منذ عام 1992، قررت الأممالمتحدة تخصيص يوم الثالث من ديسمبر في كل عام، كيوم عالمي لذوي الاحتياجات الخاصة بهدف توعية دول العالم بحقوقهم، والتعريف بمعنى الإعاقة وأنواعها. السينما مرآة المجتمع، وهي من أكثر الوسائل تأثيرًا وانتشارًا، ولأن ذوي الاحتياجات الخاصة، فئة لا يمكن التغافل عنها في مجتمعاتنا، أدركت السينما ذلك مبكرًا، وقدّمت ذوي الإعاقة في أفلامها منذ سنواتها الأولى في مصر، عبّرت عنهم وحملت آمالهم وطموحاتهم، وكشفت عن معاناتهم وأسلوب معيشتهم والصعاب التي يواجهونها في التعامل مع البيئة المختلفة عنهم، وأظهرت السينما أنواعا مختلفة من الإعاقة، منها الحركية بفقدان القدرة على استخدام أحد الأطراف، أو فقدان إحدى الحواس، والإعاقة العقلية من تأخر في معدلات الذكاء، وغيرها. توم وجيمي (2013) فيلم للمخرج أكرم فريد، ومن تأليف سامح سر الختم، ويرصد الفيلم حياة رجل معاق ذهنيًا يُجسده هاني رمزي، حيث إن عقله لا يتعدى عقل طفل في السابعة من عمره، بالرغم من أن جسده يبدو للجميع أنه ناضج، ولكن من يقترب منه يكتشف عكس ذلك تمامًا، تتعقد الأحداث كثيرًا ذهابًا وإيابًا في جو لا يخلو من الكوميديا توم وجيمي (2013) فيلم للمخرج أكرم فريد، ومن تأليف سامح سر الختم، ويرصد الفيلم حياة رجل معاق ذهنيًا يُجسده هاني رمزي، حيث إن عقله لا يتعدى عقل طفل في السابعة من عمره، بالرغم من أن جسده يبدو للجميع أنه ناضج، ولكن من يقترب منه يكتشف عكس ذلك تمامًا، تتعقد الأحداث كثيرًا ذهابًا وإيابًا في جو لا يخلو من الكوميديا والمرح، لينكشف لنا كثير من الجوانب الإنسانية لهذا الرجل وتحويل الناس من كرههم ونفورهم منه إلى تقديره والتقرب منه. الحرامي والعبيط (2013) فيلم للمخرج محمد الطحاوي، من تأليف أحمد عبد الله، وخلاله استطاع النجم خالد صالح، أن ينقل معاناة معاق ذهنيًا، والصراع الداخلي الذي يعيش فيه، خاصة أنه كان سليمًا ولكنه تعرض لصدمة قوية أدت إلى فقدانه عقله، بينما قدّم خالد الصاوي دور بلطجي يستغله ويشركه معه في أعمال إجرامية. نور عيني (2010) فيلم للمخرج وائل إحسان، سيناريو وحوار أحمد عبد الفتاح، وتدور أحداثه حول صديقين يسافر أحدهما إلى إحدى الدول الأوروبية (عمرو يوسف) فيتعرف على فتاة تعرضت لحادث وأُصيبت بالعمى، فيقع فى غرامها وعندما يعودا سويًا إلى مصر يكتشف أنها نفس الفتاة التى يحبها صديقه (تامر حسني)، وأنها سافرت إلى هذه الدولة للبحث عن وسيلة طبية حديثة تساعدها على استعادة نظرها، ويستعرض العمل الحياة التي عاشتها "سارة" قبل وبعد العمى والصراع الذي تعيشه. التوربيني (2007) فيلم للمخرج أحمد مدحت، من تأليف محمد حفظي، وخلاله قدّم أحمد رزق شخصية "محسن" الذي يعاني من التوحد، ويفقد القدرة على التواصل مع الآخرين، وتدور الأحداث حول العلاقة بينه وشقيقه شريف منير "كريم" والتناقض في أسلوب حياتهما، مع الاحتواء من الأخ السليم لشقيقه، وهو مأخوذ عن الفيلم الأمريكي Rain Man، إنتاج عام 1988. صباحو كدب (2006) فيلم للمخرج محمد النجار، من تأليف نهى العمروسي، ويدور الفيلم في إطار كوميدي حول مدرس موسيقى كفيف "أحمد آدم" يعمل بفرقة موسيقية شعبية في الأفراح، ويرتبط بفتاة تعمل في مصنع، وطوال الوقت يحاول الناس خداعه، حتى يسترد بصره ويتفاجأ بكذب كل