بات معلومًا لدى الشعب الفلسطيني، أن "صفقة القرن" التي تروج لها أمريكا بالتعاون مع المحتل الإسرائيلي، ما هي إلا خطوات لتصفية القضية العربية الأكثر جدلًا عبر شطب القدس كعاصمة لدولة فلسطين وحق العودة من خلال إنهاء عمل وكالة "الأونروا" في ظل العجز المالي الذي تشهده. أمس، بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع كبير مستشاري الرئيس الأمريكي وصهره جاريد كوشنير ومبعوث عملية السلام جيسون جرينبلات في عملية السلام والدعم الإنساني لقطاع غزة، "صفقة القرن" المتوقع أن تُعلن قريبًا لتسوية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي. مسؤولون إسرائيليون، أكدوا أن كوشنير وجرينبلات والسفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان ناقشوا مع نتنياهو تخفيف حدة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مع الحفاظ على أمن إسرائيل، بحسب صحيفة القدس.
الزيارة التي يقوم بها مبعوث ترامب، توضح مساعى الإدارة الأمريكية لخفض التوتر والتصيعد مع الفلسطينيين، وذلك من أجل إقناعهم بصفقة القرن. اقرأ أيضًا: صفقة القرن│أمريكا تتأهب للإعلان عنها.. ومخاوف فلسطينية من المجهول المفاجأة هنا، هو ما كشفت عنه صحيفة هآرتس العبرية اليوم، بشأن "صفقة القرن"، حيث أكدت أنها تتضمن دولة فلسطينية "منقوصة"، وتطالب بانسحاب إسرائيلي من أربع أو خمس قرى شرق القدسالمحتلة وشمالها (شعفاط وجبل المكبر والعيساوية وأبو ديس) تكون "أبو ديس" عاصمة للدولة الفلسطينية، مع إبقاء البلدة القديمة المحتلة والمسجد الأقصى المبارك، تحت الاحتلال. "إسرائيل لا تطالَب بتقديم شيء باستثناء الانسحاب من الأحياء الأربعة أو الخمسة، من دون المساس بأي من المستوطنات داخل الجدار الفاصل وخارجه على السواء، أي الإبقاء حتى على المستوطنات المنتشرة في أعماق الضفة الغربية"، بحسب الصحيفة. السؤال هنا.. هل يقبل الفلسطينيون بالخطة؟ المعلق العسكري في الصحيفة العبرية، عاموس هارئيل، استبعد موافقة الشعب الفلسطيني على صفقة القرن، نظرا لأنها تنتقص من حقوقهم. "هارئيل" ربط أيضًا بين الخطة الأمريكية المتوقعة واللقاء في عمان بين العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ونتنياهو، موضحًا أنه يهدف إلى كسر الجمود في العلاقات، وبث رسالة طمأنة عن أهمية التنسيق بين الجانبين في أبعاد مبادرة السلام، والحفاظ على الوضع القائم في الأماكن المقدسة بالقدسالمحتلة. اقرأ أيضًا: فلسطين التاريخية والإطاحة بملك الأردن.. أوهام إسرائيلية لتمرير صفقة القرن ورغم أن موعد الإعلان عن الصفقة ليس معروفًا، فإن التفاصيل التي يتم تسريبها عمدًا كما يبدو بهدف جس نبض الأطراف تبدو موثوقة، ولا تتضمن الخطة إخلاء إسرائيل أيا من المستوطنات التي أقامتها بعد عام 1967، ويبقى غور الأردن المحتل تحت السيطرة الإسرائيلية، وأيضًا أن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة الجيش والسلاح الثقيل، وفقًا ل"الكاتب". المعلق العسكري الإسرائيلي، يرى إن كانت الخطة المقترحة دقيقة، فهي بمثابة منح الفلسطينيين دولة منقوصة، كما أنها لا تلبي المطالب الفلسطينية، متوقعًا أن تعلن السلطة الفلسطينية أن الخطة لا يمكن أن تشكل حتى نقطة انطلاق للتفاوض حولها. وفي رد فعل فلسطيني أولي، قال عضو المجلس الثوري لحركة "فتح": إن "الصفقة الأمريكية التي يتم ترويجها مصيرها الفشل، إضافة إلى أن زيارات كوشنير وجرينبلات مشبوهة ولن تُجدي إلا صفرا كبيرا، بحسب وكالة سما. من ناحية أخرى، أفاد المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، أن الجولات الأمريكية المتعددة للمنطقة، واستمرار البحث عن أفكار أو الإعداد لصفقة أو خطة، متجاوزة القيادة الفلسطينية وموقفها الثابت من القدس وإقامة الدولة الفلسطينية وقضية اللاجئين، لن تؤدى سوى إلى طريق مسدود. اقرأ أيضًا: 11 فيتو أمريكي في خدمة الكيان الصهيوني ضد «روح فلسطين» وطالب أبو ردينة، الوفد الأمريكي بضرورة التخلص من الوهم القائم على إمكانية خلق حقائق مزيفة من خلال مناورات سياسية تسوق لتلك الأوهام، وتحاول تزييف التاريخ، بحسب الوكالة الفلسطينية. خلاصة القول أن العنوان الصحيح لتحقيق السلام العادل والدائم والذي لا يمكن تجاوزه، لا إقليميا ولا دوليا، بل يجب أن يمر بصاحب القرار الفلسطيني هو المتمثل فى رئيس دولة فلسطين محمود عباس، وأعضاء القيادة الفلسطينية المدعومة بالشرعية والمساندة العربية، التي أبلغت الوفد الأمريكي ذلك بوضوح. فاستمرار العبث بمصير المنطقة لن يزيد الأمور سوى اشتعال وتوتر، وأن الحل للصراع يكون فقط مع الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية، المدعومين من أشقائهم العرب جميعا شعوبا وحكومات، وفقا لمتحدث الرئاسة. ويرفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاجتماع أو التحدث مع مسؤولي البيت الأبيض، منذ أن خالف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقودًا من السياسة الأمريكية بشأن القدسالمحتلة، واعترف بها عاصمة لإسرائيل، ثم إعلان نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إليها.