«نفوس حائرة وأجساد ضعيفة أنهكتها الديون والعوز للآخرين، إضافةً إلى تدهور العلاقات الاجتماعية، وتفكك الأهل والأصدقاء، ويبقى (الدين) هو الأمر الذى يدق ناقوس الخطر بوجود أكثر من 20 حالة انتحار فى مصر خلال شهرين فقط». «التحرير» .. تستعرض وقائع مؤلمة لأشخاص تخلصوا من ديونهم دفعة واحدة عن طريق التخلص من حياتهم ذاتها. أقدم شاب على الانتحار بمدينة الإسكندرية، لمروره بحالة نفسية سيئة، وكان اللواء مصطفى مصطفى النمر، مدير أمن الإسكندرية، تلقى إخطارًا من مأمور قسم ثانى الرمل بانتحار شاب بمسكنه في شارع الجمهورية بمنطقة كوبري الناموس. "محمد.ر.ف.ا"41 عامًا، عامل، عثر على جثته مسجى على ظهره أعلى أريكة بصالة الشقة يرتدى كامل ملابسه وبمناظرته تبين إصابته بسحجات حول رقبته. وبسؤال والده "ر.ف.ا" 65 عامًا، بالمعاش، قرر قيام نجله بالانتحار شنقًا مستخدمًا حبلا مثبتا طرفه الآخر بسقف الصالة، لمروره بحالة نفسية سيئة، بسبب كثرة ديونه وعجزه عن سدادها، وأضاف أنه سبق له محاولة الانتحار أكثر من مرة، لم يتهم أحدًا بالتسبب في ذلك، وتم إخطار النيابة، والأدلة الجنائية، ونقل الجثة. تم تكليف إدارة البحث الجنائي بإجراء التحريات عن الواقعة، تحرر المحضر رقم 2018/2094، إداري ثانى الرمل، وجار العرض على النيابة. \ شنق نفسه بسلك الشاحن تراكم الديون عليه ومطاردة الدائنين كانا سببا كافيا ليتخلص شاب من حياته بواسطة شنف نفسه بسلك شاحن جهاز كمبيوتر لاب توب بمدينة ملويجنوب محافظة المنيا. تحريات فريق البحث الجنائي الأولية، أفادت أن الشاب المنتحر يقيم بمدينة ملوي ويمتلك محل موبايلات وتراكمت عليه الديون وطارده الدائنون فتخلص من حياته بتعليق سلك خاص بشحن جهاز اللاب توب في سقف غرفته وتدلى منه وعند محاولة والدته إيقاظه في الصباح لم يستجب لمحاولاتها المتكررة بالطرق على باب الغرفة فاستنجدت بأعمامه المقيمين بنفس المنزل الذين اقتحموا الغرفة ووجدوا ابن شقيقهم يتدلى من سلك بسقف الغرفة. رصاصة واحدة لا تكفي شدّة يأسه والرغبة في الخلاص، دفعتاه إلى أن يحرص على الموت، فأحضر بندقية، ثم ودع شقيقته الكبرى، أخبرها بأنه سيقصد أحدا له عليه دين. كانت الديون تُثقل كاهل الشاب الأربعيني منذ نحو سنة ونصف، بعدما عجز عن دفع القسط المدرسي لأولاده، أو لم يعد لديه كلام يصبر به دائنيه من صرافين وغيرهم، وربما للسببين معا، قرر «فوزي أن يضع حدا لحياته بيديه»، وانتحر. تركته زوجته فانتحر أنهى عامل حياته بالانتحار شنقا داخل شقته بمنطقة حدائق القبة، بعد تراكم الديون عليه وقيام زوجته برفع قضية خلع ضده. تعود تفاصيل الواقعة، إلى بلاغ من الأهالى بالعثور على جثة عامل مشنوقا داخل شقته، فانتقلت الأجهزة الأمنية إلى مكان الحادث، وعثرت على جثة عامل زجاج يدعى (م.