أطلق بنكا الأهلي ومصر أوعية ادخارية مرتفعة الفائدة للحد من تدهور قيمة الجنيه في سوق الصرف وزيادة المعروض من العملات الأجنبية. وطرح البنكان شهادتى ادخار بفائدة 12.5% تحت اسم «البلاتينية الشهرية» للبنك الأهلي و«القمة» لبنك مصر. وقال هشام عكاشة، رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي المصرى: إن الهدف من الشهادة الجديدة مواكبة تطورات السوق واستيعاب الزيادة غير المبررة في الأسعار، وذلك بالتزامن مع الإجراءات التي تتبعها وزارة التموين والحكومة بشكل عام. وقال مسئول في إدارة الخزانة ببنك مصر: إن إطلاق البنك لشهادة ادخار «القمة» بعائد 12.5% خطوة استباقية لاتجاه السوق لرفع العائد على الأوعية الادخارية خلال الفترة المقبلة. وأضاف أن البنك طرح الشهادة الجديدة بهدف التأثير في سوق العملة بالدرجة الأولى، ويستهدف من رفع العائد حاليًا بتلك المعدلات الكبيرة وقف عمليات الدولرة وتحفيز العملاء على تحويل مدخراتهم للجنيه، متوقعًا رفع البنك المركزى للعائد على الكوريدور في أول اجتماعات السياسة النقدية الشهر المقبل. وتوقع المسئول أن تحذو بنوك أخرى حذو بنك مصر، وأن ترفع أسعار الفائدة على أوعيتها الرئيسية أو تطلق أوعية ادخارية جديدة خلال الأيام المقبلة. وواحد من الخيارات القليلة المطروحة أمام صناع السياسة النقدية هي رفع سعر الفائدة المحلية المحلية لزيادة الجاذبية الاستثمارية وإقناع حائزى الدولار ببيعه لتقليص فجوة الطلب المتزايد على العملة. وتوقعت وحدة البحوث في بنك الاستثمار «فاروس» نهاية الشهر الماضى أن يكون «سحب السيولة المحلية من السوق لرفع جاذبية الأصول المقومة بالجنيه المصرى أحد الخيارات، التي يمكن أن يلجأ لها البنك المركزى»، ويعنى هذا التحليل بلغة أخرى أن هناك إمكانية لرفع سعر الفائدة لتشجيع الاستثمار في العملة المحلية. لكنها قالت: إن الإقدام على رفع أسعار الفائدة بمعدل 50 أو 100 نقطة أساس قد يرفع من خطر نقص السيولة المحلية بالنظر إلى أن البنك المركزى سحب جزءًا كبيرًا منها بالفعل، من خلال الودائع المربوطة، وما تبقى من أرصدة شهادات قناة السويس. وقال عكاشة: إن ارتفاع العائد على شهادات الادخار لن يؤثر على تكلفة الاقتراض، مشيرًا إلى أن العائد على القروض يتم تسعيره وفقًا لسعر الخصم بالبنك المركزى، والذي مازال عند معدلاته دون تغيير. ويزيد سعر فائدة شهادتى البنك الأهلي وبنك مصر القمة التي تمتد ل3 سنوات عن شهادتى البلاتينية والتميز ثلاثية الأجل أيضا، وهى الأوعية الرئيسية الادخارية للبنكين بمعدل 2.5%. ويبلغ سعر العائد على الكوريدور 8.75% للإيداع و9.75% للإقراض. فيما يدرس بنكى الشركة المصرفية وبنك التنمية الصناعية والعمال المصرى يدرسان رفع سعر الفائدة اليوم. وشهد سوق الصرف اضطرابات واسعة النطاق على مدى الشهر الماضى بعد تراجع احتياطي النقد الأجنبى 1.7 مليار دولار في سبتمبر الماضى، وهو ما أجبر البنك المركزى على خفض سعر الجنيه 20 قرشًا في يومى عمل، وارتفع سعر الدولار فوق ال8 جنيهات رسميًا للمرة الأولى. وكثف البنك المركزى من إجراءاته لسحب السيولة من السوق خلال الأسابيع الماضية، وسحب في آخر عطاء للشهادات المربوطة الأسبوع الماضى 150 مليار جنيه، بفائدة ثابتة 9.25%.