صلاح قابيل.. أحد الفنانين الذين اشتهروا بالعمل في الدور الثاني بالأفلام، فكما أن الأبطال يحظون بشهرة كبيرة أيضًا يظفر بعض أصحاب الدور الثاني ببعض النجومية، وهو من هؤلاء، فكانت بداياته في ستينيات القرن الماضي، فاستطاع أن يطوع ملامحه، التي تحمل قدرًا كبيرًا من الهيبة والوقار، في تقديمه لمختلف الأدوار، واشتُهر طوال مسيرته الفنية بشخصيات السياسي ورجل الأعمال الفاسد، والنصاب، واللص، وتاجر المخدرات، كما استمر في التمثيل حتى التسعينيات ثم رحل، والمفارقة أن الشهرة الحقيقية جاءته بعد وفاته! فكيف حدث ذلك؟ النشأة ولد صلاح قابيل في 27 يونيو عام 1937، في قرية نوسا الغيط بمركز أجا محافظة الدقهلية، وانتقلت عائلته للعيش في القاهرة، وفيها أكمل دراسته الثانوية، التحق بكلية الحقوق إلا أنه كان مولعًا بالتمثيل مما دفعه لترك دراسته والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ومن هنا كانت بدايته الفنية. وبعد تخرجه في المعهد التحق بفرقة مسرح التليفزيون المصري التي قدّم معها عدة مسرحيات، منها "شيء في صدري، اللص والكلاب، ليلة عاصفة جدًا"، وشُوهد جيدًا من قِبل المخرجين الذين عرفوا موهبته، ولهذا تم ترشيحه في العديد الأدوار الصغيرة، حتى تطور الأمر مع الوقت، وحصل قابيل على أدوار كبيرة. المشوار الفني اقتحم عالم السينما لأول مرة من خلال فيلم "زقاق المدق" عام 1963، ثم "بين القصرين"، ليتبعه بعدة أعمال سينمائية أبرزها "البريء" و"نحن لا نزرع الشوك" و"أغنية على الممر" و"الراقصة والسياسي" و"مسجل خطر" و"المرأة الحديدية" و"ليلة القبض على فاطمة" و"دائرة الانتقام" و"غرام الأفاعي"و"العقرب"، وغيرها، ليصل عدد أفلامه إلى 72 فيلمًا، وتميزت أدواره بالتعددية، فقام بدور المعلم والضابط والمجرم والرجل الطيب والفلاح والسياسي ورجل الأعمال والنصاب والشرير. شارك في العديد من المسلسلات التليفزيونية، ومن أهمها "القاهرة والناس" و"زينب والعرش" و"بكيزة وزغلول" و"ضمير أبلة حكمت" و"ليالي الحلمية 4"، وحقق نجاحًا كبيرًا في أحد أشهر أعماله وأكثرها توهجًا "دموع في عيون وقحة" الذي عُرض في عام 1980، وتعاون خلاله مع المخابرات العامة لتجسيد شخصية "العقيد مدحت". الحياة الخاصة تزوج من الفنانة وداد حمدي لفترة، وكان الزوج الثالث لها إلا أنها لم تُنجب سوى منه، حيث أنجبا ابن وهو الفنان الحالي عمرو صلاح قابيل الذي بدأ في الظهور على الشاشات من خلال مسلسل "خاتم سليمان" 2011. الرحيل توفي بالقاهرة في 3 ديسمبر عام 1992، عن عمر يناهز 61 عامًا، ونتيجةً لذلك تم تغيير سيناريو الجزء الخامس والأخير من مسلسل "ليالي الحلمية"، بحذف دور "علاّم السماحي" من هذا الجزء باعتباره متوفيًا. الحياة بعد الموت! ترددت شائعات كثيرة حول وفاة صلاح قابيل، أشهرها أنه كان مصابًا بمرض السكري، ودخل في غيبوبة جعلت الفريق الطبي المعالج له يتوهم أنه قد توفي بالفعل، وتم إصدار تصريح الدفن وعمل شهادة وفاة له وبالفعل تم دفنه، لكن كانت الصدمة الكبرى عندما تم التشخيص الخاطئ لحالته لأنه لم يكن فارق الحياة، حيث إنه قد قام من غيبوته داخل قبره وحاول الخروج منه لكنه لم يستطع بسبب حجم الحجارة التي كانت تعلو القبر، وحاول أن ينادي بأعلى صوته على أي شخص يستطيع مساعدته، فلم يسمع له أحد سوى حارس المقابر الذي سمع الصوت وأصابه الخوف ظنًا منه أن هناك أشباحا، فترك المكان حتى كانت المفاجأة عندما اكتشف الأمر بالكامل، ووجدوا جثة قابيل خارج القبر بعدما نجح في الخروج من قبره ورفع الحجارة، لكنه أُصيب بأزمة قلبية توفي على أثرها. حقيقة الوفاة نجل الفنان قابيل نفى صحة ما تردد بشأن دفن والده الراحل حيًا، مؤكدًا أن الشائعات وصلت إلى حد زعم البعض أنه قابل الفنان الراحل بعد خروجه من المقبرة وسلم عليه، موضحًا أن والده أُصيب بنزيف في المخ يوم 1 ديسمبر ورحل في 3 ديسمبر عام 1992، بعدما دخل في غيبوبة تامة، وكانت حالته صعبة وميئوس منها، وتم دفنه في نفس يوم وفاته قرب المغرب، وأكد أنه فوجئ بانتشار إشاعة دفن والده حيًا بعد مرور عام كامل على تلك الوفاة، مشيرًا إلى أنه بعد مرور 4 سنوات تُوفيت جدته ودفنت في نفس المقبرة، وتأكد من نزل إليها أن كل شيء كما كان. وفي الوقت نفسه نفى حارس المقبرة "التُربي"، الذي دفن الفنان الراحل، في حديثه لبرنامج "واحد من الناس"، فبراير 2016، تلك الرواية الغريبة، وأكد أن جثمان الفنان الراحل لم يتحرك من مكانه يمينًا أو يسارًا.