أسدلت محكمة جنايات المنيا، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، برئاسة المستشار سليمان عطا الشاهد، اليوم الأحد، الستار على القضية المسماة إعلاميا ب«أحداث العدوة».. وعاقبت المحكمة محمد بديع مرشد جماعة الإخوان و64 آخرين بالسجن المؤبد، وأصدرت أحكاما متفاوتة بالسجن المشدد والبراءات بالنسبة لباقى المتهمين. شهدت مدينة العدوة بمحافظة المنيا أعمال عنف وتخريب في 14 أغسطس 2013، وتم خلالها اقتحام وحرق وسرقة ونهب عدد من المنشآت الحكومية منها مركز شرطة العدوة والإدارة الزراعية والوحدة البيطرية والسجل المدني، وقتل رقيب شرطة، واقتحام، وذلك عقب فض اعتصامي "رابعة والنهضة" المؤيدين للرئيس الأسبق محمد مرسي. في وقت سابق قضت محكمة جنايات المنيا، بإعدام 183 متهما بينهم مرشد جماعة الإخوان محمد بديع، بعد إدانتهم في أحداث مركز العدوة، قبل أن تلغي محكمة النقض الأحكام الصادرة ضد المتهمين وتقبل الطعن المقدم من 36 متهماً على الأحكام الصادرة ضدهم ما بين الإعدام والمؤبد، وتعيد محاكمتهم أمام دائرة مغايرة. مرت قضية «أحداث العدوة» بمراحل ومحطات هامة، تستعرضها «التحرير» عبر السطور المقبلة. - استغرقت القضية أكثر من 35 جلسة على مدى نحو 3 سنوات ونصف، حققت فيها المحكمة القضية تحقيقاً كاملاً، واستمعت لطلبات فريق الدفاع، وشهود الإثبات وكذا مرافعات النيابة العامة والدفاع. - نظرت محكمة الجنايات، أولى جلسات محاكمة المتهمين في يونيو 2014، فيما تم تغيير رئيس الدائرة التي تنظر القضية في 2016، ليكون المستشار عمر سويدان، وبعد ذلك في أكتوبر 2017، عقدت الجلسات برئاسة المستشار سليمان عطا الشاهد. - في 21 يونيو 2014، قضت محكمة جنايات المنيا، بإعدام محمد بديع و182 آخرين والمؤبد ل4 متهمين وبراءة 496 آخرين. - في 11 فبراير 2015، ألغت محكمة النقض، الحكم الصادر غيابياً على مرشد الإخوان بالمؤبد في القضية. - في 15 مارس 2016، قررت محكمة جنايات المنيا إخلاء سبيل 269 متهما على ذمة القضية. - في 29 مارس 2017، بدأت المحكمة في فض الأحراز على مدى 5 جلسات، وظهر فيها واقعة التعدي على مركز شرطة العدوة وسرقة محتوياته، ولحظة التعدي على ضباط وأفراد المركز، كما حوت الأحراز على صور لأحداث الكر والفر التى وقعت بمحيط مركز العدوة، إلى جانب مقاطع فيديو لأشخاص آخرين لم تتضح هويتهم. - كما تضمنت الأحراز فلاشة حوت بعض الصور ومقاطع الفيديو للأحداث بقرية العدوة، واتضح أن الحرز الأول احتوى على 3 صور للمتهم أحمد عاشور وهو يتشاجر بالأسلحة، كما تبين ظهور المتهم محمد شعبان بحوزته سلاح ناري. - في 12 أكتوبر 2016، أكد دفاع المتهم أحمد محمد رقم 312 بأمر الإحالة، أن موكله كان يؤدي الخدمة العسكرية وقت وقوع الأحداث ولم يشارك فيها. - في 27 نوفمبر 2016، ارتدى المتهمون المحبوسون تيشرتات بيضاء اللون مكتوبا عليها بعض العبارات منها "تحيا مصر"، و"يحيا السيسي"، ورسم على التيشرتات علم مصر، كما ردد المتهمون هتافات