وصُفت زيارة نتنياهو إلى مسقط بالسرية، وهي الزيارة الأولى التي يقوم بها زعيم إسرائيلي منذ أكثر من عقدين، وتأتي بعد أيام قليلة من لقاء محمود عباس بالسلطان قابوس في الوقت الذي تحتفظ فيه سلطنة عمان بالنأي بنفسها عن دائرة ضوء الأزمات، إلا أن هذا المنظور يبدو أنه تغير بعد الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مسقط، والتي تم الإعلان عنها عقب انتهائها، فلم يتم الإعلان عنها مسبقا. زيارة نتنياهو كانت مفاجأة، خاصة أنه أول مسؤول إسرائيلي يزور مسقط منذ عام 1996، وشارك في الزيارة كل من رئيس الموساد يوسي كوهين، ومستشار رئيس الوزراء لشؤون الأمن القومي ورئيس هيئة الأمن القومي مائير بن شبات، ومدير عام وزارة الخارجية يوفال روتيم، ورئيس ديوان رئيس الوزراء يؤاف هوروفيتس. نفي الدعوةتل أبيب أصدرت بيانا أعلنت فيه أن السلطان قابوس وجه الدعوة إلى نتنياهو وزوجته للقيام بهذه الزيارة، وقال أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إن زيارة نتنياهو إلى سلطنة عمان جاءت بعد توجيه السلطان قابوس دعوة له"، إلا أن مسقط كذبت تلك التصريحات ونفت توجيه أي دعوة.اقرأ أيضا: هل نفي الدعوةتل أبيب أصدرت بيانا أعلنت فيه أن السلطان قابوس وجه الدعوة إلى نتنياهو وزوجته للقيام بهذه الزيارة، وقال أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إن زيارة نتنياهو إلى سلطنة عمان جاءت بعد توجيه السلطان قابوس دعوة له"، إلا أن مسقط كذبت تلك التصريحات ونفت توجيه أي دعوة. وزير الخارجية العماني يوسف بن علوى كذب ما سبق وما قاله أوفير جندلمان، حيث أكد قائلا إن "رئيس الوزراء الإسرائيلى، والرئيس الفلسطينى أبديا رغبة في أن يلتقيا بصاحب الجلالة وليس العكس"، بحسب "سبوتنيك". زيارة نتنياهو إلى مسقط تعكس مدى قدرة إسرائيل على التمدد في علاقتها عربيا، فهذه الزيارة بحسب محللين تكتسب أهمية قصوى على صعيد العلاقات الإسرائيلية ليس في محيطها العربي فقط بل على كل الأصعدة. صدر بيان مشترك في ختام الزيارة أكد أن "اللقاء تناول السبل لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط كما تم خلاله بحث قضايا ذات اهتمام مشترك تتعلق بتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة"، وفقا ل"روسيا اليوم". مهمة سريةصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية وصفت زيارة نتنياهو إلى مسقط بالسرية، وهي الزيارة الأولى التي يقوم بها زعيم إسرائيلي منذ أكثر من عقدين، مشيرة إلى أنها دلالة على ارتفاع حدة العلاقات بين الدولة اليهودية والعالم العربي السني. وأكدت الصحيفة أن تلك الزيارة تأتي أيضا بعد أيام قليلة من لقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالسلطان في مسقط، حيث ناقش خلالها الزعيمان "آخر التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية". وحول دوافع الزيارة، أشارت "هآرتس" إلى أن نتنياهو هرع مسرعًا تلك المرة إلى عُمان عقب إحضار وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف مسؤولين أمنيين وقدم معلومات أمنية للسلطنة وتم الاتفاق على صفقات اقتصادية واستثمارية واستقبل بحفاوة من قبل أرفع المسؤولين. هذه الأسباب وحدها تكفي لإثارة ارتياب نتنياهو ودفعه للاستطلاع وجمع المعلومات من التقارب والتقاطع الكبير مع الأجندة الإيرانية، وهو أمر قد يشكل أولوية لنتنياهو. نسف للسلاموفي أول رد فعل على الزيارة، أكدت حركة فتح، أن الزيارة تُعد "نسفًا لمبادرة السلام العربية"، وقالت حركة فتح في بيان: "إن زيارة نتنياهو لسلطنة عُمان هي نسف لمبادرة السلام العربية القائمة على أساس الأرض مقابل السلام الشامل ومن ثم إقامة العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل". تحالف قوى المقاومة الفلسطينية أدان أيضًا استقبال سلطان عمان لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو. وعلقت إيران على الزيارة، حيث انتقد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي سلطنة عمان بسبب زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي قال "من وجهة نظرنا لا ينبغي للدول الإسلامية بالمنطقة أن تفسح للكيان الصهيوني الغاصب وبضغط من البيت الأبيض بالتحرك لإثارة فتن ومشكلات جديدة في المنطقة"، بحسب وكالة "فارس". وتباينت ردود أفعال النشطاء عبر "تويتر" حول الزيارة المفاجئة بين التنديد والتبرير، فبينما عبر البعض عن صدمته ودهشته من تصرف سلطنة عمان، في ظل مكانتها وتموضعها، علاوة على مواقف السلطان قابوس في الحفاظ على الحقوق والثوابت العربية، على حد وصفهم، سارع ناشطون عمانيون لتبرير الأمر، والتأكيد على أن السلطان قابوس حاليا يقود محاولة مختلفة لإقرار السلام ونصرة القضية الفلسطينية.