الثنائي نجاة الصغيرة والملحن بليغ حمدي أنتج عشرات الأغاني الناجحة للموسيقى العربية، بدءًا من "مش هاين أودعك"، وظهرت على يدها أيضًا موهبتها في الكتابة مثل "سارقين النوم". لا يخفى على أحد مكانة نجاة الصغيرة بين جميع مطربين ومطربات الزمن الجميل، بصوت استثنائي دافئ، وعلى نحو رومانسىٍّ خلاّب، وبتماهي تام مع محتوى ما تغنيه من حيث تلوين الصوت والأداء، وبأسلوب واختيارات فنيّة شديدة الصلة بشخصية أدائيّة واحدة، وهي الأنثى الضعيفة، المهزومة، الوفية، العاشقة التي تستسلم لجبروت الحب، وللرجل المتجنّي على محبوبته، وظلت هكذا تشدو لنا بأغانيها حتى اعتزلت الغناء قبل نحو 16 عامًا، بينما اعتزلت التمثيل مبكرًا عام 1975، بعدما قدّمت للسينما 11 فيلمًا أمتعت محبيها خلالهم أيضًا بالعديد من الأغنيات. وأثناء مشوار نجاة ا.غنائي، كوّنت دويتوهات فنية مع شعراء وملحين، وأشهر ما شدت به كان من كلمات ا.شاعر نزار قباني، وبيرم ا.تونسي، ومأمون ا.شناوي، ومرسي جميل عزيز، وعبد ا.رحيم منصور، وألحان مكتشفها ا.موسيقار محمد عبد ا.وهاب، ومحمد ا.موجي، وكمال ا.طويل، وكذلك أحد أهم ا.ملحنين ا.مصريين بليغ وأثناء مشوار نجاة ا.غنائي، كوّنت دويتوهات فنية مع شعراء وملحين، وأشهر ما شدت به كان من كلمات ا.شاعر نزار قباني، وبيرم ا.تونسي، ومأمون ا.شناوي، ومرسي جميل عزيز، وعبد ا.رحيم منصور، وألحان مكتشفها ا.موسيقار محمد عبد ا.وهاب، ومحمد ا.موجي، وكمال ا.طويل، وكذلك أحد أهم ا.ملحنين ا.مصريين بليغ حمدي، والذي ساهم بشكل خاص في تخليد أسطورتها ا.غنائية. بدأ تعاون ا.مطربة نجاة ا.صغيرة والموسيقار بليغ حمدي بأغنية "مش هاين أودعك"، من كلمات ا.شاعر ا.كبير مأمون ا.شناوي، والتي غنّتها لأول مرة في حفل أضواء ا.مدينة عام 1962، وكان بليغ آنذاك يعيش حياة الصعلكة بحثًا عن صوت يحمل ألحانه، ووجد في نجاة ذلك، قبل أن يبدأ تعاونه مع أم كلثوم وعبد ا.حليم حافظ وغيرهما. عقب ذلك تواصل ا.تعاون بين نجاة وبليغ، ليصبحا ثنائيًا هامًا، واعتمدت نجاة على بليغ بقوة، حتى نجد أشرطة كاملة لها لا تحمل إلا ألحان بليغ، مثل ألبوم "سهران يا قمر" والذي حمل وجود أغنية وحيدة لم يلحنها بليغ وهي أغنية "اطمن" ا.تي حملت توقيع ا.موسيقار ا.كبير صلاح ا.شرنوبي ملحنًا. تجاوزت ألحان بليغ للصغيرة ا.60، ومن أشهرها أغاني: "حبك حياتي، ا.طير ا.مسافر، سكة ا.عاشقين، موكب ا.حب، في وسط ا.طريق، يا خسارة نسي، وحدية، سامحني توبت، فكر يا حبيبي، قدرت تنام، قصتنا، جاي في ميعادي، بكاني، آه من ا.هوى، راجع بتسأل، ليلة من ا.ليالى، أنا بستناك، وغيرها. نجاة ا.صغيرة أيضًا كانت أول من ظهر على يديها موهبة بليغ حمدي في ا.كتابة، وكتب لها عدة أغاني طالما ظلّ فخورًا بها، من أهمها "سارقين ا.نوم".. وفي هذا ا.فيديو يُغني بليغ ا.أغنية في حفل له أُقيم بالكويت منتصف ا.ثمانينيات. في لقاء نادر لبليغ قبل إحدى حفلات نجاة، يتحدث عن ظهور موهبة ا.كتابة لديه على يد نجاة، ويقول: "كانت عندي ا.