قرر البنك المركزي تخفيض أسعار الفائدة بواقع 100 نقطة مئوية في اجتماع لجنة السياسات النقدية مساء الخميس، لتسجل 15.75% للإيداع، و16.75% للإقراض. «علاقة طردية تربط بين أسعار الفائدة وسعر العملة المحلية، فكلما ارتفعت قيمة الفائدة على الودائع والإقراض بالعملة المحلية زادت قيمة هذه العملة مقابل العملات الأخري، بينما يؤدي خفض أسعار الفائدة إلى تراجع قيمة العملة نتيجة انخفاض حجم الطلب عليها». وقرر البنك المركزي تخفيض أسعار الفائدة بواقع 100 نقطة مئوية في اجتماع لجنة السياسات النقدية مساء الخميس، لتسجل 15.75% للإيداع، و16.75% للإقراض، ويقصد بسعر الفائدة على وديعة أو شهادة بنكية، نسبة العائد على الأموال التي يضعها العميل في هذه الوديعة أو الشهادة في فترة زمنية معينة. ويقصد بمعدلات الفائدة على الإقراض نسبة التكلفة، التي يدفعها العميل للبنك على إجمالي القرض خلال فترة زمنية معينة، بخلاف أصل مبلغ القرض. زيادة مرتقبة لأسعار الدولار قال محمد سعيد، الخبير الاقتصادي، إن انخفاض أسعار الفائدة في البنوك عادة ما تكون له تداعيات سلبية على سعر العملة المحلية، مشيرًا إلى ويقصد بمعدلات الفائدة على الإقراض نسبة التكلفة، التي يدفعها العميل للبنك على إجمالي القرض خلال فترة زمنية معينة، بخلاف أصل مبلغ القرض. زيادة مرتقبة لأسعار الدولار
قال محمد سعيد، الخبير الاقتصادي، إن انخفاض أسعار الفائدة في البنوك عادة ما تكون له تداعيات سلبية على سعر العملة المحلية، مشيرًا إلى أن قرار البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة على الإيداع والإقراض 1% من شأنه أن يؤدي إلى تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار والعملات الأجنبية الأخرى. وتراوح متوسط سعر الدولار بين 17.50 جنيه للشراء و17.60 جنيه للبيع خلال تعاملات اليوم الأحد، واستقر سعر الدولار في معظم البنوك العاملة في السوق المحلية، بينما ارتفع في بنكي فيصل الإسلامي وكريدي أجريكول بنسب تراوحت بين قرشين و7 قروش. وأضاف سعيد ل"التحرير"، أن أسعار الفائدة على العملة المحلية تكون أحد أهم الأدوات الحكومية للحفاظ على جاذبية العملة، مشيرا إلى أن الدول تلجأ لرفع أسعار الفائدة لرفع قيمة عملتها الوطنية، فضلا عن محاربة معدلات التضحم المرتفعة، وهي السياسة التي اتبعها البنك المركزي خلال الفترة التي لحقت تعويم الجنيه، وهو ما ساهم في الحفاظ على سعر صرف مستقر للجنيه مقابل الدولار والعملات الأخرى. كان البنك المركزي قد رفع أسعار الفائدة 7% بشكل تدريجي خلال الفترة من تعويم الجنيه في نوفمبر 2016 وحتى يوليو 2017، قبل أن يخفضها 1% مرتين في فبراير ومارس من العام الماضي. وكان قرار لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي في آخر 6 اجتماعات منذ مايو 2018 هو تثبيت سعر الفائدة، قبل أن يخفضها 1% يوم الخميس الماضي. وتوقع سعيد، أن تعاود أسعار الدولار ارتفاعها أمام الجنيه مرة أخرى لتسترد ال30 قرشا التي فقدتها على مدار الأيام الماضية، مؤكدا أن البنك المركزي قد أحسن اختيار التوقيت المناسب لاتخاذ قرار خفض أسعار الفائدة خاصة مع انخفاض الطلب على العملة نتيجة تراجع حجم الاستيراد تزامنا مع إجازة أعياد الميلاد في الصين وزيادة تدفقات النقد الأجنبي في أذون الخزانة، وهو ما قد يقلل من حجم التراجعات المتوقعة في قيمة الجنيه. كان الجنيه قد ارتفع بنحو 30 قرشا أمام الدولار على مدار الأيام الماضية، وهو ما يعد أكبر ارتفاع في قيمته منذ عامين. وأضاف سعيد، أن خفض أسعار الفائدة قد يدفع مستثمري البنوك لسحب ودائعهم المصرفية والبحث عن بدائل استثمارية أخرى، كما قد يؤثر على استثمارات الأجانب في أذون الخزانة، التي عادت مؤخرا بقوة للسوق المصرية، حيث يقلل خفض أسعار الفائدة من جاذبية أدوات الدين المصرية، ويخفض من تنافسية الدين المصري. تحسن الجنيه مرتبط بانتعاش الاستثمارات بينما ترى علياء ممدوح، محلل الاقتصاد الكلي، أن خفض أسعار الفائدة قد ينعكس إيجابا على سعر صرف الجنيه أمام الدولار، في حالة انتعاش الاستثمارات وعودة المستثمرين خاصة المحليين، موضحة أن السوق بحاجة لخفض إضافي لإنعاش إقراض الشركات. وقالت علياء، إن خفض أسعار الفائدة لن ينعكس بشكل كامل على عوائد أذون وسندات الخزانة رغم تعرضها للضغوط خلال المزادات الماضية، متوقعة معاودة الفائدة الارتفاع على أدوات الدين الحكومي لمستوى 18% بصرف النظر عن اتجاه فائدة الكوريدور خلال الفترات الماضية. الدولار لن يتخطي ال18 جنيها ترى إدارة البحوث ببنك الاستثمار فاروس أن خفض أسعار الفائدة بنسبة 1% قد يشكل بعض الضغوط على الجنيه المصري، لكنها أشارت إلى أن الدولار لن يتجاوز حاجز ال18 جنيهًا بفعل أي ضغوط ناشئة، وهذا لن يؤثر على معدلات التضخم.