يأمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في الحصول على مجموعة من الحلول السريعة والسهلة، خلال قمة سنغافورة، مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، والمقرر لها 12 يونيو المقبل، إذ قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن الرئيس الأمريكي يريد الحصول على نتائج فورية، فيما يتعلق باتفاق نزع الأسلحة النووية، في مقابل تقديم المساعدات الغذائية والاستثمارات وغيرها من أشكال الدعم. وإذا تم رفع العقوبات عن كوريا الشمالية، يمكن أن يشمل الاتفاق، افتتاح فرع مطعم "برجر" أمريكي في بيونج يانج، وفقا لتقرير لوكالة الاستخبارات المركزية. إلا أن بعض الدول المتنافسة مع الولاياتالمتحدة، ترغب أيضا في المشاركة في هذه اللحظة، كما تأمل في تحقيق مكاسب استراتيجية وتجارية، وتتهافت من أجل ضمان أن تسفر القمة عن نتائج تلائم تطلعاتها أيضًا. وأضافت "الجارديان" أن المصالح المتنافسة والمختلفة لكل من الصينوروسياواليابانوكوريا الجنوبية، وكيم نفسه، قد تفسد آمال ترامب، حيث كان سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي، آخر ضيف غير مدعو، يحاول التطفل على قمة ترامب وكيم، واجتمع لافروف مع نظيره الكوري الشمالي ري يونج هو، في بيونج يانج، اليوم الخميس، وهذه هي المرة الثانية التي يلتقيا فيها خلال هذا الشهر بعد فترة من القطيعة، وتعكس هذه اللقاءات اهتمام روسيا بالمشاركة في تشكيل مستقبل كوريا الشمالية بعد العقوبات. اقرأ المزيد: هل تنهي دبلوماسية «البرجر» أزمة كوريا الشمالية؟ يذكر أن روسيا دعمت كوريا الشمالية بعد الاستقلال وخلال الحرب الكورية، وحافظا على علاقات دبلوماسية وصناعية واستثمارية وثيقة خلال الحرب الباردة، ووقعا على معاهدة صداقة في عام 2000، وتدهورت العلاقات في الآونة الأخيرة بسبب قضية الأسلحة النووية. وعلى خلفية جهود ترامب لحل الأزمة الكورية الشمالية، يريد لافروف الآن استئناف وتوسيع العلاقات الثنائية القديمة بين موسكووبيونج يانج. كما تبقي الصين نظرها على النوايا الأمريكية، حيث من الممكن أن تلعب دور المخرب للقمة، فآخر شيء تريده بكين هو رؤية كوريا الشمالية تتبني الأيديولوجية الرأسمالية أو التعددية الديمقراطية. اقرأ المزيد: هل يؤثر انسحاب القوات الأمريكية من شبه الجزيرة الكورية على موازين القوى؟ وربما يكون الاجتماع كوريا الشمالية، قد أثار قلق الصين، حيث سيتسبب أي تقارب بين الكوريتين في توسيع النفوذ الأميركي في المنطقة، وهو ما يمثل أخبار سيئة لبكين. وأشارت "الجارديان" إلى أن الصين قد تؤيد قرار كوريا الشمالية بنزع أسلحتها، حيث دعمت منذ فترة طويلة نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، كما أن أي تطور في اقتصاد كوريا الشمالية سيكون موضع ترحيب أيضًا في الصين. وفي كوريا الجنوبية أظهر مون جاي إن، أنه شخص يمكن الاعتماد عليه عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع قمة كيم وترامب، فبعد أن انتقدت بيونج يانج البيت الأبيض بعد الإشارة إلى ليبيا كنموذج يمكن اتباعه في التعامل مع كوريا الشمالية، وإلغاء ترامب للقمة، عمل مون على الحد من هذه أضرار هذه القرارات، ويبدو أن جهوده أتت ثمارها، حيث أعلن ترامب أن القمة ستعقد في موعدها. كما يمتلك مون الشجاعة والقدرة على تحدي الولاياتالمتحدة، والتوصل إلى اتفاق منفصل مع كيم إذا ما انسحب ترامب من المفاوضات، حيث يريد الكوريون الجنوبيون التوصل لمعاهدة سلام مع كوريا الشمالية، وتعزيز التعاون الاجتماعي والاقتصادي. وقد نما شعور متزايد في كوريا الجنوبية بأن ترامب لا يهتم بمصالح كوريا الجنوبية، وذلك بعد أن هدد بشن حرب شاملة على بيونج يانج في العام الماضي. اقرأ المزيد: لماذا يريد كيم عقد القمة الكورية الأمريكية في موعدها؟ من جانبها، تضع اليابان قضية المواطنين اليابانيين الذين اختطفتهم بيونج يانج على رأس قائمة طلباتها من القمة، حيث سيتسبب أي اتفاق يتوصل إليه ترامب دون تقديم حل لهذه المشكلة في خيبة أمل لطوكيو. ويرى البعض أن مناقشة سجل النظام الكوري الشمالي الفاضح في حقوق الإنسان في القمة، قد يمثل خطأ كبير، وقد يتسبب في انهيار أي اتفاق محتمل. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه حتى من دون الأجندات والتدخل من الدول الأخرى، قد لا يحصل ترامب على ما يريد من القمة، على الرغم من ادعائه بالعكس. وكشف تقرير جديد لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، أن هدف ترامب الرئيسي من القمة بإقناع كيم بالتخلي الفوري عن أسلحته النووية، لا يمكن تحقيقه على المدى القريب، وسوف يستغرق الأمر عقودًا حتى لو تم الاتفاق عليه. ويبدو أنه على ترامب الاكتفاء، في الوقت الحالي، بمبادرات النوايا الحسنة، مثل افتتاح فرع لمطعم "ماكدونالدز" في بيونج يانج.