نظمت دار الشروق حفل إطلاق كتاب «درية شفيق.. امرأة مختلفة» للكاتبة الأمريكية سينثيا نلسون، بترجمة نهاد أحمد سالم، مساء الأحد بمكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك، بحضور نخبة من المثقفين والكتاب والسياسيين وأصحاب الرأى؛ حيث سلط حفل الإطلاق الضوء على السيرة الفكرية والنضالية للدكتورة درية شفيق، رائدة الحركة النسوية فى مصر، ودورها البارز فى تاريخ الحركة النسوية المصرية. وفى كلمته تناول المهندس إبراهيم المعلم، رئيس مجلس إدارة دار الشروق، جانبًا إنسانيًا من علاقته بعائلة الدكتورة درية شفيق، قائلًا إنه عرف ابنتها جيهان رجائى، والتى كانت بطلة مصر فى السباحة، مشيرًا إلى أنه فاز فى أحد الأعوام بكأس أفضل سباح ناشئ، بينما حصلت هى فى العام نفسه على لقب أفضل سباحة ناشئة. وأضاف المعلم: «أظن أنها أفضل سباحة ناشئة فى تاريخ مصر خلال القرن العشرين»، موضحًا أن جيهان رجائى لم تكن تتحدث عن إنجازاتها الرياضية رغم ما كانت تتمتع به من قوة وكفاءة وتحقيق أرقام مميزة، لدرجة أن بعض الرجال المتخصصين فى سباحة الصدر كانوا يتجنبون منافستها خوفًا من تفوقها عليهم رقميًا. وروى المعلم أن جيهان جرى اختيارها عام 1960 للسفر للمشاركة فى أولمبياد روما، باعتبارها السباحة الوحيدة التى تمثل مصر، وكان الجميع واثقًا من قدرتها على تحقيق رقم كبير والمنافسة فى النهائيات، إلا أنهم فوجئوا قبل السفر بقليل بإلغاء مشاركتها. وأوضح أن الرواية المعلنة وقتها كانت تتعلق بسفرها كسيدة والحاجة إلى مرافق، غير أن ما كان يتداول همسًا آنذاك هو اكتشاف كونها ابنة الدكتورة درية شفيق، ما أدى إلى إلغاء سفرها، وعدم تحقيق البطولة التى كانت منتظرة، مرجحًا أن يكون ذلك سببًا فى اعتزالها السباحة. وفى سياق آخر، تحدث المعلم عن الدكتور عماد أبو غازى، واصفًا إياه بأنه أستاذ جامعى مرموق وباحث من طراز فريد، ومثقف واسع الأفق، وسياسى مناضل. واختتم حديثه بالإشادة بتواضع أبو غازى ونزاهته وموضوعيته، مؤكدًا أن دار الشروق ستقيم تكريمًا خاصًا له ولمسيرته خلال شهر يناير. استهل الكاتب والروائى خالد الخميسى، رئيس مجلس إدارة مكتبة القاهرة الكبرى، اللقاء بالترحيب بالحضور، معربًا عن سعادته باحتضان المكتبة لهذه الندوة، مشيرًا إلى اختيار يوم 14 ديسمبر موعدًا لها تزامنًا مع ذكرى ميلاد الراحلة درية شفيق، واحتفاءً بمرور 50 عامًا على رحيلها فى سبتمبر 1975. وأعرب الخميسى عن سعادته بصدور الكتاب عن دار الشروق، موضحًا أن مؤلفة الكتاب الأمريكية سينثيا نلسون، تربطها علاقة وثيقة بعائلة درية شفيق، ما أتاح لها الاطلاع على سجلات خاصة ومصادر نادرة، وأسهم فى خروج كتاب شديد الأهمية عن هذه الشخصية المحورية. فيما قال الكاتب الدكتور عماد أبو غازى، وزير الثقافة الأسبق: إن درية شفيق كانت مصرية عظيمة ورائدة فى النضال النسوى، دافعت عن حقوق المرأة فى الانتخاب والترشح والمشاركة فى صياغة الدستور، كما امتد نضالها ليشمل الديمقراطية وحقوق الشعب واستقلال الوطن، خاصة خلال العدوان الثلاثى على مصر ومطالبتها بالانسحاب الكامل للاحتلال الصهيونى من سيناء. وأشار إلى أنها دفعت ثمن مواقفها الصلبة بالغياب والحجب رغم استحقاقها للصدارة، مؤكدًا أن عنوان كتابها «درية شفيق.. امرأة مختلفة» مناسب لها، داعيًا إلى زيارة المعرض المقام باسم درية شفيق فى المركز الثقافى الفرنسى. وقدمت الدكتورة هدى الصدة قراءة متعمقة لمراحل متعددة من حياة الدكتورة درية شفيق، مستهلة حديثها بتوجيه الشكر للحضور ودار الشروق، ولعائلة درية شفيق، مؤكدة أن درية شفيق تمثل رمزًا مهمًا فى تاريخ الحركة النسوية المصرية يعترف به الأجيال المختلفة. مشيرة إلى إنها امرأة متعددة الأوجه؛ فهى كاتبة وشاعرة وزعيمة نسوية، وأكدت أن درية شفيق تمسكت بالمبادئ النسوية فى حياتها الشخصية وتعاملاتها مع الآخرين، ورفضت التنازلات وأصرت على قول الحق فى وجه كل سلطان جائر، ما أدى إلى محاولات لمحو تاريخها من السردية الوطنية. فيما قدمت الدكتورة هالة كمال قراءة موسعة من كتاب «درية شفيق.. امرأة مختلفة»، ركزت خلالها على جوانب من حياة درية شفيق المبكرة، مسلطة الضوء على العلاقة العميقة التى كانت تربطها بوالدتها وجدتها، اللتين اعتبرتهما قطبى حياتها وداعمتيها الأساسيتين منذ طفولتها. وخلال كلمته، قدم الدكتور محمد أبو الغار الشكر للحضور ودار الشروق وللدكتورة درية شفيق، مؤكدًا أنها جمعت الحضور اليوم حول إرثها ونضالها. وتساءل أبو الغار: لماذا كان بعض التيارات فى اليسار المصرى ضد درية شفيق، ولماذا لم يعرف عنها للشعب المصرى بما يكفى، رغم أنها كانت مناضلة صادقة تدافع عن حقوق الناس البسيطة والمهمشة؟ وشهد حفل الإطلاق حضور أسرة الدكتورة درية شفيق، ومنهم ابنتاها الدكتورة جيهان رجائى والدكتورة عزيزة رجائى، والمهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة دار الشروق، أميرة أبو المجد مدير النشر بالدار والعضو المنتدب، وأحمد بدير، مدير عام دار الشروق، وزير السياحة الأسبق الدكتور منير فخرى عبد النور، والسفير خالد عزمى، والدكتور محمد أبو الغار، ومحمد طلعت السادات، والفنان محمد عبلة، والإعلامية جميلة إسماعيل، وراجية عمران، والكاتبان الصحفيان محمد شعير ووائل عبد الفتاح، ورجل الأعمال صادق السويدى، والكاتبة داليا شمس، وليلى بهاء الدين، إلى جانب عدد من المثقفين والكتاب والشخصيات العامة.