ما زالت الأزمة مستمرة في فنزويلا، مع استمرار المظاهرات المعارضة والمؤيدة للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، لكن مع تدهور الأوضاع هل سيحافظ مؤيدو مادورو على تأييدهم له؟ في الأسابيع الأخيرة من حياة الرئيس الفنزويلي السابق هوجو تشافيز، توافد آلاف المؤيدين له "الشافيستا" إلى أحد ميادين العاصمة الفنزويلية كراكاس للصلاة من أجل سلامة "القائد" كما يطلقون عليه، وبعد مرور ستة أعوام، ومع مرور الثورة البوليفارية اليسارية التي بدأها شافيز بسكرات الموت، يبدو أن البعض قد عاد إلى الميدان نفسه، من أجل الدعاء لخليفته نيكولاس مادورو، إلا أنه مع دخول الأزمة أسبوعها الرابع، يقول المراقبون السياسيون والأعضاء السابقون في "شافيستا" إن الدعم الشعبي لمادورو لم يكن أضعف من ذلك، فهل يتمكن مادورو من الحفاظ على دعمهم؟ ونقلت صحيفة "الجارديان البريطانية"، عن فرناندو أندرادي الكهربائي المتقاعد، وواحد من المئات في حركة "شافيستا" الذين تجمعوا في ساحة بوليفار في كراكاس لتوقيع عريضة مؤيدة لمادورو، الأسبوع الماضي، إن "هناك الملايين منا". وبعد بضع ساعات، ظهر مادورو واستقبلته الجماهير بهتافات "صديقنا مادورو!، الناس معك!"، ونقلت صحيفة "الجارديان البريطانية"، عن فرناندو أندرادي الكهربائي المتقاعد، وواحد من المئات في حركة "شافيستا" الذين تجمعوا في ساحة بوليفار في كراكاس لتوقيع عريضة مؤيدة لمادورو، الأسبوع الماضي، إن "هناك الملايين منا". وبعد بضع ساعات، ظهر مادورو واستقبلته الجماهير بهتافات "صديقنا مادورو!، الناس معك!"، لكن هل ما زال يحظى مادورو بالدعم الشعبي؟ كان لنيكمير إيفانز أحد المنشقين عن الحركة منذ 2013 رأي آخر، حيث قال إن "الشافيسية تفككت، إذا استمروا على هذا المنوال، فلن يتبقى شيء"، وأشار إلى أن مادورو يجب أن يستقيل الآن إذا ما أرادت هذه الحركة البقاء. وأصر المشاركون في تظاهرات ميدان "بوليفار" على أنهم ما زالوا مؤيدين لمادورو، الذي ورث ثورة تشافيز بعد وفاته في عام 2013، ويواجه الآن معركة للحفاظ على حكمه بعد تحدي من زعيم المعارضة خوان جوايدو. فنزويلا.. جوايدو يهدد مادورو بتدخل أمريكا عسكريا وكان جوايدو قد نصّب نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد عن في 23 يناير الماضي، واعترفت بشرعيته أكثر من 40 دولة، بما فيها الولاياتالمتحدة. وقالت ماريوري جونزاليز إحدى الداعمات لمادورو، "لدي رئيس واحد فقط وهو نيكولاس مادورو"، مضيفة "لم أصوت لأي شخص يدعى جوايدو". إلا أن عددا من الخبراء يقولون إن دعم مادورو يتلاشى، حيث اضطر العديد من هؤلاء تأييده علنا، لأنهم يعتمدون على الوظائف الحكومية أو المواد الغذائية المدعومة. ونقلت المجلة البريطانية عن موسى نعيم وزير التجارة الفنزويلي السابق، وأحد أشهر المعارضين للحركة "الشافيسية"، قوله إنه "يعلم أنه خسر دعم الناس"، مضيفا أنه يعرف أن الشوارع والأحياء الفقيرة لم تعد تدعمه. مادورو يجمع توقيعات ضد التدخل الأمريكي في فنزويلا وقدر نيكمير إيفانز أن شافيز، الذي تولى منصبه لأول مرة قبل عشرين عاما وحكم حتى وفاته في عام 2013، كان قادرا على الاعتماد على قاعدة شعبية تضم حوالي 30% من الناخبين، ولسنوات عديدة تبنى هؤلاء المؤيدون مبدأ "سأدعم تشافيز حتى وأنا جائع وعاطل". إلا أنه في ظل حكم مادورو الذي تولى الحكم خلال واحدة من أشد الانهيارات الاقتصادية حدة في التاريخ الحديث، تراجعت الدعم الشعبي إلى حوالي 10%، حسب إيفانز. وتوقع أن يتقلص الرقم أكثر مع تدمير العقوبات النفطية الأمريكية الشاملة للاقتصاد، مشير إلى أن "الخطر هو أنه إذا بقي مادورو في السلطة، فسوف تختفي الحركة "الشافيسية". وقال إيفانز أن معركة داخلية شرسة مندلعة الآن داخل الحزب الاشتراكي حيث يتنافس ثلاثة من "الشافيستا" ليحلوا محل مادورو، وهم ديوسدادو كابيللو وهيكتور رودريغيز وطارق العيسمي. المساعدات الإنسانية.. معركة إثبات النفوذ في فنزويلا وأشار إلى "أنهم يعلمون أن إبقاء مادورو في السلطة يشكل خطرا على الحركة نفسها، ولكن إذا تمكنوا من إبعاد مادورو، فبإمكان الحركة إعادة بناء نفسها لتكون أحد البدائل المطروحة في البلاد على المدى المتوسط". وحث إيفانز، الذي توسط في المحادثات بين وزراء شافيز السابقين وجوايدو، وهو واحد من العديد من "الشافيستا" المنشقين، مادورو على التنحي من أجل إنقاذ الحركة السياسية التي كانت مكرسة للفقراء منذ البداية. ونقلت "الجارديان" عن رافائيل راميريز وزير النفط السابق، قوله إن "وقت مادورو انتهى"، وأضاف الوزير الذي انشق عن مادورو في 2017، ويبدو أنه يخطط للعودة من منفاه في أوروبا أن "البلاد تقف على حافة الهاوية، لأن مادورو في موقف ضعف".