يستعد الفلسطينيون لمشهد غضب جديد، مع اقتراب الإدارة الأمريكية من إعلان بنود صفقة القرن بشأن خطة السلام مع تل أبيب، في مسعى لتطبيق رؤيتها عمليا على الأرض باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل. أمس، بحث الفريق الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط، جاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترامب، ومستشاره، وجيسون جرينبلات، مبعوث واشنطن للمفاوضات، والمندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأممالمتحدة، نيكي هايلي، مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، خطة السلام المرتقب إعلانها، المعروفة ب"صفقة القرن". البيت الأبيض أكد أن الولاياتالمتحدة تبذل جهودا لتعزيز السلام في المنطقة وضمان الاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة، لكن صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أشارت إلى أن الأممالمتحدة، أدانت استخدام إسرائيل المفرط للقوة ضد الفلسطينيين العزل، بعد تراجع التأييد لمشروع قرار أمريكي يدين "حماس"، واعتبرتها مسؤولة عن تصعيد العنف في غزة. اقرأ أيضًا: التحرير الفلسطينية: لم يتم إبلاغنا بأي ملامح ل«صفقة القرن» في حين ذكرت مصادر أن خطة السلام التي يعدها الفريق الأمريكي لن يتم الإعلان عنها قبل أغسطس المقبل، بحسب صحيفة "إسرائيل هايوم"، الإسرائيلية. لكن يبدو أن الرئيس ترامب، مستعد لكسر تقاليد السياسة الأمريكية تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولن يتراجع عما يُعرف ب"صفقة القرن" لنشر السلام. المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، أفاد بأن الحديث عن جولة أمريكية جديدة لبحث ما تسمى "صفقة القرن" مضيعة للوقت، وسيكون مصيرها الفشل إذا استمرت في تجاوز الشرعية الفلسطينية المتمسكة بالثوابت المتفق عليها عربيًا ودوليًا. وواصل أبو ردينة مهاجمته للإدارة الأمريكية، قائلًا: إن "الجولة التي بدأت في الأممالمتحدة، وبحثت عن أفكار مبهمة لفصل غزة تحت شعارات إنسانية مقابل التنازل عن القدس ومقدساتها، لن تحقق شيئًا"، حسب فلسطين اليوم. فالشعب الفلسطيني يرى أن أي اتفاق يجب أن يلتزم بالشرعية العربية وقرارات مجلس الأمن الدولي، وفي الأساس منها الموافقة عليه، وإلا سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار ويدفع المنطقة نحو المجهول. اقرأ أيضًا: فلسطين التاريخية والإطاحة بملك الأردن.. أوهام إسرائيلية لتمرير صفقة القرن ورغم الرفض الفلسطيني لمساعي إدارة ترامب، فإن البيت الأبيض أكد أن كوشنر وجرينبلات سيبدآن الأسبوع المقبل جولة في إسرائيل ومصر والأردن وقطر والسعودية لبحث الأوضاع في غزة، ولتسويق خطة السلام الأمريكية، حسب روسيا اليوم. من جهة أخرى، قالت القناة العاشرة الإسرائيلية: إن "وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون عرض على كوشنر عقد اجتماع لمناقشة خطة السلام التي يزمع الجانب الأمريكي طرحها قريبًا". "جونسون" اقترح أن يضم الاجتماع وزراء خارجية بريطانيا وألمانيا وفرنسا والسعودية ومصر والأردن لتحديد خطوط حمراء لمبادئ عملية السلام، على نحو يسهم في إقناع الطرف الفلسطيني بالانضمام إلى المفاوضات لاحقًا. المثير هنا أن اقتراح الوزير البريطاني استثنى الفلسطينيين من الاجتماع المشترك، وهو ما يؤكد وجود اتجاه لفرض صفقة القرن على الشعب الفلسطيني لصالح إسرائيل. اقرأ أيضًا: أبو الغيط عن صفقة القرن: «مفيش الكلام ده» أمير سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أفاد بأنه يملك معلومات حول الاجتماع الذي اقترحه جونسون، وأكد أن الجولة المزمعة لكوشنر وجرينبلات في المنطقة تهدف إلى الإيحاء بأن هناك خطة أمريكية، بينما تطبق الولاياتالمتحدة رؤيتها عمليا على الأرض دعما لإسرائيل. فجهود الإدارة الأمريكية ما هي إلا بداية لشطب المشروع الوطني الفلسطيني، وأن عليهم اختيار "الاستسلام والقبول بتحويل قضيتهم من قضية سياسية إلى قضية إنسانية". كانت صحيفة "إسرائيل اليوم" قد ذكرت مؤخرا أن صفقة القرن أصبحت في مراحلها الأخيرة، وأن استدعاء السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفد فريدمان إلى واشنطن مؤخرًا يهدف إلى وضع اللمسات الأخيرة عليها. واحتلت إسرائيل القدسالشرقية في حرب 1967، ولا يعترف المجتمع الدولي بسيادتها، بينما يطالب الفلسطينيونبالقدسالشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.