من حوله. أمير الظلام (2002) فيلم للمخرج رامي إمام، من تأليف خالد سرحان، وتدور أحداث الفيلم حول أحد طياري حرب أكتوبر (يجسده عادل إمام)، الذي فقد بصره بعد انفجار طائرته في الحرب، فيُضطر للعيش في دار للمكفوفين يديرها شخص بيروقراطي للغاية يحولها إلى سجن، فيرفض الطيار ما يحدث، ويرفض الاعتراف بعجزه، ويبدأ في تعليم المكفوفين بالدار معنى الانطلاق، ورؤية الحياة من منظور جديد. الساحر (2001) فيلم للمخرج رضوان الكاشف، من تأليف سامي السيوي، وهو من بطولة محمود عبد العزيز وسلوى خطاب ومنة شلبي، وخلاله جسد شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة "هشام مشهور"، دورًا باسمه، جسد فيه ابن صاحب المنزل الذي يسكن به "الساحر" في إطار كوميدي خفيف، واستطاع بخفة دمه لفت الأنظار له. توت توت (1993) فيلم عاطف سالم، من تأليف عصام الشماع، وهو دراما اجتماعية صارخة تقوم من خلالها نبيلة عبيد بدور الفتاة الشعبية المتخلفة عقليا التي يستغلها الناس ويعهدون إليها عادة بالأشغال الشاقة، حتى يعجب بها رجل ثري جاء لزيارة المولد وشاهدها هناك فيستغل جسدها ويتركها بجنينها في وسط العاصمة، وتحمل وتنجب طفلا تعيش به في الشارع. ديك البرابر (1992) فيلم للمخرج حسين كمال، من تأليف محمود أبو زيد، وخلاله يجسد الفنان فاروق الفيشاوي دور ابن معاق ذهنيًا، وتريده عائلته أن يتزوج لينجب لهم حفيدا، يتزوج من نبيلة عبيد ويظهر في الفيلم الصراع بين طمع الأب واستغلال ابنه المعاق، حتى يتصدى لأبيه ويطلق النار عليه فيرديه قتيلا ويرفض أن يطلق زوجته التي أنجبت له ابنًا هو في الحقيقة ابن سفاح من زوجها السابق. الكيت كات (1991) فيلم للمخرج داوود عبد السيد، من تأليف إبراهيم أصلان، وخلاله قدّم الفنان الراحل محمود عبد العزيز إحدى أهم شخصياته طوال مسيرته، "الشيخ حسني" الكفيف، والتي عبّر من خلالها عن الشخص القوي متحدي الإعاقة الذي لا تفارقه الابتسامة والأمل والسخرية التي يتعامل بها مع الواقع. الصرخة (1991) فيلم للمخرج محمد النجار، من تأليف كرم النجار، وخلاله لعب الفنان الراحل نور الشريف دور "عمر" الأبكم الأصم الذي يتعرض للطرد والتشريد من منزله عقب وفاة والده لعودة المسكن للشركة المالكة له، ويعطف عليه ميكانيكى ليعمل فى ورشته لإصلاح السيارات بمهارة مذهلة، وليحقق مكاسب مجزية، حتى ينتقم من المجتمع الذي لم ينصفه إلى درجة أنه جمع كل من أساؤوا إليه في غرفة فحص السمع المعزولة تمامًا وعرضهم إلى تيار ذبذبات صوتية لا تحتمل أفقدتهم حاسة السمع. ليلى في الظلام (1944) فيلم من إخراج وتأليف توجو مزراحي، وخلاله تُجسد ليلى مراد دور فتاة تتعرض لحادث يُفقدها بصرها، وتقرر الانفصال عن خطيبها حتى لا يعيش حياته مع عمياء دون إخباره بما حدث، وبالفعل تخبره بأنها ستتزوج من ابن عمها، لكن في مشهد أخير يكتشف أنها أصبحت عمياء فيحتضنها ويقرر الزواج بها رغم أى شيء. وغيرها العديد من الأعمال التي تناولت ذوي الإعاقة من خلال إحدى شخصياتها، وتعد الفنانة سميرة أحمد من أشهر الفنانات التي جسدّت أدوار ذوي احتياجات خاصة، في أفلام "الخرساء" (1961)، و"العمياء" (1969)، وغيرها، كما تطرقت الدراما المصرية لذلك أيضًا في العديد من مسلسلاتها، ومن أشهرها "سارة" (2005) للفنانة حنان ترك.