مصادر: قيادات «الوفد» الحالية التي سبق وقرر البدوي فصلها إبان توليه رئاسة الحزب كانت المحرك الأساسي لإثارة قضية «تبديد الأموال» وتحريكها لتصل لمنصات القضاء بهدف الثأر منه يبدو أن قيادات حزب الوفد برئاسة المستشار بهاء أبو شقة، لن يكتفو بإحالة ملف الدكتور السيد البدوي رئيس الحزب السابق، إلى النيابة العامة فقط، بتهمة تبديد أموال الحزب، حيث بدا واضحًا أن هناك سيناريو جديدا تدبره قيادات الحزب ضد البدوي، خاصة في حالة إدانته، وتأكيد الاتهامات التي وردت في تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات، والذي أشار إلى تورطه في تبديد الملايين من أموال الحزب، إذ أكدت مصادر وفدية ل"التحرير" أن الحزب سيتخذ قرارا بفصل البدوي نهائيا من الحزب حال تأكيد الاتهامات الوارده بحقه. بيان أبو شقة أصدر المستشار بهاء أبو شقة، رئيس حزب الوفد، يوم الإثنين الماضي، بيانًا أكد فيه أن تقرير الجهاز المركزي للمحسابات، أثبت "إهدار البدوي أموال الحزب"، بعد أن انفرد بقرار التعاقد مع شركة إعلامية، والتي بدورها أخلت بالاتفاق الذي كان مقررا بينها وبين جريدة الوفد، حيث أكد التقرير أن هذه الشركة بيان أبو شقة أصدر المستشار بهاء أبو شقة، رئيس حزب الوفد، يوم الإثنين الماضي، بيانًا أكد فيه أن تقرير الجهاز المركزي للمحسابات، أثبت "إهدار البدوي أموال الحزب"، بعد أن انفرد بقرار التعاقد مع شركة إعلامية، والتي بدورها أخلت بالاتفاق الذي كان مقررا بينها وبين جريدة الوفد، حيث أكد التقرير أن هذه الشركة كان لها تعاقد مع قناة "الحياة" التي كان يملكها الدكتور السيد البدوي، وأنها لم تنفذ البنود الموقع عليها في العقد، موضحا أن التعاقد كان لمدة 3 سنوات بتكلفة 66 مليون جنيه، تقوم الشركة بسداد مليون جنيه شهريا و10 ملايين بنهاية كل عام، إلا أن الشركة أخذت الإعلانات من الجريدة، ثم بعد 7 أشهر توقفت عن التوريد نهائيا، ولم تستمع للمطالبات التي تنادى بتنفيذ بنود العقد.
انتقام القيادات قالت مصادر وفدية، ل"التحرير"، إن قيادات الحزب الحالية، التي سبق وقرر البدوي فصلها إبان توليه رئاسة الحزب، كانت المحرك الأساسي لإثارة هذه القضية وتحريكها لتصل إلى منصات القضاء، بهدف الثأر منه، وجاء على رأسهم فؤاد بدراوي سكرتير عام الحزب، والذي تميزت علاقته بالبدوي بالتوتر، خاصة حين كان مرشحا ضده لرئاسة الوفد. المصادر أكدت أن خطوة إحالة الملف إلى النيابة العامة للتحقيق فيه، تأتي كخطوة استباقية لقرار فصل السيد البدوي من الحزب، حال اتخذت النيابة أي قرار إيجابي تجاه هذه القضية، إضافة للقرار الذي اتخذه رئيس الحزب بهاء أبو شقة، بتشكيل لجنة من قيادات الحزب للتحقيق مع البدوي في كل الأمور الخاصة بأموال الحزب في عهده، والتي امتدت لثماني سنوات كان فيها على رأس الحزب.
البدوي «وقع في الغلط» أشارت المصادر إلى أن اللائحة الداخلية للحزب، تقضي بفصل العضو المحال للتحقيق حال عدم امتثاله لقرار الحزب أو اللجنة المشكلة خلال فترة 15 يوما من تاريخ استدعائه، موكدة أن البدوي لن يحضر هذه اللجنة، خاصة أنها تضم عددا من قيادات الوفد الذين يعتبرهم بمثابة "أعدائه" على رأسهم طارق تهامي، مدللين على عدم حضوره، بالخطاب الذي أرسله البدوي إلى الوفديين، وأكد فيه التزامه الصمت، وأنه لو تحدث لأفصح عن معلومات من شأنها أن تؤثر سلبا على الحزب.
