يخاطر حزب العمال البريطاني بخسارة شعبيته حيث أعلن الحزب استعداده لدعم البريكست بشروط رغم تقرير يشير إلى احتمالية خسارة الحزب 45 مقعدا في الانتخابات إذا لم يعارض البريكست كشف تقرير أعدته نقابة تابعة لحزب العمال البريطاني، أن الحزب الذي يقوده جيرمي كوربين مهدد بخسارة 45 مقعدا في حال عقد انتخابات مبكرة، إذا فشل في تبني موقف معارض لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "البريكست"، ويبدو أن التقرير الذي أعدته نقابة المواصلات، كان محاولة للضغط على كوربين فيما يتعلق بالبريكست، إلا أن ذلك لم يمنع رئيس الحزب من إعلان نيته دعم خطة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي للخروج من الاتحاد الأوروبي، لكن بشروط، وهو ما يهدد بفقدان الحزب الدعم الشعبي في أي انتخابات مقبلة. ونقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية، عن التقرير قوله "إنه لا يمكن للحزب أن يتبنى أي حل وسط، ويحظى بدعم من المؤيدين أو المعارضين للبريكست". وأضاف التقرير الذي صُنّف "سري للغاية" "أنه لن يمكن إخفاء حالة الشعور بخيبة الأمل من حزب العمال إذا فشل في معارضة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث إن هناك مؤشرات ونقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية، عن التقرير قوله "إنه لا يمكن للحزب أن يتبنى أي حل وسط، ويحظى بدعم من المؤيدين أو المعارضين للبريكست". وأضاف التقرير الذي صُنّف "سري للغاية" "أنه لن يمكن إخفاء حالة الشعور بخيبة الأمل من حزب العمال إذا فشل في معارضة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث إن هناك مؤشرات عدة تؤكد أنها ستكون مضرة بحظوظ الحزب الانتخابية أكثر من حرب العراق". وتابع أن "الحزب سيخسر دعم المصوتين الذين تقل أعمارهم عن 35 عاما، والذي قد يقضي على آمال الحزب في الفوز بالأغلبية في البرلمان وتشكيل الحكومة". وكشف التقرير أن معظم مؤيدي الحزب يرون البريكست "مشروع يتبنى أفكار حزب المحافظين"، ويضيف أن 80% منهم يعتقدون أن الاتفاق الحالي سوف يتسبب بأضرار على الاقتصاد البريطاني. في الوقت نفسه أعرب نحو 91% من المصوتين لحزب العمال، عن عدم ثقتهم في قدرة الحكومة الحالية على التوصل إلى اتفاق جيد للخروج من الاتحاد الأوروبي. رغم الانتصار.. «ماي» في مأزق أمام الاتحاد الأوروبي وادعى التقرير أن ثلاثة أرباع ناخبي حزب العمال سيصوتون لصالح بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي إذا تمت الدعوة لاستفتاء ثان على البريكست. إلا أنه يحذر من أن حزب العمل سوف يخسر مقاعد في الانتخابات المقبلة تحت أي ظرف سواء أيد أو عارض الخروج من الاتحاد الأوروبي، لكن الخسائر ستكون فادحة إذا دخل حزب العمال في انتخابات مبكرة وتبنى أجندة مؤيدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن التقرير يكشف أنه إذا دعم حزب العمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فسوف يفقد 45 مقعدًا إضافيًا في الانتخابات، مقارنة ب11 فقط إذا ما عارض خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ومن شأن معارضة أكثر صراحة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أن تمنح الحزب فرصة للفوز بخمسة مقاعد إضافية في الانتخابات، وقد يفقد الحزب خمسة من نوابه السبعة في إسكتلندا إذا أيدوا خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. البريكست يزيد أوجاع البلدان الأكثر فقرًا في العالم وعلى الرغم من كل هذه التحذيرات، لم يتوان جيرمي كوربين رئيس حزب العمال عن تقديم عرض لمساعدة حزب المحافظين في تمرير اتفاق البريكست الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مع الاتحاد الأوروبي. وتضمن العرض الذي أرسله كوربين في خطاب أمس الأربعاء، إلى رئيسة الوزراء البريطانية عقب الاجتماع الأخير بينهما خمسة شروط، تمثلت في: - إنشاء اتحاد جمركي دائم وشامل مع الاتحاد الأوروبي - توافق كامل مع السوق الأوروبية المشتركة - توافق معايير بريطانيا والاتحاد الأوروبي حول حقوق المواطنين - الحفاظ على مشاركة بريطانيا في المؤسسات والوكالات الأوروبية - اتفاقات واضحة حول تفاصيل الترتيبات الأمنية المستقبلية كان الاتفاق الذي توصلت إليه ماي مع الاتحاد الأوروبي قد مُني بهزيمة تاريخية أمام مجلس العموم البريطاني، بفارق وصل إلى 230 صوتا في التصويت الذي عقد في يناير الماضي. كوربين يعرض دعم خطة ماي حول «بريكست» بشروط وأشارت "الجارديان "إلى أنه من المحتمل أن يتسبب خطاب كوربين في أزمة داخل أروقة حزب العمال، حيث ما زال يأمل العديد منهم في تحويل سياسة الحزب نحو الدعوة لعقد استفتاء ثان على البريكست، وهو الأمر الذي لم يرد ذكره في الخطاب. ويأتي الخطاب في الوقت الذي تستعد فيه ماي للكشف عن تشريع من شأنه تعزيز حقوق العمال، خلال الأسبوع المقبل، في محاولة للحصول على دعم نواب حزب العمال.