اشتهرت قرية "تونس" بمحافظة الفيوم، بإنتاج أشكال وألوان متعددة من الفخار، إلا أن "فانوس" برعت في صناعة الفخار ذات الأحجام الكبيرة الذي يستخدم لتزيين الشوارع في الدول الأوروبية والعربية. أنامل ذهبية رغم قسوتها وتشققها بسبب عملها الدائم في الطين، إلا أنها تُحول التراب إلى تحف فنية جميلة تتسارع على شرائها الدول الأوروبية وتتنافس فيما بينها في استخدامها لتزيين شوارعها وأغلى فنادقها، أهلًا بك في قرية فانوس التابعة لمركز طامية بمحافظة الفيوم. وما أن تطئ قدمك القرية يأخذك الطريق إلى منحنى على يمينك فتجد نفسك وسط معرض فني كبير، وعلى يمينك ويسارك تتراص أواني فخارية كبيرة ملونة بألوان كثيرة ومُبهجة، متراصة في شكل هندسي جميل، تجذب أنظارك إليها فورًا فترغب في أن تجلس بينها ولا تغادرها أبدًا. اقرأ أيضًا: بالصور.. صناعة الفخار تراث قرية الخزافين في دلهي قال هاشم سيد "صانع فخار" في حديثه ل"التحرير"، إنه يعمل في صناعة الفخار في فانوس منذ 15 عامًا، حيث كان عمره 8 أعوام، وبالرغم من أن القرية تُنتج نوعًا مختلفًا من الفخار عن قرية "تونس" إلا أن الأخيرة أخذت "الشو" كله من حيث تسليط الضوء عليها، ودعوتها للمشاركة في المهرجانات الدولية بسبب وجود "إيفيلين بيوريه" الفنانة السويسرية التي أسست القرية، أما فانوس فلم تشتهر إلا هذا العام رغم أنها بدأت صناعة الفخار منذ 20 عامًا. وأشار سيد إلى أنهم ينتجون الأواني الفخارية الكبيرة سواء ملونة أو غير ملونة، أو مزينة بقطع من السيراميك، والتي تُستخدم في تزيين الفلل والشوارع والفنادق، بالإضافة إلى تصنيع صناديق قمامة من الفخار للفنادق، أما الدول العربية تطلب منهم تصنيع فناجين قهوة من الفخار، بالإضافة إلى تصنيع "القُلل" لحفظ وتبريد المياه، وآخر ما ابتكروه هو تصنيع "كولمن" لحفظ وتبريد المياه بدلًا من البلاستيك، وأيضًا أواني وطواجن مختلفة للطهي. اقرأ أيضًا: بالصور.. صناعة الخزف والفخار بالوادي الجديد تواجه شبح الانقراض وأكد، أنهم يصدرون منتجاتهم من الفخار إلى دول أوربية منها قبرص وإيطاليا وهولندا وهم الأكثر تعاملًا معهم، بالإضافة إلى فرنسا، وبلجيكا، وسويسرا، ومن الدول العربية السعودية، واليمن، والكويت، موضحًا أنّ التصدير قل كثيرًا عن قبل بسبب ارتفاع الجمارك وتكلفة الشحن، فقديمًا كان يتم تصدير "كونتينر" محملًا بالفخار كل أسبوع، يخرج من القرية إلى المواني بالسويس ومنها إلى الخارج، أما الآن أصبحوا يصدرون "كونتينر" واحد شهريًا. وكشف، أن يومية العامل في صناعة الفخار تبلغ 100 جنيه سواء كان صغيرًا أو كبيرًا طالما يتقن المهنة، ولكنهم يواجهون مشاكل كثيرة مع البيئة التي تحرر لهم محاضر كثيرة بسبب تلوث البيئة الناتج من تصاعد الدخان أثناء عملية حرق الفخار بالأخشاب في الأفران. اقرأ أيضًا: صناع الفخار بسوهاج: الدولة مهمشانا.. ومش هنعلم المهنة لولادنا (فيديو وصور) وطالب سيد، الحكومة بتخفيض نسبة الجمارك على الصادرات من الفخار، بالإضافة إلى تخفيض تكلفة الشحن، من أجل زيادة التصدير إلى الخارج، وعودة نشاطها مرة أخرى، بعدما طالها الركود نتيجة ارتفاع الأسعار، موضحًا أنهم يبيعون الفخار بأسعار قليلة رغم كبر أحجامها تتراوح بين 20 جنيهًا إلى 500 جنيه حسب الحجم والشكل. قالت نسرين سعد إسماعيل، رئيس الوحدة المحلية لقرية فانوس، إن صناعة الفخار بفانوس تواجهها عدة مشكلات منها حاجتها إلى التطوير، وقلة التسويق، رغم أنها صناعة التراث المصري لأنها مهنة فرعونية قديمة، ولكنها لم تشتهر رغم إنتاجها وشهرتها في دول أوروبا منذ 20 عامًا، إلا بعدما تقدمت بطلب لمحافظ الفيوم السابق بإدراج القرية ضمن القرى المنتجة، وبالفعل تم إدراجها، وبدأت تشارك في معارض الحرف اليدوية بالقاهرة، ولكنها لا زالت تعرض منتجاتها في قرية تونس لأنها استحوذت على الشهرة كاملةً. اقرأ أيضًا: «من فات قديمة تاه».. «الزير» سر نقاء الماء رغم تطور التكنولوجيا (صور) وأشارت إلى أن القرية بها 25 ورشة لصناعة الفخار، يعمل فيها 200 أسرة كاملة من أهالي القرية، ولكنهم يحتاجون إلى تطوير الأفران التي تستخدم لحرق الفخار بدلًا من الحرق بالخشب إلى الحرق بالسولار أو الغاز لتجنب تلوث البيئة، بالإضافة إلى الدواليب والقواديس والطواحين التي تهالكت وتحتاج إلى استبدالها. وتابعت، أن مشكلة التسويق للمنتج إذا تم حلها سيتم توفير العملة الصعبة لمصر، والقضاء على البطالة بالقرية، نتيجة زيادة أعداد الورش، وتوفير فرص عمل لأعداد أكبر من الشباب، وبالتالي القضاء على البطالة، بالإضافة إلى مطالبتها للمحافظة بالموافقة على إنشاء مدرسة لتعليم صناعة الفخار، موضحة أنها تقوم بمشاركة العمال الآن في تأسيس جمعية "صُنّاع الفخار" التي ستعمل على مناقشة المشاكل والمعوقات التي تقابلهم وتسعى لإيجاد حلولًا لها.