يبدو أن العراق أصبح على مقربة من زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي أبو بكر البغدادي، بعد عملية عسكرية وصفت ب"الكبرى"، استطاعت القوات العراقية خلالها اعتقال قيادات "داعشية" بارزة قريبة من زعيم التنظيم، أهمها التمكن من الوصول لمعاوني البغدادي. واستبقت الحكومة العراقية الانتخابات البرلمانية التي انطلقت اليوم السبت الموافق 12 مايو، بالإعلان عن هذه العملية التي استهدفت قيادات التنظيم. 5 قيادات "داعشية" بعد عملية استخباراتية نوعية، أعلن العراق تمكنه من اعتقال خمسة قياديين مهمين في تنظيم داعش، وقتل 40 آخرين في عملية نوعية كبرى جرت داخل الأراضي السورية، في المنطقة الحدودية مع العراق. بيان لمركز الإعلام الأمني، أشار إلى أن "العملية تمت بإشراف وتوجيه من القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، وبجهود كبيرة من قبل جهاز المخابرات الوطني العراقي وبالتنسيق مع قيادة العمليات المشتركة، تم تنفيذ عملية نوعية كبرى أدت إلى إلقاء القبض على قياديين مهمين في عصابات "داعش" الإرهابي ممن شاركوا في الاعتداء على مدننا العزيزة في الأنبار والموصل". اقرأ أيضا: الانتخابات التشريعية في العراق.. هدف «داعش» القادم وأضاف مركز الإعلام، أن المعتقلين الخمسة يشغلون مناصب بارزة داخل التنظيم، وهم "صدام الجمل، الملقب بأبي رقية الأنصاري، ومحمد حسين حضر ولقبه أبو سيف الشعيطي، وعصام الزوبعي، الملقب بأبي عبد الحق العراقي، إضافة إلى عمر الكربولي ولقبه أبو حفص الكربولي، وإسماعيل العيثاوي المُكنّى بأبي زيد العراقي". وبحسب "البيان" فإن التحقيق مع هذه القيادات أدى إلى استخلاص معلومات مفصلة، تم بناءً عليها تنفيذ ضربة جوية استهدفت اجتماعا لما يسمى هيئة الحرب في "داعش"، أدت لمقتل ما يقرب من 40 قياديا، على رأسهم عمر عبد حمد الفهداوي الملقب (أبو طارق الفهداوي) أمير هيئة الحرب، وأبو وليد السيناوي والي ولاة الشام، وأبو إسلام الكردي أمني الشام، وأحمد يحيى زيدان الملقب (أبو حسن العسكري) الأمير العسكري لولاية الفرات، بالإضافة إلى عدد من القيادات المهمة الأخرى في هيئة الحرب بين ولاة، وأمراء ألوية وكتائب. "جمجمة داعش" من جانبه، يرى الخبير الأمني المتخصص والمستشار لدى الحكومة العراقية الدكتور هشام الهاشمي، أن هذه العملية تعد الأهم منذ اغتيال زعيمي تنظيم القاعدة السابقين في العراق أبو عمر البغدادي وأبو حمزة المهاجر عام 2010، واغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن عام 2011. اقرأ أيضا: من هو المرشح لتسلم خلافة البغدادي؟ وأشار إلى أن خيوطها بدأت من تركيا، حيث تم اعتقال القيادي البارز في تنظيم داعش إسماعيل علوان العيثاوي الملقب (أبو زيد العراقي) والذي تم استخدام هاتفه وعبر رسائل ال(تلجرام) لاستدراج القياديين الأربعة الآخرين في التنظيم، حيث تم اعتقال واحد منهم داخل الأراضي السورية، بينما اعتقل الثلاثة الآخرون داخل الحدود العراقية. الهاشمي، أكد أن هذه العملية هي التي كسرت جمجمة داعش، مشيرا إلى أن العمليات الأخرى التي استهدفت قادة داعش كانت مجرد كسر في العظام، لكن "قريبا سيتم قتل البغدادي أو أسره"، بحسب ما نقلت "واشنطن بوست". الاقتراب من البغدادي ويرى محللون أن هذه العملية ربما تضيق الخناق على زعيم "داعش"، مشيرين إلى أنه حان الوقت للتمكن من قتل أو اعتقال زعيم التنظيم الذي يعتقد أنه مختبئ الآن في المنطقة الحدودية بين سورياوالعراق، بعد أن خسر جميع المدن والبلدات التي كان يسيطر عليها. الدكتور عدنان السراج، رئيس المركز العراقي للتنمية الإعلامية، يرى أن هذه العملية تمثل تحولا نوعيا في عمل جهاز المخابرات العراقي، وذلك من خلال استدراج 5 من كبار قيادات (داعش) بين تركياوسورياوالعراق. وأشار إلى أن هذه العملية أدت إلى شلل في عملية التنسيق بين قيادات (داعش) في العراقوسوريا، وهو ما سوف ينعكس على الوضع الأمني في البلاد، بحسب "الشرق الأوسط". اقرأ أيضا: العراق.. قائمة المطلوبين تتجاهل «البغدادي» وتدين ابنة صدام حسين مربع زعيم "داعش" وقبل يومين، كشفت المخابرات العراقية عن المربع الذي يتحرك فيه زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، في المنطقة الحدودية بين العراقوسوريا، مؤكدة عزمها على استهدافه قريبا. وأوضح ضابط عراقي برتبة لواء في جهاز المخابرات العراقية، أن زعيم التنظيم، موجود في منطقة على الحدود العراقية السورية، ويتنقل برفقة 5 أشخاص بينهم نجله وصهره، متوقعا أنْ يتم استهداف البغدادي قريبا، بحسب "البيان". وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد قال الشهر الماضي، إنه سيتخذ كل الإجراءات اللازمة ضد المتشددين المتمركزين في سوريا. اقرأ أيضا: بعد أنباء عن وفاته.. البغدادي يعود للظهور بتسجيل صوتي ويبقى تحديد مكان أبو بكر البغدادي والوصول إليه هو الشغل الشاغل للقوات العراقية، بعد أن أعلن العراق في ديسمبر الماضي استعادة كامل أراضيه من قبضة "داعش"، الذي كان يسيطر على ثلث مساحة البلاد.