أيام قليلة، ويعلن القائد العسكري المشير خليفة حفتر تحرير مدينة درنة من قبضة العناصر الإرهابية، خاصة بعد أن أصبحت المنطقة محاصرة بالكامل. مسؤول عسكري ليبي بارز، أكد أن قوات الجيش اقتربت إلى حد كبير من وضع نهاية لأسطورة المتطرفين، الذين هيمنوا على مدينة درنة بقوة السلاح خلال السنوات الماضية، وأن قائد الجيش المشير خليفة حفتر يتهيأ لإعلان تحرير كامل للمدينة قبل العيد، بحسب "الشرق الأوسط". تصريحات المسؤول العسكري جاءت غداة إعلان القيادة العامة للجيش الليبي إحكام سيطرتها على منطقة شيحا الغربية في مدينة درنة، ومباشرة القوات تمشيطها من الألغام والعبوات الناسفة. وتعد منطقة شيحة الغربية من أهم مناطق مدينة درنة، وواحدة من آخر ثلاث مناطق تبقت للجماعات الإرهابية المتحصنة بين السكان. اقرأ أيضًا: ليبيا تواصل محاربتها للإرهاب بدرنة.. وحفتر يكشف تحالف الإخوان مع داعش وعمل حفتر أيضًا، على بسط سيطرته على مساحات واسعة من مدينة درنة وأهمها السيطرة على ميناء درنة والساحل الشرقى لمدينة درنة وعدد من الأحياء فى الساحل الغربى لمدينة، فضلا عن تحرير عدد من الأحياء وسط درنة وملاحقة فلول القاعدة والجماعات المتطرفة التى هيمنت على المدينة لمدة ست سنوات. مسئولون ليبيون، أشادوا بنجاحات القوات المسلحة الليبية فى تحرير مدينة درنة من قبضة الإرهابيين، مؤكدين دعم أبناء الشعب الليبي لجهود قوات الجيش فى مكافحة الإرهاب والتطرف بالبلاد، مشددين على أهمية دعم البرلمان الليبي والحكومة الليبية المؤقتة لجهود القوات المسلحة الليبية في بسط الأمن والاستقرار في كل ربوع البلاد، وفقًا ل"الحياة السعودية". وتقوم قوات الشرطة الليبية بممارسة مهامها في تأمين المدينة من الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وبثت قناة الحدث الليبية مقتطفات من خطبة الجمعة في مسجد حمزة بن عبد المطلب الذي سيطرت عليه الجماعات المتطرفة لسنوات. وتمكنت قوات الجيش الليبي، من إلقاء القبض على الإرهابي صدام ضرغام المتورط في ذبح عشرات المدنيين والعسكريين من أهالي المدينة، وأطلق أهالى درنة على "ضرغام" جزار تنظيم داعش الإرهابي. اقرأ أيضًا: الناتو يتأهب للتدخل في ليبيا.. ومخطط لإفشال جهود الاستقلال كان الجيش الوطنى الليبى قد أعلن إلقاء القبض على مسئول الملف الأمني فيما يسمى مجلس شورى مجاهدى درنة التابع لتنظيم القاعدة، المدعو "يحيى الأسطى عمر". مصادر عسكرية ليبية أكدت أيضًا أن أبرز القيادات الإرهابية التي تم رصد مشاركتها فى المواجهات ضد القوات المسلحة الليبية تتحصن فيما تبقى من مدينة درنة بمن فيهم المتحدث باسم "مجاهدي درنة" وزعيم "أنصار الشريعة". ويأتي القبض على المسئول الإرهابي بعد يوم على سيطرة الجيش الوطني الليبي بالكامل على ساحل مدينة درنة، بعد طرد الميليشيات التابعة لتنظيم القاعدة من مواقعها، وفقًا للصحيفة السعودية. وأصدر القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر، أوامر بتحرك سرية من القوات الخاصة البحرية "الضفادع البشرية" للمشاركة فى عملية تحرير مدينة درنة. ويأتي هذا التكليف لسرية الضفادع البشرية لخبرتهم في قتال الشوارع وتمرس أغلب المقاتلين في صفوف القوات الخاصة البحرية لتجاربهم السابقة بمعركة تحرير سوق الحوت بمدينة بنغازي شرق البلاد. اقرأ أيضًا: جدل حول تدخل فرنسا بالصراع الليبي.. ومصر تقود مبادرة لإنهاء الأزمة من ناحيته، قال ناصر الهواري الباحث الليبي في شؤون الحركات المتطرفة: إن "عملية تحرير درنة تعزز من مكانة القوات المسلحة في الشرق وعموم ليبيا، وتؤكد أن هيبة الدولة بيد القوات المسلحة التي استطاعت تحرير المدن الليبية وطرد الجماعات والمليشيات المتطرفة والإرهابية"، بحسب سبوتنيك. فتحرير درنة سينعكس على الوضع السياسي في ليبيا، خاصة أن الجيش الليبي يعزز من وجوده يوما بعد يوم، وأصبح لديه ورقة تفاوضية قوية فيما يتعلق بالعملية السياسية، وأن سيطرته على مساحات شاسعة من الحدود المصرية حتى مدينة سرت تؤكد قدرته على حسم الفوضى والإمساك بزمام الأمور. الباحث الليبي، أكد أن درنة كانت منذ 1996 الموطن الرئيسي للجماعات المتطرفة، وكان تنظيم القاعدة المسيطر على المدينة لسنوات عدة، وحتى بعد سيطرة داعش في العام 2014 عادت درنة إلى سيطرة القاعدة مرة أخرى، لكن الجيش تمكن حاليا من إجبار العناصر على تسليم أنفسهم أو الحروب إلى المناطق الجبلية. وأشار الهواري إلى أن التنظيمات التي تعاقبت على المدينة كانت تحت أسماء مختلقة إلا أن القاعدة ظلت المسيطر حتى الآن، ومن بين هذه التنظيمات (شباب الإسلام، تنظيم كتائب البتار، تنظيم داعش، ومؤخرا مجلس شورى مجاهدي درنة)، الذي حاول الاستمرار تحت مسمى آخر وهو "قوة حماية درنة" هربًا من الملاحقة الأمنية، إلا أن القوات المسلحة تمكنت من السيطرة على درنة هذه الأيام. يشار إلى أن القوات المسلحة الليبية كانت قد استعادت الأيام الماضية 75% من المدينة من يد التنظيمات الإرهابية التي سيطرت على المدينة أكثر من 6 أعوام كاملة.