طالع النخل: اليومية 50 جنيه وشوية بلح وبنشتغل من الساعة 7 صباحًا ل5 مساءً.. بنتعرض لمخاطر منها جروح في اليد والقدمين بالإضافة أن الثعابين والزواحف بتسكن النخل بدأ آلاف من أهالي مدن ومراكز محافظة قنا، والبالغة 9 مدن، في أواخر شهر أغسطس من كل عام، في حصاد موسم البلح، الذي يعول عليه الكثيرون منهم كمصدر موسمي للدخل مثل قصب السكر والقطن والخضراوات والفاكهة، ومختلف أنواع المنتجات التى يتم زراعتها وحصادها، ويختلف البلح كثيرًا عن باقي تلك المنتجات، نظرًا للزيادة في محصوله، فضلًا عن انخفاض أسعاره بالأسواق خاصةً بعد أن تطرح النخيل الأنواع المختلفة من البلح، ويبدأ التجار في شراؤها من المزارعين وبيعها بالأسواق المختلفة بمحافظة قنا، وتصدير كميات منها إلى محافظات وجه بحري. ويبدأ طالع النخل، العنصر الأهم في تلك العملية الاستعداد ببعض الأدوات البدائية حيث يستطيع الصعود إلى النخل، التي تصل ارتفاعها أحيانا إلى 13 مترًا بواسطة حبال ربطت بطريقة معينة حول خصره، أو ما يعرف ب"المطلع".ويتسلق طالع النخل، ببطئ شديد، ويتحمل صلابة جريد النخيل وقسوته، الذي يتسبب له أحيانا في جرح يديه ويبدأ طالع النخل، العنصر الأهم في تلك العملية الاستعداد ببعض الأدوات البدائية حيث يستطيع الصعود إلى النخل، التي تصل ارتفاعها أحيانا إلى 13 مترًا بواسطة حبال ربطت بطريقة معينة حول خصره، أو ما يعرف ب"المطلع". ويتسلق طالع النخل، ببطئ شديد، ويتحمل صلابة جريد النخيل وقسوته، الذي يتسبب له أحيانا في جرح يديه وقدميه الحافيتين، وعند وصوله إلى قمة النخيل، يبدأ في تقطيع جريد البلح واحدة واحدة، بعناية فائقة وصبر واحترافية، باستخدام فاس أو "منجل" حتى لا يفسد المحصول. وبحسب فارس أحمد الصارف، 42 عامًا، طالع نخل بمحافظة قنا منذ ما يقرب من 35 عامًا بدأها مع والده منذ أن كان طفلًا، مضيفًا أن مهنة طالع النخل هي من أصعب المهن التى قد تواجهها في حياتك، ويكفي أن تكون معلقًا ما بين السموات والأرض بواسطة حبل قد ينقطع في أي وقت وتسقط. وأكد الصارف، أن المهنة لا يعمل بها أي شخص، والعاملين بها ورثوها من عائلاتهم، قائلًا: "اللى اتعلمها إتعلم زمان من الناس الكبيرة اللى كانت بتطلع النخلة في خمس دقائق وتقعد من الصبح لغاية آخر النهار". ويتابع الصارف، أن المهنة أصبحت الآن من المهن النادرة جدًا، فطالع النخيل بمختلف أنحاء مدن ومراكز المحافظة، يعدون على أصابع اليد الواحدة، ويتم الاستعانة بهم في موسم الحصاد الذي يبدأ في أغسطس حتى نهاية ديسمبر، فهي مهنة تعافر للبقاء، ومن يعمل بها لا يكترث للمخاطر ولا ينظر لها، ويعمل بمنطق "الرزق يحب الخفية" حتى لا يطلب قوت يومه من أحد وينفق على أسرته. وأشار الصارف إلى أنه تعلم المهنة عندما كان مساعدا لوالده واكتسب الخبرة والمرونة في صعود النخيل، قائلاً: "على الرغم من أن العائد قليل إلا أن كل طالع نخلة بيحب الشغلانة دي قوي وبيفرح لما بيجي الموسم حتى أن الواحد يبدأ شغله 7 الصبح وبيخلص الساعة 5 وكله بيومية متزيدش عن خمسين جنيه وشوية بلح". وذكر طالع النخل، إن المهنة تعتمد على آلات بدائية، مما يؤدي إلى استغراق جهد ووقت كبير من العاملين بها، فيستخدم حبل قوي يربطه حول خصره يسمي "المطلاع" وفأس صغير ومنجل، ويصعد ليسقط كل دقيقة عودًا من البلح الذي فوق النخلة. وأفاد الصارف، أن طالع النخل يتعرض لعدة مخاطر قد تؤدي إلى الموت أثناء عمله، وهي تعرضه للجروح في القدمين واليدين، حيث يتسلق النخيل وهو حافي القدمين ليتمكن من ضبط خطواته، إلى جانب وجود بعض الزواحف الخطيرة التي تسكن جريد النخيل مثل الثعابين. وقال الصارف، "وكل ده عشان كام جنيه في الطلعة بس هنعمل أيه أولًا مش لاقيين حاجة نأكل منها عيالنا، وثانيًا احنا بنحب المهنة دي كفاية انك تكون واقف في السماء والهواء الطبيعي". وأوضح، أنه يتذكر أشياءً عدة أثناء صعوده النخيل، فيتذكر المشكلات التى تواجهه مع أسرته وعائلته وبالأخص زوجته – على حد قوله – وفي بعض الأحيان، يفكر في حلولًا لتلك المشكلات، وبالفعل يطرح حلولًا جيدة لها، منوهًا إلى أن يبدأ تسلق النخيل بالغناء القديم الذي كان يسمعه صغيرًا مع والده قائلًا: "بطلع النخله على يا مهون هونها".