كتبت:- فاطمة واصل «أكملنا عملية إنسانية لإنقاذ أفراد منظمة مدنية سورية وأسرهم، بسبب تهديد مباشر لحياتهم، وتم نقل هؤلاء الأشخاص إلى بلد مجاور، وعملية الإجلاء جاءت بناءً على طلب الولاياتالمتحدة وعدة دول أوروبية».. بيان أصدره الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، معلنا به إجلاء نحو 800 من أعضاء جماعة الدفاع المدني السوري المعروفة باسم «الخوذ البيضاء» للدفاع المدني وأسرهم إلى الأردن عبر إسرائيل، من جنوب غرب سوريا حيث تشن القوات الحكومية السورية هجوما تدعمه روسيا، وذلك حسبما ذكرت وكالة «رويترز». وقالت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية «بترا» على موقعها الإلكتروني، إن المملكة أذنت للأمم المتحدة بتنظيم مرور نحو 800 مواطن سوري عبر الأردن لتوطينهم في دول غربية، مضيفة أن هؤلاء المواطنين السوريين الذين كانوا يعملون في الدفاع المدني بالمناطق التي كانت تسيطر عليها المعارضة السورية فروا بعد الهجوم الذي شنه الجيش السوري في تلك المناطق، وأن هؤلاء المواطنين السوريين سيبقون في منطقة محددة مغلقة خلال فترة مرورهم عبر الأردن. من جانبه، ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية محمد الكايد، أن الدول التي سيتم التوطين بها هي بريطانياوألمانيا وكندا، موضحا: «قدمت هذه الدول تعهدا خطيا ملزما قانونيا بإعادة توطينهم خلال فترة زمنية محددة بسبب وجود خطر على حياتهم، وتمت الموافقة على الطلب لأسباب إنسانية بحتة». اقرأ أيضا| واشنطن توقف الدعم المادي عن «الخوذ البيضاء» في سوريا ما هي الخوذ البيضاء؟ أنشأت منظمة «الخوذ البيضاء» في عام 2013، وتمارس فعالياتها شكليا كمنظمة تطوعية إنسانية، تتصف بالحياد وعدم التحيز كما هو معلن عنها، وهي جماعة مدنية تطوعية تشكلت على خلفية الحاجة لمواجهة تداعيات الصراع المسلح، وضمت بين صفوفها فئات مختلفة من السوريين، عمالا وحرفيين وطلبة ومهندسين وعاطلين عن العمل، وغيرهم ممن أخذوا على عاتقهم مهمة مساعدة الناس على نحو ما هي عليه مهمة فرق الدفاع المدني المعروفة في العالم. وفي عام 2016، كوفئت المنظمة عبر نيل فيلم «the white helmets» الذي يتناول عملها المحفوف بالمخاطر في إنقاذ المدنيين من ضحايا النزاع في سوريا، بجائزة أوسكار لأفضل فيلم وثائقي قصير، وفي عام 2017 تم ترشيحها لجائزة نوبل للسلام. لكن رغم هذا ورغم الإشادات العالمية، إلا أن شبهات تحوم حول المنظمة وتمويلها، خاصة بعد موقف إسرائيل نحوها اليوم. ويعمل 3700 من عناصر الخوذ البيضاء في مناطق تحت سيطرة الفصائل المعارضة، وبعد اندلاع النزاع في سوريا، نشطوا في إنقاذ المدنيين العالقين تحت الأنقاض أو المحاصرين في جبهات المعارك. وفي المقابل، تتعرض المنظمة لانتقادات حادة من جهات عدة، خاصة من النظام السوري وحليفته روسيا، اللذين يعتبرانها مرتبطة بتنظيم القاعدة وتعمل على تنفيذ أجندات غربية. اقرأ أيضا| مقتل أول مسعفة بمنظمة «الخوذ البيضاء» في سوريا منظمات أوروبية مشبوهة في أبريل الماضي، صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، بأن تمويل «الخوذ البيضاء» في سوريا يتم عبر خطط دقيقة ومتطورة، مشيرة إلى أن تقارير إعلامية كشفت عن تبرعات تسلمتها المنظمة من دول ضالعة في الأزمة السورية مثل الولاياتالمتحدةوبريطانيا وهولندا، وأن