتم تصوير الحلقة قبل إذاعتها بيوم واحد، وأنهم كانوا جميعا أسرة واحدة داخل لوكيشن التصوير يتناولون الإفطار والسحور معًا، ومن المواقف التي لا ينساها أنهم اضطروا فى أحد أيام رمضان الإفطار من أجل تصوير مشهد كان به إفطار، وكان الفجر قد أذن؛ فاضطروا لذلك، لأن الحلقة ستذاع فى اليوم التالي وليس هناك فرصة لتصوير المشهد في وقت آخر. وبعد عرض «أبنائي الأعزاء.. شكرا»، قابل الرئيس محمد أنور السادات، الفنان عبد المنعم مدبولي خلال حفل أكاديمية الفنون، ومنحه شهادة تقدير عن هذا العمل، وقال «السادات» له: «كنت أتابع المسلسل وألغي أي ارتباطات لأشاهده في موعده، وكنت أسجله لأشاهده مرة أخرى». ويبقى مسلسل «أبنائي الأعزاء.. شكرا» أو «بابا عبده» واحدا من أهم الأعمال الدرامية التي قدمت فى السبعينيات وتركت بصمة مميزة، والتي لا تزال تحظى باهتمام كبير من قبل المشاهدين فور إعادة عرضها.