يبدو أن إسرائيل لن تتوقف عن محاولاتها حتى تقضي بشكل كامل على خطة العمل المشتركة الشاملة، المعروفة باسم الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى. فبعد العرض الدرامي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الإثنين الماضي، الذي ادعى خلاله كذب إيران بخصوص منشآتها النووية أثناء مفاوضات الاتفاقية، ظهرت أدلة جديدة عن التورط الإسرائيلي في التأثير على الولاياتالمتحدة للانسحاب من الاتفاق النووي. حيث كشفت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية، قيام أشخاص مقربين من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالتعاقد مع شركة استخبارات إسرائيلية خاصة، لتشويه سمعة شخصيات من إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، كانوا ضالعين في التفاوض على الاتفاقية. ووفقاً للتقرير الذي نشرته الصحيفة، وجاء قبيل إعلان ترامب حول ما إذا كان سينسحب من الاتفاق في 12 مايو، اتصل مساعدو الرئيس بالشركة الإسرائيلية بعد وقت قصير من زيارته إلى إسرائيل في مايو الماضي، وطلبوا معلومات حول كل من "بن رودس" وكولين كاهل المسئولين في إدارة أوباما. اقرأ المزيد: «طهران تعمل على صنع قنبلة».. ما لم يقله نتنياهو عن برنامج إيران النووي ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع على الحملة قوله، إن "الفكرة كانت أن يسعى المقربون من ترامب للتشكيك في مصداقية الشخصيات المحورية في توقيع الاتفاقية، مما يسهل الانسحاب منها". واستشهد التقرير بالوثائق التي تبين أن شركة الاستخبارات الإسرائيلية، تم توظيفها لنشر معلومات عن الحياة الشخصية والمهنية لكاهل ورودس، بما في ذلك أية علاقات لهما مع جماعات الضغط المؤيدة لإيران، وكذلك أية مؤشرات على أن الاثنين قد استفادا من الصفقة، إما سياسيا أو شخصيا. يذكر أن رودس كان يشغل منصب نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي لشؤون الاتصالات الإستراتيجية، في عهد أوباما، فيما شغل كاهل منصب مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس السابق جو بايدن. وقال التقرير إن المحققين الإسرائيليين تم التعاقد معهم أيضا للتواصل مع صحفيين أمريكيين وإيرانيين بارزين، وصحفيين عاملين بمنافذ إعلامية ليبرالية كانت على اتصال مع كاهل ورودس، وذلك لتحديد ما إذا كانوا قد خرقوا البروتوكول وسربوا أية معلومات عن الاتفاقية، ومن بين تلك المنافذ "نيويورك تايمز" و"فوكس" و"أتلانتيك" و"إم إس إن بي سي" و"هآرتس". اقرأ المزيد: ماذا سيحدث إذا انسحب ترامب من الاتفاقية النووية مع إيران؟ وقال التقرير إنه لم يتضح حجم العمل الذي قامت به الشركة الإسرائيلية وما المواد التي جمعتها. ونقلت الصحيفة البريطانية عن رودس قوله: "لم أكن على علم، لكنني لست متفاجئًا"، مضيفًا: "أود أن أقول إن تشويه سمعة شخص ما للقيام بمسؤولياته المهنية، كمسؤولين في البيت الأبيض هو تصرف استبدادي تقشعر له الأبدان". ونقل التقرير عن دبلوماسي بريطاني سابق رفيع المستوى لم يذكر اسمه قوله: "إنه لأمر مثير للغضب الشديد القيام بذلك"، مؤكدًا: "الهدف الكامل من المفاوضات هو عدم لعب الحيل القذرة مثل هذه". التقرير جاء في الوقت الذي يقترب فيه الموعد النهائي الذي حدده ترامب في 12 مايو، لتقرير ما إذا كان سينسحب من الاتفاق النووي الإيراني. وكان ترامب قد منح في يناير الماضي، مهلة للكونجرس والحلفاء الأوروبيين إما لتعديل الاتفاقية، وإصلاح العيوب، أو عدم التوقيع على قرار رفع العقوبات عن طهران. اقرأ المزيد: أزمة الاتفاق النووي.. إيران تهدد بتخصيب اليورانيوم بمستويات أعلى ولم يقل الرئيس الأمريكي صراحة ماذا سيفعل، لكن يوم الاثنين، بعد أن عقد نتنياهو مؤتمرًا صحفيًا شرح فيه بالتفصيل معلومات استخباراتية مسروقة حول جهود إيران السرية السابقة لتصميم أسلحة نووية، عبّر ترامب عن وجود ما يبرر قراره بالانسحاب. وقال: "ما يحدث اليوم وما حدث خلال الفترة الأخيرة الماضية وما علمناه، أظهر بالفعل أنني على صواب بنسبة 100%"، وأضاف: "هذا ليس وضعا مقبولا".