صندوق التنمية القطري أعلن عن تقديم مساعدات للمنظمة لشراء معدات وتجهيزات، مضيفة: «لم يتم تحديد قيمة المبلغ، كذلك لم يتم تحديد أي تقنية ستقتنيها المنظمة». وأوضحت زاخاروفا أن جذور هذا التمويل تعود إلى بريطانيا، وأن منظمات أوروبية غير حكومية مشبوهة متورطة في عمليات التمويل. وتواصل تركيا وقطر تمويلهما للمنظمة الإنسانية، إذ قال مدير المنظمة عبد الرحمن المواس: «وقعنا على عقود مشاريع في تركيا وقطر وأنها ستتواصل ولن تتوقف حتى انتهاء مدتها»، فيما قدمت ألمانيا 12 مليون يورو في السنتين الماضيتين للمنظمة، حسب وزارة الخارجية الألمانية. للمزيد من التفاصيل (اضغط هنا) تدعم القاعدة وداعش في مارس 2018، فجرت صحفية تدعى فانيسا بيلي مفاجأة، موضحة أن الصورة الطيبة التي يقدمها الإعلام الغربي ل«الخوذ البيضاء» تتنافى مع ما يراه الباحثون المستقلون في أثناء جولاتهم في سوريا، ومع ما يراه ويعيشه سكان المناطق التي تتواجد فيها المنظمة، وتنظر «بيلي» إلى «الخوذ البيضاء» على أنها جماعة تدعم الأطماع الاستعمارية للدول الغربية وتؤيد نشاطات المجموعات المتطرفة في سوريا، وذلك بحسب ما صرحت به لوكالة «سبوتنيك» الروسية. وذكرت «بيلي»: «يمكن لمن يقضي ساعات معدودة في حلب الشرقية أن يعثر على كمية هائلة من الدلائل على أن منظمة الخوذ البيضاء تمارس العنف أو تتغاضى عن عنف الآخرين واستخدامهم للمدنيين كدروع بشرية، وتقدم المنظمة دعما لتنظيمي القاعدة وداعش من خلال توفير احتياجاتهما ورصد مسارات الطيران السوري والروسي»، موضحة: «أصبحت أنظر للمنظمة بنظرة الارتياب بعدما اكتشفت أن الجماعة تأسست في تركيا، وأسسها الخبير الأمني جيمس لي ميزوريه وهو موظف سابق في مخابرات الجيش البريطاني». وقال «ميزوريه» لمجلة «مينز جورنال»، في عام 2014، إن إنشاء المنظمة تصادف مع وجوده في تركيا حيث قضى إجازته هناك، ورأى لزاما عليه أن يساعد المدنيين في سوريا بعدما استمع إلى اللاجئين القادمين منها الذين حكوا عن الدمار الذي أصاب بلادهم. بينما، تعتقد الصحفية أن العكس هو الصحيح، فوجود «ميزوريه» في تركيا وقتما أنشئت المنظمة لم يكن صدفة، وتم ذلك حين بدأت جهود إسقاط نظام الأسد تتعثر. اقرأ أيضا| لافروف يشكك في شهادات «الخوذ البيضاء» على انتهاكات الغوطة السويد: المنظمة قتلت أطفالا كشفت منظمة «أطباء سويديون لحقوق الإنسان» أن من يسمون أنفسهم منقذين وطوعيين - في إشارة إلى «الخوذ البيضاء» - لم ينقذوا الأطفال السوريين بل على العكس قتلوهم، وبعد التدقيق بالمقاطع المسجلة التي تظهر معاناة أطفال سوريين نتيجة هجوم كيميائي وصفته ب«المفترض»، توصل الخبراء السويديون إلى أن المنقذين يحقنون الأطفال بالأدرينالين في منطقة القلب بواسطة حقنة ذات إبرة طويلة، مع العلم أن الإسعاف الأولي لمصابي الهجوم الكيميائي لا يتم بهذه الطريقة، ولم يتم الضغط على مؤخرة الحقنة في مقطع الفيديو المسجل وهذا يعني أنهم لم يحقنوا الطفل بالدواء. وقالت الصحفية فانيسا بيلي، إنها حاورت الكثيرين من السوريين الذين قالوا لها إن المراكز الإنسانية التابعة لمنظمة «الخوذ البيضاء» تقع دائما قرب قواعد النصرة، وإن الذين يتلقون العلاج في مستشفياتهم معظمهم عسكريون وليسوا مدنيين، واستخدمت الجماعة أحيانا نفس المباني التي تتواجد فيها النصرة وتنظيمات الإرهاب الأخرى.