م) 55 سنة، مشنوقا بإيشارب، ودلت التحريات على أن المجنى عليه أقدم على الانتحار بعد قيام زوجته برفع قضية خلع ضده، بسبب تراكم الديون عليه. فشل في إجراء عملية فقتل نفسه في أكثر وقائع الانتحار مأساوية تخلص عامل خردة بمركز قويسنا محافظة المنوفية، من حياته، بشنق نفسه بحبل داخل غرفته، لمروره بحالة نفسية سيئة. تلقى اللواء خالد أبو الفتوح مدير أمن المنوفية، إخطارا من الرائد رأفت نصار رئيس مباحث مركز قويسنا، يفيد تلقيه بلاغا من "ا.ا" 50 عاما، عامل خردة، مقيم بقرية أم حنان دائرة المركز بقيام نجله "م.ا.ع.غ" 17 عاما، عامل خردة، مقيم بذات العنوان، بشنق نفسه داخل حجرة نومه بالمنزل. وتبين من التحقيقات أن المتوفى كان مريضا ويحتاج لإجراء عملية جراحية عاجلة، ولم يتم إجراؤها لوجود أزمة مالية، وعلى أثر ذلك أقدم على الانتحار. مش لاقي شغل أقدم "أ.غ" 26 سنة سورى الجنسية، على الانتحار شنقا داخل منزله بدائرة قسم أول أكتوبر، وبسؤال شقيقه أفاد أنه انتحر بشنق نفسه بغرفته نتيجة معاناته من ضائقة مالية وفشله فى العثور على فرصة عمل، فحرر محضرا بالواقعة. حبل الغسيل أنهى تاجر حياته بالانتحار شنقا داخل محله فى مدينة نصر، بسبب تراكم الديون عليه، حيث تلقى قسم شرطة ثانى مدينة نصر بلاغا من الأهالى بالعثور على "محمود على" مشنوقا داخل محله، وانتقل رجال المباحث لمكان الواقعة. وتبين من التحريات والتحقيقات أن المتوفى يملك محل منظفات وصنع لنفسه مشنقة، حيث وضع حبل غسيل حول عنقه وشنق نفسه داخل محله، وكشفت التحريات والتحقيقات أن المتوفى كان يمر بحالة نفسية سيئة، بسبب تراكم الديون عليه، وفشل فى سدادها، ما دفعه للانتحار. حقد اجتماعي أكد محمد الشرقاوي، الإخصائى النفسي، أن الضغوط والتعثرات المادية من المشكلات اليومية التى يعانى منها الكثيرون، وهى ترجع إلى أسباب مالية أو وظيفية أو صحية. وأضاف الشرقاوي أن العصبية لن تغير الوضع المادى، وعلى الإنسان أن يزيل كل الأحمال المادية غير المقنعة من على عاتقه، ومحاولة البحث عن حلول مادية أخرى، لافتا إلى أن مجرد البحث يزيد من الشعور بالثقة بالنفس وتقليل حجم المشكلة فى عينى صاحبها. ويرى الخبير النفسي أن هذه المشكلات والضغوط المادية غالبا ما تؤدى إلى ضغوط نفسية عديدة، مما يدفع بالإنسان إلى الانفجار النفسى، وهو نتيجة "التخزين الذاتى" الضار، مشيرا إلى أنه المسبب الأساسى لأغلب الأمراض العضوية والنفسية التى يعانى منها الإنسان. وتابع «هناك مجموعة من الأضرار التى تنتج من هذه الضغوط، تتمثل فى الكبت والضغط العصبى، وما يتبع ذلك من قلق وتوتر وشعور بالتشاؤم والإحباط والقهر». وأوضح أن الأضرار الاجتماعية تتمثل فى كره ومعاداة المجتمع، والشعور بالحقد الاجتماعى وبالتالى ظهور الطبقية فى أبلغ صورها، نتيجة العجز عن تحقيق متطلبات الحياة، أو التعرض للتفكك الأسرى نتيجة عدم قدرة الزوج أحيانا على الوفاء بمتطلبات الحياة المادية، أو التعرض لمشكلات اجتماعية نظرا لعدم سداد بعض الديون أو القروض.