تمكن الديمقراطيون من الفوز في معركة إغلاق الحكومة، في أولى معاركهم بعد حصولهم على الأغلبية في مجلس النواب، والآن يستعدون لمعركتهم الثانية وهي إقرارات ترامب الضريبية كان الديمقراطيون، بعد سيطرتهم على مجلس النواب، حذرين للغاية في اختيار معاركهم، حيث وقف نواب الحزب بقيادة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، أمام مطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ببناء جدار حدودي، وتمكنوا في النهاية من الانتصار، لكنه على الرغم من هذا الانتصار، فإن كبار الديمقراطيين يشعرون بالقلق من انشغالهم عن وعودهم في انتخابات التجديد النصفي الأخيرة، وينبع هذا القلق من اعتقادهم بأن مهاجمة ترامب على جميع الجبهات في نفس الوقت ستقلل من تأثير كل معركة، كما أنها ستخلق بيئة حزبية معادية يمكن أن تؤثر في الحزب ومرشحه في انتخابات الرئاسة لعام 2020. وأشارت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إلى أن معركة الديمقراطيين المقبلة في مجلس النواب ستكون لإجبار ترامب على الكشف عن إقراراته الضريبية السابقة. وكشف استطلاع للرأي مدى أهمية هذه القضية، حيث قال 60% من المشاركين إن أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين يجب عليهم أن "يسعوا للحصول على الإقرارات الضريبية لترامب". بينما وأشارت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إلى أن معركة الديمقراطيين المقبلة في مجلس النواب ستكون لإجبار ترامب على الكشف عن إقراراته الضريبية السابقة. وكشف استطلاع للرأي مدى أهمية هذه القضية، حيث قال 60% من المشاركين إن أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين يجب عليهم أن "يسعوا للحصول على الإقرارات الضريبية لترامب". بينما قال 35% فقط ممن شملهم الاستطلاع إن الديمقراطيين يجب ألا يمارسوا صلاحياتهم التشريعية للحصول على الوثائق المتعلقة بسجلات ترامب الضريبية. وفي الوقت الذي كانت فيه التوجهات الحزبية واضحة في هذا الاستطلاع، حيث قال 80% من الديمقراطيين إنهم يريدون من الكونجرس الإفراج عن هذه الوثائق، بينما أيد 25% من الجمهوريين هذا الاتجاه، فإن أغلبية واضحة من الناخبين المستقلين وصلت إلى 63% يريدون من الديمقراطيين في مجلس النواب الكشف عن سجلات ترامب الضريبية. حيث أكدت الشبكة الأمريكية، أنه من الناحية السياسية، فإن هذه المعركة تستحق الحصول على كامل الاهتمام من الديمقراطيين. ترامب يسعى لتعويض إخفاقه بالجدار على حساب الصين وأبرز النواب الديمقراطيين الذين سيكونون في قلب هذه المعركة، هو ريتشارد نيل رئيس لجنة الموازنة الأمريكية في مجلس النواب. فوفقا لقانون ضريبة الدخل لعام 1924، يمكن لرئيس لجنة الموازنة أن يطلب من وزارة الخزانة أن تقدم الإقرارات الضريبية للرئيس، وبمجرد أن يحصل عليها، يمكنه الكشف عنها للعامة. وقد تعرض نيل لبعض الانتقادات بالفعل في الكونجرس من الجماعات الليبرالية التي تريد منه مطالبة وزارة الخزانة بتسليم السجلات الضريبية للرئيس، وسط رفض منه. حيث قال نيل للصحفيين الأسبوع الماضي "يجب التخلي عن الدوافع العاطفية، والتأكد من أن قضيتك موثقة بعناية"، مشيرا إلى أن طلبا للحصول على سجلات ترامب الضريبية سيثير بلا شك معركة قانونية. ترامب يتجرع «سم» إغلاق الحكومة الأمريكية ونظرا لمقاومة ترامب الكشف عن أي من سجلاته الضريبية السابقة حتى الآن، فمن الصعب أن نتخيل عدم قيام ستيفن منوشين وزير الخزانة، بالاعتراض على طلب نيل. ويذكر أن ترامب هو أول مرشح رئاسي في العصر الحديث يرفض الإفراج عن أي من إقراراته الضريبية، وهو أيضا أول رئيس يرفض الإفراج عن هذه الوثائق. وتباينت تفسيرات ترامب، وأعذاره، عن رفضه الكشف عن سجلاته الضريبية، وأبرزها، إصراره المستمر على أنه يخضع لتدقيق من قبل مصلحة الضرائب، وبالتالي فإنه من غير المستحسن قانونا الكشف عن إقراراته الضريبية، وهو أمر غير صحيح، حيث يمكن لأي شخص يخضع للمراجعة أن يكشف عن سجلاته الضريبية، وهو ما فعله ريتشارد نيكسون عندما كان في المنصب. في الوقت نفسه أشار ترامب إلى أنه لا يوجد شيء غير معتاد يمكن معرفته من إقراراته الضريبية، وأن سجلاته معقدة للغاية بحيث لا يستطيع الناس فهمها، حيث صرح ترامب في مؤتمر صحفي في اليوم التالي لانتخابات 2018 "بأنها معقدة للغاية، الناس لن يفهموها". ترامب يُهدد بإغلاق حكومي ثان.. ويتوعد الكونجرس من جانبها، قالت مستشارة ترامب كيليان كونواي بعد انتخابات 2016، إن فوز ترامب أكد أن الناس لم يكونوا مهتمين بإقراراته الضريبية. إلا أن "سي إن إن" ترى أن الحقيقة وراء رفض ترامب الكشف عن إقراراته الضريبية هي أن ترامب قد توصل إلى قناعة منذ فترة طويلة بأن ما ستكشفه إقراراته الضريبية سيضره سياسيا أكثر بكثير من الأضرار الناجمة عن رفضه الكشف عنها. لكن التصويت الأخير، كشف أن الجمهور يقف إلى جانب الديمقراطيين في مجلس النواب في هذه المعركة، التي من المحتمل أن تكون ثاني انتصارات الديمقراطيين في الكونجرس.