فى عام 1979، استطاع المخرج محمد فاضل، تقديم عمل درامى يعكس مدى وفاء الأب لأسرته، وتأثير ذلك فى أولاده، فصورها ضمن مسلسل حمل اسم «أبنائى الأعزاء شكرًا»، ليحقق نجاحا غير مسبوق، ويظل عالقا بأذهان جمهوره الذى ما زال يشاهده ويتابع حلقاته عند عرضها باهتمام شديد رغم زخم الأعمال الدرامية التى يتم إنتاجها. أحداث المسلسل دارت فى إطار اجتماعي، شارك فى بطولته العديد من الفنانين على رأسهم الفنان القدير عبدالمنعم مدبولى الشهير ب «بابا عبده»، والفنان يحيى الفخرانى والذى جسد دور «رأفت» الابن الأكبر لبابا عبده، وزيزى مصطفى التى جسدت دور «بدرية» زوجة رأفت التى كانت تشعر بضيق شديد عند ذهاب بابا عبده إلى منزلها للجلوس برفقة نجله، والطفلة مريم الحسينى التى جسدت دور «فاتن» بنت رأفت. أما الفنان صلاح السعدنى فجسد دور «عاطف» الابن الأوسط لبابا عبده، وفاطمة مظهر جسدت دور «إيناس» زوجة عاطف، والطفل وليد يحيى فجسد دور «عمرو» ابن عاطف، أما الفنان فاروق الفيشاوى فجسد دور «ماجد» الابن الأصغر لبابا عبده، وزوجته جسدتها الفنانة مشيرة إسماعيل فى دور «سوزي»، أما الفنانة آثار الحكيم فجسدت دور «عفاف» الابنة الصغرى لبابا عبده، التى ظلت متعلقة به طوال الوقت، والتى تزوجت من «محمود» نجل عمها الميكانيكى الذى جسده الفنان محمود الجندى وهو ما عارضه أشقاؤها، لكن بابا عبده وافق على الزيجة. أما الفنانة فردوس عبدالحميد فجسدت دور «صفاء» التى كانت تعمل مع بابا عبده، وتعلقت به لدرجة كبيرة فكانت تحزن لحزنه وتفرح لفرحه، وتساعده فى تخطى كل مشاكله، وجسد الفنان رشوان توفيق دور «حمدى» زوج صفاء، كما جسد الفنان عثمان محمد على شخصية «طبيب» بابا عبده، كما ظهر الفنان عبدالله فرغلى بدور «محامى» بابا عبده، وتخللت شخصيته بعض الإفيهات الكوميدية، بالإضافة إلى مشاركته فى تأليف المسلسل بجانب عصام الجمبلاطي، وظل العديد من الجمهور يتذكر المسلسل باسم مسلسل «بابا عبده»، حيث تقمص الفنان عبدالمنعم مدبولى تلك الشخصية ببراعة فائقة، وأصبحت عالقة فى أذهان الجمهور. ودارت أحداث العمل حول شخصية «بابا عبده» الذى جاوز الستين من عمره وتمت إحالته إلى المعاش، فى الوقت نفسه يكبر أولاده ويتزوج كل منهم ويبحثون عن مستقبلهم، ومن خلال حلقات العمل ظهرت مواقف متباينة وردود أفعال مختلفة من أبنائه تجاهه بعدما عمل على تربيتهم بجد واجتهاد وصبر بعد وفاة أمهم، ولم يسمح لنفسه بالزواج من أخرى أو التفكير فى ذاته، حتى شغلوا جميعا مناصب عليا فمنهم الطبيب والمهندس والصحفى، وحتى ابنته الصغرى صمم على استكمالها لتعليمها، لكن بعد كل ذلك يكتشف الأب حقائق مختلفة، ويجد أنه يحتاج للتعرف عليهم من جديد، ويستكمل توجيههم حتى يعيشوا حياة سعيدة، خصوصا بعدما مروا بالعديد من المحن والمشكلات، ويعانى بابا عبده دائما من إهمال أولاده له، حتى عندما يتعرض للمرض، لكن صفاء تقف بجانبه طوال الوقت، إلى أن يكتشف الأبناء أنهم ابتعدوا عن أبيهم كثيرا، وأنهم فى حاجة إليه دائما كما يحتاج هو إليهم من دافع معنوى وإنسانى بحت. ونجح المخرج محمد فاضل فى تقديم مسلسل يعيش مع المشاهدين عمرا طويلا، حتى صار من الكنوز الدرامية المصرية؛ حيث أخرج حبكة درامية مترابطة بعيدًا عن الإسفاف ومشاهد العرى والألفاظ الخارجة، وعالج واحدة من أهم القضايا التى ظلت تعانى قصورا فى معالجتها حتى فى الوقت الحالى، وهى قضية الترابط الأسرى، ومدى احتياج الأب لأبنائه مهما كبروا، وأيضًا احتياج الأبناء الدائم إلى أبيهم، خصوصا إذا كان يتمتع بقدر كبير من الحكمة والإنسانية والحنان. واعتمد فاضل على الموسيقى التصويرية للعمل لإنجاحه، فكان للموسيقار الكبير عمار الشريعى دور كبير فى ذلك؛ حيث وضع ولحن موسيقى العمل، كما غنى الفنان عبدالمنعم مدبولى إحدى أغنياته ضمن حلقات المسلسل؛ حيث إنه حظى بخامة صوتية دافئة وأغانيه ظلت عالقة بذهن جمهوره.