الأعوام الأخيرة الماضية تشهد انهيارًا واضحًا في سوق الكاسيت لعزوف المنتجين عن إنتاج ألبومات غنائية، نظرًا للخسائر التي يتكبدونها نتيجة عدم تحقيق نسبة مبيعات تجلب ربحا أو حتى تُغطي ما تم صرفه، وذلك لأسباب عدة مختلفة، منها عمليات القرصنة، التي يُعاني منها العديد من نجوم الغناء في مصر والعالم العربي، إضافة إلى تحديات أخرى متعددة، وعلى هذا يحاول صُناع الأغنية العربية إيجاد طرق تحافظ على تواجد الفنان على الساحة، ومنها طرح أغانِ منفردة "سينجل"، حيث أصبح يراها الكثيرون عوضًا عن عدم طرح ألبوم كامل، في ظل ركود سوق الألبومات. أحمد مكي الممثل ومغني الراب أحمد مكي، كشف عن بعض تفاصيل ألبومه الجديد مقطع فيديو نشره عبر حسابه ب"إنستجرام"، والذي من المقرر أن يبدأ بطرحه خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك بتنزيل كل أغنية على حدة بمفردها، بدلًا من بثها مجمعة، وجار الانتهاء من الألبوم، وطرح كل أغنية على فترات. ويقول مكي: "لما عملت ألبوم (قطر الحياة) صوّرت منه أغنية واحدة، وهي الأغنية دي، واتشافت كتير أكتر من الأغاني التانية، مع إن في أغاني تانية في نفس الألبوم أفضل منها، وأنا قررت إني هنزل كل أغانيّ سينجل، كل شهرين مثلًا هنزل أغنية تاخد حقها وتتسمع كويس وبعدين أنزل حاجة تانية، (وقفة ناصية زمان) كانت أول أغنية ليّا بالطريقة دي، والأغنية التانية هتنزل كمان يومين". محمود العسيلي يعتمد الفنان محمود العسيلي خلال الفترة الأخيرة على طرح أغان سينجل، يراها عوضًا عن طرح ألبوم كامل، ويقوم في الغالب بتصويرها كفيديو كليب، وطرحها عبر حسابه ب"يوتيوب". وآخر أعمال العسيلي أغنية "حلم بعيد"، التي طرحها منذ يومين، من كلمات أمير طعيمة، وإخراج اللبناني إبراهيم حدرج، وخلال العام الجاري طرح أيضًا أغنيتي "في حتة تانية" و"هي"، فضلًا عن أغنية "خاينة" مع محمود الليثي. إيساف الفنان إيساف يطل على جمهوره من حين لآخر بأغنية سينجل، وأوضح في تصريحات سابقة ل"التحرير"، أنه سيقوم بطرح أكثر من أغنية منفردة خلال الفترة المقبلة، واعتبر أن هذه النوعية من الأغنيات تساعد المطرب في التواصل مع جمهوره، مشيرًا إلى أن اهتمام الفنانين بطرح أغنيات سينجل ظاهرة صحية. إيساف أكد أنه لا يريد طرح ألبوم كامل، ويقول: "ما الذي يدفعني للاختفاء عن الساحة الغنائية من أجل تحضير ألبوم يستغرق سنتين، ولا يسمع منه سوى 4 أغنيات فقط، ويكلفني الكثير"، مشيرًا إلى أن عدد الألبومات التي يتم إنتاجها تراجع كثيرا عن الماضي، ومع ذلك ما زال هناك من ينتجون من أجل الفن. ريهام عبد الحكيم المطربة ريهام عبد الحكيم في رصيدها ألبوم غنائي وحيد، وهو "أحلى هدية" المطروح عام 2015، ورغم العديد من التجارب الناجحة، التي سبقت وقدّمتها مثل أغاني "عاشق سارح في الملكوت، بالورقة والقلم، فيها حاجة حلوة"، إلا أن الألبوم لم يلق أي نجاح، وقالت عن ذلك في حوار ل"الشروق": "فكرة عمل ألبوم غنائي آخر مجددًا ليست واردة بالنسبة لي، فأغلب المطربين اتجهوا إلى الأغنية السينجل خلال الفترة الماضية بشكل كبير، نظرًا لما تُعاني منه شركات الإنتاج وسوق الكاسيت". محمد نور العام 2013، شهد طرح آخر ألبوم غنائي للفنان محمد نور، وهو "حلوة الأيام" من إنتاج "مزيكا"، وتحدث عن ذلك خلال حواره مع يارا الجندي، عبر برنامج "لسه فاكر"، على "نجوم إف إم"، فبراير الماضي، مؤكدًا أن معايير السوق تغيرت والألبومات كانت مهمة، لكن من 10 سنوات، لأن المبيعات أصبحت قليلة الآن ما سبب خسارة كبيرة للمنتجين، موضحًا أن هناك أفكارًا جديدة على المنتج تنفيذها كي يربح، من خلال الحفلات، لذلك اتجه عدد من الفنانين للأغاني "السينجل"، متابعًا: "من يقدر يعمل ألبومات بالتأكيد له جمهوره، وحتى لا يختفي الفنان كثيرًا عليه أن يطرح أغاني سواء تترات أو سينجل، والمهم التواجد وعدم الغياب طويلًا عن الجمهور". عبد الفتاح الجريني الفنان المغربي عبد الفتاح الجريني يغيب عن إصدار ألبومات غنائية منذ فترة، وحينما التقت به "التحرير" عقب طرحه أغنية "ده حبيبي" (ديسمبر 2015)، أخبرنا أنه لا يعتقد بأن جماهيريته تأثرت لأنه طالما يشارك في الحفلات اللايف، وقال إنه سيطرح أغاني ألبومه الجديد الواحدة تلو الأخرى، لأنه لا يرغب في تقديم ألبوم يظل 4 شهور فقط في السوق ثم يموت، ووجد في هذه الطريقة وسيلة كي يظل منحنى الألبوم في الصعود، كما أن هذا الأسلوب يساعد في التغلب على مشكلة القرصنة، حيث إنه لا يُفصح عن الألبوم بالكامل فتكون الخسارة كبيرة، إنما أغنية كل فترة، وهذا ما فعله مؤخرًا بطرحه أغنية "100 مرة" يونيو الماضي. نقيب الموسيقيين السابق مصطفى كامل، سبق وصرّح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، في سبتمبر 2016، بأن "سبيل المطرب لتحقيق النجاح المطلوب خلال الفترة الحالية هو طرح أغنيات منفردة، والبعد عن تقديم ألبوم غنائي كامل"، وفي المقابل الفنان محمد مُحيي ذكر في حوار ل"التحرير"، يناير الماضي، إنه رغم اتجاهه في الفترة الأخيرة لتقديم أغاني "سينجل" إلا أن أي فنان يعلم أن الألبومات هي التاريخ الحقيقي، مهما حققت الأغاني المنفردة من نجاح، وبين هذا وذاك تزداد الفجوة ما بين التحديات التي تواجهها صناعة الأغنية المصرية، وما بين المنتج المطروح كل عام.