رسالة البدوي كان الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد السابق، قد وجه رسالة إلى عدد من أعضاء حزب الوفد، وذلك بعد قرار المستشار بهاء أبو شقة، رئيس الحزب الحالي، بتحويله إلى التحقيق، مشيرا خلالها إلى أنه «يفضل التزام الصمت كعادة رؤساء حزب الوفد». وقال البدوي، في رسالته، إنه لم يجد من عبارات اللغة أو كلماتها ما يعبر به عن امتنانه وشكره وعرفانه بأفضال مشاعر الوفديين والتي تدل على أصالة ونبل وأخلاق أبناء العائلة الوفدية التي يشرف بالانتماء إليها. وأضاف: «أقدر تماما غضبتكم وانفعالكم من الإساءات التي صدرت ممن يشغل منصب رئيس حزب الوفد، والتي أساء فيها إلى نفسه قبل أن يسيء إلى غيره، وأساء إلى المنصب الجليل الذي سبقه إليه رؤساء حكماء يؤمنون بحرية الاختلاف دون تجريح أو تشهير أو ادعاءات باطلة، ولكن يجب على أبناء العائلة الوفدية والذين تربوا على مبادئ وثوابت وقيم وطنية وأخلاقية أن يكبحوا جماح غضبهم وأن يسيطروا على انفعالاتهم وأن تكون ردودهم وخطابهم في إطار قيم الاختلاف السياسي وفي إطار اللائحة وما تتيحه من آليات ديمقراطية للتعبير والتغيير إن لزم الأمر دون تجريح أو إساءة». واستكمل: «تلك هي السياسة التي نؤمن بها والتي يؤمن بها الأنقياء أبناء العائلة الوفدية البررة، السياسة التي أعتبرها من أشرف الرسالات بعد النبوة إذا ما مورست بتجرد وإخلاص وصدق ابتغاء صالح الأمة وحماية مصالح أبنائها، تلك هي السياسة التي تربينا عليها ومارسناها، أما أن يكون المنصب وسيلة للتربح أو الاسترزاق أو أن يكون وسيلة لهدف شخصي، فهذا أمر غريب على الوفد والوفديين ونهايته محسومة ومحتومة». وتابع البدوي: «إن العديد من الوفديين طالبوه بأن يخرج عن صمته ويتحدث عما شهده، لكنه فضل الصمت احتراما للوفد وللوفديين وللقيم الوفدية، فمن غير المقبول أن يخرج للإعلام ويتحدث بما يسيء لأي وفدي مهما بلغت سوءاته وانحطاطه، لأن الكيان الوفدي هو الذي سيدفع الثمن فالرأي العام يرى الوفد ويحكم عليه من سلوكيات أعضائه، دون النظر عما نعلمه نحن عن هؤلاء الأعضاء من أصحاب الهوى والمصلحة». وذكر رئيس الحزب السابق: «احتراما لذاتي ولكم سوف أحتفظ لنفسي بما لو علمتموه لازددتم غضبا على غضبكم ونحن في مرحله عصيبة تتطلب منا الهدوء والحكمة وحسن التفكير والتدبير، مطالبا الوفديين بأن يرتفعوا فوق صغائر الأمور ويسمو بأخلاقهم مع التأكيد على أن الحق ينتصر في النهاية، وأن حفنة من أصحاب المصالح لن تستطيع أن تختطف بيت الأمة المنيع الذين خاضوا ثورتين وأسقطوا نظامين وكانوا دائما في مقدمة الصفوف خاصة أن الأيام القادمة تتطلب ممن يشغل منصب رئيس الوفد أن يحتكم إلى صوت العقل وأن ينصت لرأي ورؤية المخلصين من رجال الوفد، فالوفديون أشداء في الحق ولن يسمحوا باختطاف الوفد من مجموعة من أصحاب الهوى والمصالح».