منها "الجيش والشرطة إيد واحدة"، ويحيا الرئيس السيسي"، و"مصر مصر مصر تحيا مصر". وخلال تلك الجلسة وما إن دخل محمد بديع قفص المحكمة حتى استقبله المتهمون بهتافات منها "يسقط يسقط حكم المرشد"، و"عبد الناصر قالها زمان الإخوان ملهمش أمان"، قام على أثرها حرس المحكمة بنقل بديع من القفص ووضعه داخل قفص منعزل عن باقى المتهمين، خشية التعدي عليه. - في 28 نوفمبر 2016، ردد المتهمون هتافات ضد جماعة الإخوان ومرشدهم، ومنها "يسقط يسقط حكم المرشد"، كما ردد المتهمون فى الجلسة نفسها هتافات مؤيدة للرئيس السيسى، ومنها "تحيا مصر.. ويحيا الرئيس السيسي". - في 28 ديسمبر 2016، ردد المتهمون هتافات منها "مصر مصر مصر.. تحيا مصر"، و"عاش الهلال مع الصليب". - في جلسة 23 من يناير 2017، تلاحظ للمحكمة وجود سيدة عجوز تجلس داخل قاعة المحكمة، تطلب الحديث إليه، فاستمع لشكواها فقالت «أنا تعبانة يا باشا وجاية من الصعيد..أحب على يدك عايزة أشوف ابنى، حاشكى لربنا ومش باشكى غير ليه هو، يطلعوا الولد وأنا أغور فى داهية، أموت أنا إن مت أنا عياله هيضيعوا، بعت البيت وباشحت على عياله، ماحدش راضى يشغلنى"، فقال لها القاضى: "ماتقوليش كده يا أمى.. اتفضلى استريحى.. حاضر هتقعدى مع ابنك وتشوفيه حاضر"، وأمر حرس المحكمة بتقديم كل أوجه الرعاية لها وحسن معاملتها. وسبق ل«التحرير» أن أجرت حواراً مع السيدة العجوز، سلطت فيه الضوء على المأساة التى تعيشها الحاجة «حسنية الجنيدى»، والتى قاربت السبعين من عمرها، وأثر حديثها فى وجدان كثيرين، إذ توسلت للقاضى الذى يحاكم نجلها وأبدت خلال الحوار استعدادها لمسح بلاط المكان الذى يسكن فيه رئيس المحكمة مقابل إطلاق سراح نجلها، التي أكدت براءته وعدم مشاركته في أية أحداث عنف نسبتها إليه النيابة العامة وأجهزة الأمن. أجرت "التحرير" حواراً مع السيدة حسنية جنيدى، صاحبة ال68 عاماً، والدة المتهم عاشور إبراهيم بالقضية المعروفة إعلامياً ب«أحداث العدوة»، وهى المرأة العجوز التي استجاب القاضي لطلبها وسمح لها بلقاء ابنها بعدما جاءت من أقصى الصعيد لرؤيته داخل قاعة المحكمة. قالت العجوز خلال حديثها ل«التحرير» «ابنى محبوس ظلم واتقبض عليه من البيت ومعرفش هو عمل ايه، معملش حاجة والله"، ووجهت حديثها للقاضي: "مستعدة أروح أكنس له البيت والفيلا بتاعته بس يخرج ابنى". وأشارت الأم إلى أن ابنها لديه أربعة أبناء ويبلغ من العمر 24 سنة، ولا تملك غيره على وجه الأرض يقوم على خدمتها، استعنت بيك يا رب ماليش غيرك، ودخلت الأم المسنة فى نوبة من البكاء فى مشهد أبكى الجميع من الحاضرين خلال الجلسة. - وفي جلسة 29 من مارس من عام 2017، أمرت المحكمة بإخلاء سبيل عاشور إبراهيم، نجل الحاجة حسنية الجنيدة، والمعروفة إعلامياً ب"العجوز التى أبكت مصر". - في جلسة 27 نوفمبر 2017، أمرت محكمة جنايات المنيا، بإلقاء القبض على 9 متهمين من المخلي سبيلهم، وقررت تغريم 6 من شهود الإثبات 500 جنيه لكل منهم لعدم حضورهم الجلسة.