شهدت العلاقات بين أنقرةوواشنطن العديد من التوترات خلال الفترة الماضية، إلا أنه من الواضح أن هذه الخلافات لم تؤثر على التعاون العسكري بين البلدين الأعضاء في حلف شمال الأطلنطي "الناتو". إذاعة "صوت أمريكا"، أشارت إلى أنه من المقرر أن يبدأ أفراد القوات الأمريكية تدريب القوات التركية على القيام بدوريات مشتركة بالقرب من مدينة منبج السورية المضطربة خلال الأيام الثلاثة القادمة. وزير الدفاع الأمريكى جيم ماتيس، قال أمس: "أود أن أقول إن التدريب العسكري للقوات التركية سيبدأ في غضون ال72 ساعة القادمة، ومن الممكن أن يكون قبل ذلك بكثير". اقرأ المزيد: تركيا تهدد بإغلاق قاعدة «إنجرليك» أمام أمريكا.. ومحللون: أنقرة ستدفع الثمن وصرح ماتيس للصحفيين على متن طائرة أمريكية، أن معدات وأدوات التدريب الأمريكية، إضافة إلى الضباط المشاركين في التدريب، موجودون الآن في تركيا. وذكرت الإذاعة الأمريكية، أن التدريب يعد أمرًا ضروريًا بين القوات الأمريكية والتركية العاملة بالقرب من منبج، قبل القيام بدوريات مشتركة، حيث تقوم الدولتان في الوقت الحالي، بدوريات "مُنسقة، لكن مستقلة"، حسب وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون". وأضافت، أنه من غير الواضح متى ستبدأ القوات الأمريكية والتركية، القيام بالدوريات المشتركة في سوريا، مشيرة إلى أنها لن تبدأ إلا بعد اكتمال تدريب القوات التركية. يذكر أن مدينة منبج تضم مقاتلي الميليشيات الكردية، حيث تدعم واشنطن المقاتلين الأكراد هناك، في حين تصفهم أنقرة بالإرهابيين. ويقول البنتاجون: إن "الغرض من الدوريات هو دعم الأمن الدائم في منبج، والتمسك بالتزاماتها تجاه تركيا حليفتها في الناتو". أزمات مستمرة بعد احتجاز أنقرة القس الأمريكي أندرو برانسون قبل نحو عامين، أفاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقول: "لن ندفع شيئًا من أجل إطلاق سراح رجل بريء، لكننا سنخنق تركيا". اقرأ المزيد: لماذا تصر تركيا على التعاون مع إيران ومعاداة أمريكا؟ وأضاف ترامب في تغريدة عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، أن الولاياتالمتحدة لن تدفع شيئا لتركيا من أجل إطلاق سراح القس الأمريكي، الذي وصفه بأنه رهينة وطني عظيم. وتتهم أنقرة القس الأمريكي الذي يدير كنيسة إنجيلية صغيرة في مدينة إزمير التركية، بأن له علاقات بحزب العمال الكردستاني المحظور وحركة عبد الله جولن، التي تلقي تركيا باللوم عليها في الانقلاب الفاشل قبل عامين. ونفى برونسون هذه الاتهامات، وقدَم التماسًا إلى محكمة تركية لإطلاق سراحه بعد وضعه رهن الإقامة الجبرية، وطالبها برفع حظر السفر المفروض عليه، إلا أن طلبه قُوبل بالرفض. كانت وزارة الخزانة الأمريكية قد فرضت عقوبات على وزيري العدل والداخلية التركيين، بعد تهديدات من ترامب بفرض "عقوبات كبرى" على تركيا. وهو ما حدث، حيث قرر ترامب مضاعفة الرسوم الجمركية على الواردات التركية بنسبة 20% للألمنيوم و50% للحديد، في وقت سابق من الشهر الجاري، الأمر الذي تسبب في خسائر هائلة للاقتصاد التركي، حيث انخفضت الليرة التركية، اليوم الجمعة، مسجلة 5.86 دولار بعد إغلاقها، أمس الخميس، على مستوى 5.8150. ولم تكن أزمة القس الأمريكي هي الوحيدة بين البلدين، حيث أبدى أردوغان غضبه من عدم اتخاذ الولاياتالمتحدة المزيد من الإجراءات ضد حركة جولن، المتهمة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب في عام 2016، خاصة بعد أن رفضت الولاياتالمتحدة تسليم فتح الله جولن، الذي يعيش في ولاية بنسلفانيا الأمريكية. كما يشكل الدعم الأمريكي للجماعات الكردية المتمردة التي تقاتل تنظيم داعش في شمال سوريا مشكلة كبيرة أخرى في ضوء معركة تركيا ضد التمرد الكردي داخل حدودها. اقرأ المزيد: هل تنتهي الأزمة بين تركياوالولاياتالمتحدة؟ وعلى صعيد التعاون العسكري، أثار توقيع تركيا صفقة لاستيراد منظومة الدفاع الروسية "إس 400"، غضب واشنطن ودفعها إلى تهديدها بوقف التعاون العسكري بينهما. ففي أبريل الماضي ناقش الكونجرس الأمريكي مشروع قانون يهدف إلى منع تسليم مقاتلات "إف - 35 جوينت سترايك" التي تنتجها شركة "لوكهيد مارتن" إلى تركيا، إلا أنه من الواضح أن هذه الخلافات المستمرة حتى الآن، لم تمنع الحليفين في حلف "الناتو" باستمرار التعاون العسكري بينها، وهو ما ظهر بعد إعلان ماتيس قرب موعد تدريب القوات التركية.