عريس في الكفن.. «ويكا» تلقى طعنة في القلب قبل زفافه

الجيران: كان من أجدع شباب المنطقة.. الأسرة: كان كل همه يساعدنا في ظروف المعيشة.. شقيقه: أخويا اتقتل غدر على يد تاجر مخدرات
«محمد علاء» شاب استقر به الحال وأسرته في القاهرة قادمين من مدينة المنصورة، ليحظى صاحب ال24 ربيعا بحب واحترام الجميع بجدعنته التي قادته إلى حب أهالي المنطقة، خاصة بعد فقد والدته وتأثره نفسيا وتعاطيه المخدرات قبل أن يعود لرشده ويبدأ حياة جديدة، وكان يأمل في تحقيق حلمه في إسعاد والده بأن يكمل نصف دينه، ليتم حفل زفافه للزواج، لكن القدر كتب روايته الأخيرة بتجهيز كفنه، لنقله إلى مثواه الأخير، بعد أن اخترقت الطعنات جسده النحيف لتكون نهايته قتيلا على يد تاجر مخدرات حاول إعادته لدنيا الكيف من جديد.
من داخل شقة بسيطة بشارع فاروق السيد بمنطقة الشرابية، كان يقيم الشاب «محمد» وشهرته «ويكا»، يعمل في أحد مطاعم الشيخ زايد بأكتوبر، وكان ينتظر حظه في السفر خارج البلاد بعدما قضي واجبه نحو وطنه وأدى الخدمة العسكرية، لكن لم يتحقق طلبه وبعدها قرر مساعده والده على ظروف المعيشة، راح يواصل
من داخل شقة بسيطة بشارع فاروق السيد بمنطقة الشرابية، كان يقيم الشاب «محمد» وشهرته «ويكا»، يعمل في أحد مطاعم الشيخ زايد بأكتوبر، وكان ينتظر حظه في السفر خارج البلاد بعدما قضي واجبه نحو وطنه وأدى الخدمة العسكرية، لكن لم يتحقق طلبه وبعدها قرر مساعده والده على ظروف المعيشة، راح يواصل عمله لتوفير احتياجاته ومتطلبات البيت، لكن القدر كتب نهاية الشاب العشرينى أن تكون درامية على يد تاجر مخدرات، بعدما رفض أمر بائع الحشيش، لمعاونته فى بيع المخدرات، فأراد تأديبه جزاءً له على عدم الانصياع لأوامره لينتهى المشهد بذبحه وقتله أمام الجيران.
جريمة في الحارة
«حسن قتل محمد فى وسط الشارع» جملة ترددت على ألسنة الأهالى بالمنطقة، وتلك هذه اللحظة لا حديث سوى عن جريمة القتل البشعة، ففى هذه الحارة الصغيرة البسيطة، لم يعتد قاطنوها على مثل هذه الجرائم.
انتقلت "التحرير" إلى مسرح الجريمة، حيث يخيم السكون على المنطقة، الكل ينظر إلينا وكأنهم يعلمون أننا لسنا من سكان المنطقة، والخوف كان واضحًا فى أعين أهالي المنطقة مما شاهدوه من قتل أمام أعينهم وسفك دماء.
روى «مدحت» شقيق المجنى عليه تفاصيل الواقعة قائلًا «احنا كنا بنجهز لفرح أخويا بعد يومين، بعد أن تاب الله عليه من تعاطي المخدرات واتعالج من الإدمان، أخويا اتغير بقا شخص تاني طيب وفي حاله، (ويكا) مكنش عايز يعرف حد من أصحابه تاني، ومحدش متخيل إن نهايته ممكن تكون كده ويتقتل على يد تاجر مخدرات».
يقول مدحت «بعد وفاة أمي.. ساءت حالة "ويكا" النفسية وبدأ أصدقاء السوء يلتفون حوله، ووالدى رجل كبير مسن لا يقدر على الحركة، فبدأ شقيقى فى تعاطى المخدرات وساءت حالته الصحية ولكن نجحنا فى إقناعه بدخول مصحة للعلاج، وبعد حوالى 3 أعوام تماثل للشفاء وقرر عدم العودة للتعاطى مرة أخرى».
ويضيف «فى يوم الجريمة خرج محمد كعادته قَبَّلَ رأس والده ولم يعلم أن قدره فى انتظاره، قابله "حسن" المتهم 30 عاما، تاجر مخدرات، المعروف بافتعال المشكلات، وتجارة المواد المخدرة، وبدأ فى الحديث معه، ثم تطور الأمر وبدأ يعتدى على أخويا بمطواة وطعنه فى الصدر، وقبل الواقعة بنحو أسبوعين أعطى "حسن"، المتهم لشقيقى قطعة مخدرات، وطلب منه أن يبيعها وتسديد ثمنها لاحقًا، إلا أن شقيقى رفض، وطلب من المتهم أن يبتعد عنه، لأنه لا يريد أن يسلك طريق الشر مرة أخرى».
واستطرد «يوم الجريمة كان أخي يستعد للذهاب للعمل، حتى سمع المتهم ينادى عليه، وعند نزول شقيقى طلب المتهم ثمن قطعة المخدرات، وعندما رفض شقيقى قام بالتعدى عليه بمطواة، بتسديد طعنة نافذة بالصدر وفر هاربًا، وبعدها قام الجيران بنقله إلى مستشفى، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة".
وكان الرائد كريم البحيرى، رئيس مباحث قسم شرطة الشرابية، قد تلقى بلاغًا من الأهالى يفيد بمقتل شابا على يد تاجر مخدرات بالمنطقة، وبالانتقال تبين قيام «حسن.م» وشهرته «مختار» بطعن جاره «محمد» بسبب المخدرات، وأخطر اللواء أشرف الجندى، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، والذى أمر بسرعة كشف غموض الواقعة.
وتبين من التحريات وجود خلاف بين المتهم والمجنى عليه بسبب إجبار المجنى عليه على بيع المخدرات ما دفع المتهم إلى طعنه بسلاح أبيض، وأمر اللواء محمد منصور، مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة بسرعة القبض على المتهم.
ومن خلال الأكمنة التى أعدها رئيس المباحث ومعاونوه تمكنوا من ضبط المتهم واعترف بتفاصيل ارتكاب الواقعة، وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة للتحقيق.