العلاقة بين الحكومة الإسرائيلية، والإدارة الأمريكية خلال فترة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لم تكن في أحسن حالاتها، وهو ما ظهر في العديد من المواقف. آخرها ما كشفت عنه شبكة "إن بي سي" الأمريكية، أن شركة "بلاك كيوب"، وهي شركة استخبارات إسرائيلية غامضة، استخدمت للتشهير بمسؤولين في إدارة أوباما، مشاركين في الإعداد للاتفاق النووي الإيراني. وجاء هذا في إطار جهود سرية لتشويه سمعة الاتفاق الدولي، مما يعزز التقارير السابقة التي أشارت إلى تدخل شركات تابعة "للموساد" في الحياة السياسية الأمريكية. وقال مصدر مطلع على أنشطة "بلاك كيوب" المتعلقة بالاتفاق النووي لشبكة "إن بي سي": "إن الشركة لم تكن لتعمل ضد المصالح الإسرائيلية"، مضيفًا أن الشركة كانت "أشبه بفرع خاص من الموساد". اقرأ المزيد: نيويورك تايمز: شركة إسرائيلية متورطة بالتدخل في الانتخابات الأمريكية وأكد المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته خوفا من انتقام "بلاك كيوب" أن ذلك كان يهدف إلى "التلميح إلى أننا أقوياء جدا ولدينا علاقات ويمكن استغلالها، وأشار المصدر إلى أن الحكومة الإسرائيلية كانت على علم بجهود بلاك كيوب. وأكد التقرير أن "بلاك كيوب" بدأت في جمع معلومات عن بن رودس وكولين كاهل ومسؤولين آخرين بعد أيام من زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإسرائيل في مايو الماضي، وقال المصدر إن الحملة السرية بدأت "لصالح ترامب"، لكن لم يكن هناك أي دليل مباشر يربط بين إدارته والشركة الإسرائيلية. لكنه ألمح إلى أن عداء ترامب تجاه باراك أوباما قد يكون هو الدافع وراء العملية، قائلًا "لماذا يقضون كل هذا الوقت وينفقون كل هذه الأموال لتبدو الصفقة برمتها غير صالحة، إلا إذا كانوا مهووسين بتدمير إرث أوباما؟". وقد تم الإعلان في البداية عن الجهود التي تبذلها إدارة ترامب لتشويه سمعة الاتفاق النووي الإيراني الذي وقعه أوباما، للمرة الأولى، في وقت سابق من هذا الشهر. وفي بيان موجه إلى شبكة "إن بي سي"، نفت "بلاك كيوب" هذه التقارير، قائلة إنه "لا علاقة لها إطلاقًا بإدارة ترامب، أو بمساعدي ترامب، أو بأي شخص قريب من الإدارة أو بالاتفاق النووي الإيراني"، واصفة "اتهام بلاك كيوب باستهداف المسؤولين الأمريكيين هو تضليل للقراء والمشاهدين". اقرأ المزيد:«طهران تعمل على صنع قنبلة».. ما لم يقله نتنياهو عن برنامج إيران النووي لكن مصادر مطلعة على أنشطة "بلاك كيوب" أخبرت الشبكة الأمريكية أنه تم التعاقد مع الشركة للكشف عن أدلة على سلوك غير مألوف، مثل المخالفات المالية أو الجنسية، من جانب العاملين على الاتفاقية الإيرانية، بما في ذلك مساعدو إدارة أوباما، كاهل ورودس. وقالت التقارير إن العملية جزء من جهود أوسع لتبرير قرار ترامب، الذي اتخذه في وقت سابق من هذا الشهر بانسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاقية. وصرح كاهل لشبكة "إن بي سي"، أنه خلال الفترة التي يُزعم أن "بلاك كيوب" استُخدمت فيها للتحقيق حوله، اتصلت شركة بريطانية خاصة، بزوجته ريبيكا، وأرادت مناقشة جهودها لجمع التبرعات في مدرسة ابنتهما، وقال إنه وزوجته أصبحا يشكّان في الأمر، وأنهيا هذه المراسلات. وحصلت "إن بي سي" على نسخة من ملف "بلاك كيوب" حول زوجة "كاهل" والتي تضمنت معلومات شخصية عن عائلة كاهل وأقاربهم. وقال كاهل عن الملف إنه "من المريب أن نعرف أن أحدًا ما، كان يحاول البحث في ملفك الشخصي وأسماء أسلافك وأطفالك وزوجتك والمكان الذي تعيش فيه"، واصفًا الأمر بأنه "غير أخلاقي تمامًا". اقرأ المزيد: تورط شركة إسرائيلية في جهود إدارة ترامب للانسحاب من الاتفاق النووي وفقا للتقرير، سعت إحدى موظفي "بلاك كيوب" أيضا إلى إقامة صداقة مع زوجة "رودس"، خلال نفس الفترة، تحت ستار تقديم وظيفة مستشار سياسي في برنامج تليفزيوني. ومن جانبه لم يستجب البيت الأبيض للتقارير حول أنشطة "بلاك كيوب"، لكن كبار النواب الديمقراطيين في لجان مجلس الرقابة الداخلية والشؤون الخارجية بالكونجرس الأمريكي، طلبوا هذا الأسبوع من الوكالة مشاركة أي معلومات لديها حول الحملة المزعومة لتقويض إدارة أوباما. وقالت رسالة أرسلها النواب إيليا كامينجز وإليوت إنجل يوم الخميس، إنه إذا كانت التقارير دقيقة، فإنها "تثير أسئلة خطيرة حول كيف ولماذا كان كيان أجنبي منخرطًا في محاولة التأثير سرًا على أمور السياسة الخارجية للولايات المتحدة". ومن جهة أخرى، ذكرت تقارير سابقة أن "بلاك كيوب" راقبت ضحايا مزعومين للمخرج الهوليودي هارفي واينستين، الذي تم اعتقاله يوم الجمعة بتهم الاغتصاب. حيث ذكرت صحيفة "نيويوركر" في نوفمبر الماضي، أن واينستين استأجر "بلاك كيوب" مقابل 1.3 مليون دولار للقضاء على مزاعم أنه اعتدى جنسيًا على عشرات النساء.