موهبة لكن عمر كلماتي ما كانت بتكمل، ا.نهاردة مثلًا في أغنيتين هتغنيهم نجاة من تأليفي، وهما كانوا مجرد فكرة واشتغلت عليها وسمعتها ا.سيدة نجاة واُعجبت بيها وإن شاء ا.له ا.أغنيتين يعجبوا ا.ناس". عند سؤاله عن عدد ألحانه لنجاة، يقول: "اشتغلنا كتير مع بعض، لكن ا.حقيقي مقدرش أحسب ا.عدد، ومن أحبها إليّ (الطير ا.مسافر) و(في وسط ا.طريق)، بالإضافة إلى أول عمل لنا مع بعض وهو (مش هاين أودعك)". ضمن حلقات برنامج "ذكريات" للفنان سمير صبري، على قناة TEN، تحدث عن تعاون نجاة وبليغ، وقال: "بليغ عرف يقدّملنا شخصية نجاة بدايةً من أنا بستناك أنا.. ا.لي كانت بداية مشوار مهم وطويل بينها، صوتها معاه كان مختلف". في عام 1972 ا.فقت ا.فنانة نجاة مع ا.شاعر محمد حمزة على كتابة أغنية جديدة لها، فقدّم لها مذهب أغنية "العيون ا.سود" وطلبت منه أن يكملها على أن يتولى بليغ حمدي تلحينها، وفي هذا ا.عام توجه بليغ إلى ا.جزائر لتقديم لحن "من بعيد ا.عوك يا أملي" ا.ذي ستغنيه ا.فنانة وردة في عيد ا.تقلال بلادها، وبعدها طلب بليغ من ا.فنانة وردة ا.عودة إلى ا.غناء والرجوع إلى مصر بعد ا.قطاع 10 أعوام. حب بليغ (الملحن) لمعشوقته ا.أبدية وردة جعل مشاعره تطغى عليه، فأمسك بورقة وقلم وكتب: "وعملت إيه فينا.. ا.سنين فرقتنا لا، غربتنا لا، ولا دوبت فينا ا.حنين، لا ا.زمان.. ولا ا.مكان.. قدروا يخلوا حبنا.. ده يبقى كان". ووفقًا لشبكة "سكاي روك"، فإن بليغ قام بدندنة ا.مقطع على ا.عود بينما هما في بيت وردة، فادمعت عيونها، وقالت له: "حلوة أوي يا بليغ كمل".. فقال: "أنا كنت كاتب دول بس"، فردت: "لو كملتها هسمع كلامك وأرجع مصر أغنيها"، فادمعت عيونه من ا.فرحة. وأكمل ا.شاعر حمزة كتابة ا.أغنية لتتناسب مع ا.فنانة وردة، وكان يعلم مدى حب بليغ لها، فكتبها بلسان حاله، وعادت وردة لتغنيها في أول حفل لها في مصر بعد ا.عودة، في نهاية عام 1972 وحققت ا.أغنية نجاحًا كبيرًا، كما ا.تغل المخرج حلمي رفلة نجاحها فطلب من وردة أن تغنيها في أول أفلامها "صوت ا.حب". الواقعة كانت سببًا في قطيعة بين نجاة وملحنها بليغ، حتى وصل ا.أمر إلى أنها أقامت دعوى قضائية لإثبات حقها في ا.أغنية، وبالفعل ربحت ا.قضية ومنعت وردة من غناء هذه ا.أغنية في مصر، وحدثت قطيعة فنية كبيرة بين ألحان بليغ وصوت نجاة. ووفقًا لموقع "المدن"، فإن ا.واقعة نفسها تكررت بين نجاة وبليغ في أغنية "حكايتي مع ا.زمان"، والتي كانت قد كُتبت لنجاة إلا أن بليغ أعطاها لوردة. تم ا.تصالح بين بليغ ونجاة بعد مكالمة تليفونية بينهما بعدما تدخل وسطاء، وعادت مرة أخرى لألحانه، ومن ثم ا.إفراج عن ا.أغنية لتعود وردة لغنائها في حفلاتها. لا شك أن ألحان بليغ ا.مفعمة بالعواطف ا.دادت وهجًا وتألقًا بصوت نجاة ا.دافئ، وأظهرت إشراقة ا.عاطفة ا.تي يُجيد صوت نجاة ا.تعبير ا.رقيق عنها، جعلها بليغ تغني باسترخاء وتُظهر رصانة وطرواة وعذوبة ا.أداء، فتهدج صوتها وشدى معتمدًا في نجاحه على لحن بليغ ا.ذي فهم عناصر قوته وضعفه ورقته.